الطاقة النووية مقابل السلام .. المستقبل بعد 50 عاما
في الثامن من كانون الأول (ديسمبر) عام 1953 اقترح الرئيس الأمريكي الأسبق أيزنهاور في خطاب له وجهه إلى الأمم المتحدة أن يتم تشجيع الدول على الانضمام إلى معاهدة حظر الأسلحة النووية، عن طريق مساعدة الدول التي سوف تتبرأ من الأسلحة النووية بتقديم التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية لها.
يسجل هذا الخطاب لحظة تاريخية شهدت بداية التركيز الدولي على الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، على الرغم من أن هذا الخطاب كان في المراحل المبكرة من الحرب الباردة.
يشير بعض المحللين السياسيين إلى أن أيزنهاور، بتأثير من العالم الفيزيائي الكبير أينشتاين، كان يحاول بث الطمأنينة في العالم الذي شهد ويلات إلقاء القنبلتين الذريتين الأمريكيتين على هيروشيما ونجازاكي في الأيام الأخيرة من الحرب العلمية الثانية.
يقدم الكتاب مجموعة من وجهات النظر الخاصة بموضوع الطاقة والأسلحة النووية ومعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، في وقت يعاد فيه النظر إلى العديد من أساليب التعامل مع مثل هذه الموضوعات، خاصة مع التطورات السريعة على الساحة النووية في العالم، فقد تسبب الكثير من الأحداث العالمية المتلاحقة في اهتزاز صورة معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية.
من هذه الأحداث: تطوير الهند وباكستان للأسلحة النووية، عدم امتثال كوريا الشمالية وإيران لضمانات الأمان النووي، وتهديدات الإرهاب النووي. أدى كل هذا إلى إثارة الكثير من التساؤلات حول قيمة مبدأ تقديم تكنولوجيا الطاقة النووية مقابل السلام، وحول المؤسسات التي تدعو إلى هذا المبدأ.
في هذا الصدد طرح العديد من الاقتراحات وقدم الكثير من التكنولوجيات الخاصة بالاستخدامات السلمية للطاقة النووية، على الرغم من إدراك العالم عدم واقعية آمال حقبة الخمسينيات من القرن الماضي في أن تكون الطاقة النووية هي الأرخص تماما في جميع مصادر الطاقة المتاحة.
يحتوي الكتاب على خمسة وعشرين مقالا عالج كل منها موضوع الطاقة النووية مقابل السلام من مختلف الزوايا، وتناولت بعض المقالات موضوعات أخرى ذات صلة بموضوع الكتاب الأصلي، مثل: الحد من انتشار الأسلحة النووية والإرهاب النووي ومستقبل الطاقة النووية.
يشمل المساهمون في الكتاب مجموعة من المسؤولين والعلماء ينتمون إلى مجموعة كبيرة من المؤسسات والهيئات، ومنهم مسؤولون أو مسؤولون سابقون من مصر، باكستان، إسرائيل، كندا، كوريا، واليابان، ووزارات الخارجية والطاقة والدفاع الأمريكية، ومجلس الشيوخ الأمريكي، مجلس الأمن القومي الأمريكي، الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأمم المتحدة، وغيرها من الهيئات والمؤسسات.
يحتوي الكتاب على مجموعة من الخطب والوثائق المهمة المتعلقة بموضوع الطاقة النووية مقابل السلام، والمؤسسات التي تدعو إلى تطبيق هذا المبدأ. يعمل محرر الكتاب جوزيف بيلات في قسم الحد من انتشار الأسلحة النووية في معمل لوس آلاموس القومي.
Title: Atoms for Peace: A Future after Fifty Years?
Author: Joseph F. Pilat (Editor)
Publisher: The Johns Hopkins University Press
ISBN: 0801885612
December 2006
Pages: 288