اهتمام استثماري غربي بسوق ثانوية لتداول الصكوك في لندن

اهتمام استثماري غربي بسوق ثانوية لتداول الصكوك في لندن

اشترى كريس ستير الصيف الماضي نسخة من القرآن الكريم، حيث إن ذلك لا يمثل مجرد عادة قراءة لدى أحد المتداولين في سوق لندن المالية. غير أن هذا المتداول كان يواجه واحداً من أهم التحديات في مسيرته العملية، وهي أن يبدأ في إنشاء "خدمات تداول إسلامية" خاصة بـ GFI، الشركة الأمريكية العاملة في التجارة بين البنوك. وقد نشطت حركة تداول السندات الإسلامية بصورة ملحوظة في سوق لندن الثانوية الجديدة. حيث يقول: "كان الأمر صعباً في البداية. وأستطيع القول بالفعل إنه كان واحداً من أصعب المهام التي تم تكليفي بها، حيث إن عليك عدم الاكتفاء بالتركيز على منتج مالي، بل إن له بعداً دينياً في الوقت ذاته".
وكان ستير وفريق المتداولين الأربعة العاملين معه قوة محركة مع عددٍ من البنوك الاستثمارية، وراء انطلاق سوق ثانوية لتداول الصكوك في لندن. ويتم شراء وبيع السندات من قبل صناديق التحوط ومستثمرين آخرين.
وقفزت كميات التداول من قطراتٍ بسيطة إلى ملياري دولار أمريكي (مليار جنيه استرليني) في الشهر الماضي. وتبعا لهذا النجاح كان هناك اهتمام كبير من جانب مستثمرين غربيين بعد السجل المذهل لإصدار الصكوك العام الماضي.
وجمعت الصكوك 3.2 مليار دولار أمريكي من الديون، حيث تعتبر نقطة قمة من جانب بعض المتداولين نظراً للكمية الكبيرة من الأموال التي ضختها في السوق التي بلغت 45 مليار دولار أمريكي في صورة سندات قابلة للتداول، بالمقارنة مع مبلغٍ قريب من الصفر قبل خمس سنوات. ومن المتوقع أن يقفز إصدار السندات إلى 25 مليار دولار أمريكي عام 2007 مقارنة بـ 17 مليار دولار عام 2006، حسب المعلومات الصادرة عن باكليز كابيتال.
ويختتم ستير حديثه "إن الأمر في غاية البساطة حيث إن ما يجهله الناس، لا يحبونه، أو لا يثقون به. وكلما زادت معلوماتك عن شيء ما، زاد فهمك له. ومن شأن ذلك جعلك أكثر تعاطفاً مع الديانات والثقافات الأخرى".

الأكثر قراءة