تاريخ طريق التوابل التجاري وبناء العالم الحديث

تمتعت تجارة التوابل بأهمية اقتصادية كبيرة عبر التاريخ الإنساني، وساعدت بشكل خاص في بداية عصر الاستكشاف. كانت التوابل تأتي إلى أوروبا من البلاد البعيدة عبر طريق يسمى طريق التوابل. كانت التوابل من أثمن السلع مقارنة بوزنها حتى أنها كانت تنافس الذهب أحيانا.
تسبب البحث المحموم عن التوابل في استعار الصراعات أثناء محاولات الغرب فرض هيمنته على الجزر المنتجة للتوابل، نازعا عنها براءتها الأولى ومزيلا الغموض عن طريق التوابل.
تبدأ القصة بحكايات الرحالة والقدماء، ثم تنتقل إلى الرحلات التجارية البحرية التي سادت في القرن السابع عشر، والتي نقلت الغربيين في فجر التاريخ إلى نهايتي الكرة الأرضية. يختتم الكتاب بخاتمة شاملة تشير إلى أن قوى العولمة هي الملومة على كشف غموض التوابل وتضاؤل أهميتها في الاقتصاد العالمي.
يناقش الكتاب الدور الذي لعبته التوابل في بناء العالم الحديث، من التطورات التي لحقت بكلمة "التوابل" ذاتها؛ إلى الخطط الشاملة للاتجار بها عبر القارات؛ إلى الأشخاص الذين اكتشفوا التوابل ونشروها، مشيرا إلى دور طعم التوابل في استكشاف الكرة الأرضية، ما يجعل الكتاب سردا شائقا للتأثير المدهش لحاسة التذوق لدى البشر في تغيير خريطة العالم منذ المراحل المبكرة للعولمة.
هيمن البرتغال على تجارة التوابل القادمة من الهند الشرقية في القرن السادس عشر، ثم انتقلت هذه الهيمنة إلى الهولنديين في القرن السابع عشر، ومنهم إلى الإمبراطورية البريطانية في القرن الثامن عشر.
يعد طريق التوابل التجاري واحدا من أعظم المسارات في التاريخ، إلا أن الغموض يحيط به، فلا أحد يعرف متى بدأ التجار في اتخاذ هذا الطريق. كان الناس ينظرون إلى الأرض التي تأتي منها التوابل على أنها الأرض التي لم يرها أحد، والتي غالبا لا يعيش فيها أحد والتي لا يمكن الوصول إليها.
كان هذا هو ما يرفع الطلب على التوابل، إلا أن طريق التوابل كان أكثر حيوية، حيث شاركت فيه العديد من الدول واندلعت من أجله الكثير من الحروب وتسبب في الكثير من الاكتشافات أكثر من أي تبادل تجاري عالمي آخر. تمتد الأحداث التي يستعرضها الكتاب على مدار ثلاثة آلاف عام عبر العالم ليؤرخ لتاريخ تجارة التوابل.
يستعين الكتاب بالدراسات والخرائط الجغرافية القديمة ومذكرات الرحالة والبحارة، ويحكي عن المصريين القدماء الذين كانوا روّادا في التجارة البحرية، كما يتناول قصص الملاحين العرب والرومان واليونانيين الذين وجدوا طريقهم إلى الهند بحثا عن الفلفل والزنجبيل.
يستعين الكتاب بكتب وحكايات ماركو بولو وابن بطوطة، كما يستعرض الكتاب مغامرات كولومبس الذي أبحر غربا بحثا عن التوابل، ودي جاما الذي أبحر شرقا، وماجلان الذي أبحر عبر المحيط الأطلنطي للغرض نفسه.