رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


مدننا الذكية وجاهزيتنا للتكنولوجيا والمباني الذكية

[email protected]

بدأت الثورة الحديثة في تكنولوجيا المعلومات والمدن الرقمية Digital Cities تشق طريقها إلى مجتمعنا. حيث شهدت الرياض في الأسبوع الماضي أول ملتقى من نوعه للمدن الذكية تحت إشراف هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض. ومع أن الملتقى كان متواضعاَ في الطرح التقني وتم التركيز فيه على بعض تطبيقات الواي فاي والواي ماكس ومدى تقدم استعمالاتهما لبعض المؤسسات الخدمية للمدينة مثل المرور والكهرباء والمياه والإسعاف. وواكبه افتتاح أول منطقة تجريبية للإرسال المجاني في طريق الأمير محمد بن عبد العزيز في مدينة الرياض. إلا أن هذا الملتقي في نظري كان خالياَ من العمق العلمي والتقني، وقد يكون السبب لكونه الأول من سلسلة من الملتقيات. ولكون الهدف منه التحدث إلى العامة من الناس والذين قد لا يفقهون في تلك التقنية. وهذا الملتقى يعود بي إلى مقالي قبل سنوات عن المنازل الذكية، أو الربط بين المدن الذكية والمباني الذكية والمجتمع الذكي أيضا. وأن المدن لن تصبح ذكية إلا بعد تهيئة المجتمع الذين هم المستعملون الأولون لتلك التقنية وبعد أن يتم الربط بين المستعمل وموقعه وبياناته ومعلوماته الشخصية والمكانية بأحداثيات على موقعه في الخريطة أو نظام جي. بي. إس GPS وGIS وقاعدة المعلومات الموحدة أو المقياسية. وهي الثروة الحقيقية للبحث العلمي الذي يمكن من خلاله دراسة الكثافات الديموجرافية لكل حي أو منطقة إحصائية. ويتم عن طريقها على سبيل المثال حساب أقصر المسافات أو الوقت الذي يمكن لسيارة الإسعاف قطعها لإنقاذ حياة المواطن. أو لمعرفة أين يسكن أكبر شريحة من ذوي الدخل المتوسط أو العالي لاستعمالات تحديد مواقع المحلات التجارية قربهم. أو لمعرفة أين يسكن كبار السن وتوقيع مستشفيات ومراكز التأهيل والعناية بالستيت حولهم. أو معرفة أين يقطن حديثو الزواج لتوقيع مستشفيات الولادة والأطفال حولهم.
ويذكرني الموضوع بكتاب التغيرات الكبرى Mega-Trends للمؤلف جون نزبت في الثمانينيات الميلادية الذي يحكي مدى تأثير التغيرات الكبرى في مدن وحياة الأمريكيين آنذاك. حيث يرى أن هناك تقدما في التقنية ولكن لم يواكبها المجتمع ليستطيع فهمها أو التقدم معها بالسرعة نفسهاHi Tech-Hi Touch. لذلك فإن المدن الذكية يحب أن تسير في خطين متوازيين. الأول وهو ما تقوم به الهيئتان مع بقية مراكز الأبحاث في تطوير تلك التقنيات. والآخر الذي يجب أن نركز عليه وهو تثقيف وتعليم المجتمع وبصورة مكثفة وسريعة للتأقلم مع التقنية واستعمالاتها. وأن يتم التركيز على النشء الجديد وفي المناهج الدراسية وتهذيبهم إلى خصوصية المعلومات والاستعمالات المفيدة وعدم إساءة استخدام تلك التقنية في مجالات غير مشروعة.
ويتزامن مع ذلك تطوير مبانينا لتتناسب مع تلك الاستعمالات. والتحكم في تصميمها لتحقق تمديدات أو تسليكات وفراغات مناسبة لها وخاصة فيما يتعلق بشبكات الاتصالات والحاسوب والإنترنت والمحطات الفضائية وربطها بشبكات الإنذار من السرقة وأنظمة كاميرات المراقبة التصويرية وأنظمة التحكم في أجهزة المنزل من موقع آخر بعيد. فهذه الثورة الإلكترونية ستخلق بعض التعقيدات أو الالتزامات التي لا بد من الاحتياط لها عند تصميم المنازل والمباني الحديثة أو الاحتياط لها في المنازل القديمة بعمل التعديلات اللازمة. وهذه الأنظمة بعضها ضروري بينما البعض الآخر يعتبر ترفياً.
إذا كنت تنوي بناء منزل أو مبنى تجاري فمن الأفضل التأكد من مدى احتياجك أنت وأسرتك من هذه الشبكات. فهناك أنظمة قد تعتقد أنها مهمة وتناسبك ولكنها مكلفة أو لست مستعداً لها ولصيانتها ومتابعة تجديدها أو ليست لها حاجة ملحة. حيث إن هذه التقنية تتقدم بسرعة وتصبح غير صالحة بعد سنوات. فإذا لم تكن في حاجة ماسة لها فإنه من الانتظار لحين الحاجة الفعلية فقد تتطور الأمور لتصبح أرخص وأقل تعبا. وأبسط مثال هو أن بعض الشبكات كانت وإلى وقت قريب تحتاج إلى تمديدات في الحوائط والأرضيات والأسطح وشبكة كيابل من نوع خاص. بينما الآن حلت مكانها شبكات اللاسلكي داخل المنزل التي لا تحتاج إلى كل تلك التمديدات. ومن أهم هذه الاحتياطات والشبكات ما يلي:

