اليابان تسير بخطى متسارعة في ترشيد استهلاك الطاقة

اليابان تسير بخطى متسارعة في ترشيد استهلاك الطاقة

عندما يتعلق الأمر بترشيد الاستهلاك في ميدان الطاقة تأتي اليابان في المقدمة. ويظهر ذلك في أن أسعار النفط التي تضاعفت وبلغت مستوى قياسيا خلال الأعوام الثلاثة الماضية لم تؤثر في قطاع كبير من المستهلكين اليابانيين.
كيمينوبو كيمورا، الذي يعمل مهندسا، أوضح أن فاتورة التدفئة الشهرية التي يدفعها تراجعت في واقع الأمر عما كانت عليه قبل عام. أحد الأسباب أن شريحة الطاقة التي يستخدمها، وهي بحجم لا يتجاوز دولاب للأوراق يحتل مكانا صغيرا في المنزل، تعمل على تحويل الهيدروجين إلى كهرباء، كما تقوم بتسخين الماء البارد.
الأدوات التي تسهم في ترشيد استهلاك الطاقة تنتشر حول المنزل، فهناك ثلاجة تعطي أصواتا إذا ترك بابها مفتوحا، وماكينة غسل الأطباق من صغر الحجم بحيث يمكن وضعها في زاوية صغيرة في المطبخ. وفي بعض المنازل يتم توجيه أشعة الحرارة نحو القاطنين مباشرة، كما توجد أدوات استشعار لمراقبة استخدامات الطاقة.
والأمر لا يتعلق بالتقنية فقط، وإنما هو أسلوب حياة مثل إعادة استخدام المياه الدافئة بعد الاستحمام لأغراض أخرى مثل غسل الملابس، أو النوم في غرفة واحدة لجميع ساكني المنزل، ولهذا مردوده الملموس.
اليابان سكانا واقتصادا تمثل نحو 40 في المائة من حجم الولايات المتحدة، لكنها عام 2004 استهلكت أقل من ربع الاستهلاك الأمريكي حسب الوكالة الدولية للطاقة. فمنذ الصدمة النفطية الأولى في السبعينيات أتبعت اليابان مسارا جديدا، حيث رفعت الضرائب على استهلاك الطاقة للدرجة أن جالون البنزين يكلف 5.20 دولار، أي ضعف ما يدفعه المستهلك الأمريكي، لكنها وظفت العائد في برامج للطاقة البديلة مثل شرائح الطاقة التي تعمل بالهيدروجين ويكلف إنتاجها 51 ألف دولار، لكنها تباع مدعومة للمستهلكين بتسعة آلاف دولار فقط.
أول شريحتين تم تركيبهما في مكتب رئيس الوزراء قبل عامين، وحتى الآن بيعت 1300 شريحة، ومع تسارع وارتفاع حجم المبيعات، فإن تكلفة الإنتاج يمكن أن تهبط بنهاية هذا العقد إلى خمسة آلاف دولار فقط.
وطوال هذه السنوات تجذرت ثقافة ترشيد الاستهلاك، وأصبحت المنازل تبنى صغيرة وكذلك الغرف كي يسهل تدفئتها، ولهذا تكلف فاتورة التدفئة في المتوسط 168 دولارا، بينما التدفئة المركزية يمكن أن تكلف ثلاثة أضعاف هذا المبلغ.
مكيفات التبريد أصبحت تستهلك ثلثي ما كانت تستهلكه في السابق، كما أن الثلاجات أصبحت تعمل بطاقة تقل بمقدار الثلث. من ناحية أخرى، فإن الأدوات ذات القدرة الترشيدية العالية أصبحت توضع عليها علامات خضراء لتحفيز الشركات على الاهتمام بهذا الجانب وتشجيع تسويق منتجاتها بين الجمهور الذي يتتبع وضع هذه العلامات باهتمام.

الأكثر قراءة