شبكة الحاسوب والإنترنت
وهي من أهم هذه الشبكات وأصبحت من أساسيات أي منزل وكانت أبسط وأوفر صورها تتكون من وحدة تخزين وتخديم معلومات Server مربوطة بخط هاتف يتم توصيلها بمجموعة من الشاشات في بعض الغرف حسب الاحتياج وبذلك يمكن استعمال حساب واحد للإنترنت وتبادل الرسائل والأعمال. والآن توافر نظام البث اللاسلكي بواسطة جهاز صغير يبث لاسلكياَ لكل موقع داخل المنزل ودون الحاجة إلى الشبكات والتمديدات القديمة. ولكن تلك التمديدات سيمكن استعمالها قريباَ لتوصيل الاتصالات عبر كيبل الكهرباء نفسها. وأجهزة نوفيل وإنتل وشركة ثري كوم مثل شبكة Any Point& Home Connect.
4- الإنذار من السرقة والحريق
وهي أنظمة تركب على الأبواب والنوافذ عادةً وتكون مربوطة بجهاز إنذار ويمكن ربطه بهاتفك الجوال أو هاتف أقرب قريب لك للتنبيه في حال دخول اللصوص منزلك أو حدوث حريق. ويمكن ربطه بمركز الشرطة.
كاميرات المراقبة
وهذا النظام وصل إلى مستوى فعال من التطوير حيث أصبح في متناول الجميع. ويمكنك من ربطها بشريحة موصلة بجهازك الحاسوبي المتنقل Note Book لمراقبة داخل منزلك من أي مكان حتى وأنت مسافر. وتطور استعماله من الحراسة على الأسوار ليصبح وسيلة جيدة لمراقبة الأطفال أو كبار السن حول منطقة المسبح منعاً من الغرق. أو لمراقبة الرضيع في غرفته حيث يمكن للأم مشاهدة ذلك على التلفاز العادي أينما كانت سواء في المطبخ أو المعيشة بالريموت كإحدى القنوات العادية.
7 - أنظمة التحكم من بعيد بالأجهزة المنزلية
وهي أنظمة متطورة ولكن بعضها مازالت غير عملية. ومن أشهرها نظام إشعال الإنارة في المنزل من المكتب لإيهام اللصوص بوجود أحد في البيت. ومن أعقدها أنظمة برمجة أجهزة التكيف وتجهيز الطعام في المطبخ بالميكروويف أو الأفران الكهربائية من المكتب وبحيث يكون الأكل جاهزا وقت وصول الموظف. وعلى غراره يمكن برمجة الغسالة والنشافة وغيرهما.
إنه من الصعب والمكلف مواكبة ثورة المعلومات حيث إنها تتجدد في كل يوم وتظهر أنظمة أخرى حديثة أو مطورة تلغي أحيانا ما قبلها. لذلك فإن الخيار مفتوح لك للإبحار مع التكنولوجيا الحديثة أو البقاء كما أنت.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي