VeriSign حارس على بوابة الإنترنت مقابل 1.77 مليار دولار

VeriSign حارس على بوابة الإنترنت مقابل 1.77 مليار دولار

[email protected]

تطور شركة VeriSign البرامج التي تخدم الشركات في بناء بنيتها التحتية على شبكة الإنترنت و هي بدأت مشوارها كشركة تقدم برامج أمن و حماية المواقع على شبكة الإنترنت ثم توسعت بعد فترة ليست بالقصيرة لتُقدم خدمات أخرى ذات علاقة بشبكة الإنترنت، خدمات الشركة ومُنتجاتها موجهة إلى الشركات ومُزودي خدمة الإنترنت إضافة إلى الأفراد الذين يملكون مواقع على شبكة الإنترنت، وتتوزع خدماتها ومُنتجاتها بين ثلاث فئات أولاها هي خدمة الأمن على شبكة الإنترنت وهي النشاط الرئيسي الأول الذي عُرفت به الشركة منذ بداية نشأتها، تليها خدمة تسجل النطاقات Domain على شبكة الإنترنت وهي ما نعرفها نحن بخدمة تسجيل وحجز الأسماء على شبكة الإنترنت ثم تأتي خدمة الاتصالات.

مبيعات الشركة تتم من خلال موقعها على شبكة الإنترنت ومكاتبها الموزعة حول العالم والتي تتواجد حتى في الشرق الأوسط وجنوب إفريقيا، وقد تم تأسيس الشركة في عام 1995م بولاية كاليفورنيا في الولايات المُتحدة الأمريكية وهي مُدرجة في سوق ناسداك بالرمز VRSN ومُدرجة ضمن مؤشر S&P 500 وNASDAQ 100 مما يعني أنها من الشركات التي يُتوقع لها الاستمرار في الربحية والنمو خلال الفترة المقبلة.

منتجات و خدمات
شركة VeriSign عرفت منذ البداية بخدمة حماية وأمن المواقع على شبكة الإنترنت حيث تُمكن الشركة مالك الموقع سواء كان شركة أو شخصا من الحصول على توقيع إلكتروني ذي مدة محددة أو ما يُعرف بالشهادات الرقمية التي لها صلاحية محددة وفائدة هذه الشهادات الإلكترونية هي إخبار زائر الموقع بأن الموقع الذي يزوره آمن وأن العمليات المالية أو عمليات تبادل المعلومات التي تتم بين الزائر والموقع مؤمنة ومحمية من أن يطلع عليها أحد وقد سجلت الشركة في الربع الرابع 807 آلاف شهادة جديدة أو جددت أُخريات.

الخدمة الثانية التي تقدمها الشركة هي أنها تتيح تسجيل الأسماء والنطاقات على شبكة الإنترنت وتُدير دليل هذه المواقع التي ينتهي امتدادها بـ .com و.net و .cc و.tv ويصل عددها إلى 55 مليون اسم وتساعد الشركات في الحصول على علامات رقمية تجارية، تليها كما ذكرت سابقاً خدمة الاتصالات التي تخدم شركات مزودي خدمة الاتصال المُتنقل (الجوال) وذلك من خلال نظام شبكة تُسمى SS7 تحتوي على قاعدة بيانات ذكية وأنظمة فوترة ومدفوعات تخدم مزودي خدمة الاتصال المُتنقل، كما تدخل ضمنها عمليات نقل المحتوى الموجود في الاتصالات المتنقلة وتشمل رسائل SMS وMMS.

أرباح الشركة تأتي من بندين مهمين هما خدمات الإنترنت وخدمات الاتصالات وعملاؤها من كبار الشركات والجهات الحكومية وصولاً إلى المؤسسات الصغيرة و كبرى شركات تزويد خدمة الاتصال المُتنقل (الجوال)، و نظراً لأن الشركة تجمع هذه الخدمات والمُنتجات تحت مظلتها فإنها تستحق أن تُسمى و بجدارة بوابة شبكة الإنترنت التي يمر منها كل زوار الإنترنت والمُستفيدون منها تجارياً ولهذا فإنه مع توجه جميع العالم نحو الاعتماد على شبكة الإنترنت ستتضاعف أهمية وقوة شركة VeriSign.

المُستثمرون
تملك الصناديق الاستثمارية والمؤسسات المالية الكبرى 82 في المائة من أسهم شركة VeriSign ومن ضمن هذه الصناديق ما يتبع كل من Private Capital Management, Price (T. Rowe) Associates وذلك بنسبة 7.3 و 5.6 في المائة على التوالي، بينما المُستثمرين المُطلعين على أسرار وخطط الشركة وهو ما اصطلح على تسميتهم Insider أي الأشخاص المُطلعين فهم يملكون 3 في المائة من أسهم الشركة.

مخاطر
كما نقول دائماً إنه ما من استثمار مالي إلا و يكتنفه بعض المخاطر وبالمثل الاستثمار في سهم أي شركة يُعتبر استثمارا عالي الخطورة ومن هنا نُلقي الضوء على بعض هذه المخاطر، أولها أن مبيعات الشركة تعتمد على سوق في مرحلة تطور مستمر وأقصد سوق تقنية المعلومات والتكنولوجيا مما يجعل نموها غير مُستقر، كما أن نموها مرهون بازدهار صناعة التكنولوجيا وهي الصناعة التي تقع تحت رحمة إنفاق الشركات ومدى رغبتها في امتلاك تقنيات أكثر كما تعتمد على خدمات الاتصال التي هي مرهونة بقدرة المُستهلك على الإنفاق أكثر أي أن التضخم في الاقتصاد أحد أهم المخاطر بشكل معقول.

أحدث الأخبار
من أحدث أخبار الشركة المالية الخبر الذي صدر يوم الأربعاء الماضي, حيث أعلنت الشركة عن نتائجها المالية عام 2006 فحققت مبيعات مقدارها 412 مليون دولار أمريكي في الربع الرابع فقط مقارنة بـ 389 مليونا في عام 2005، بينما في عام 2006 بأكمله حققت الشركة 1.58 مليار دولار أي أقل من مبيعات عام 2005 التي كانت 1.61 مليار دولار وقال الخبر إن هذا يُظهر تناقص مبيعات المحتوى الرقمي الذي يتم عبر الهواتف النقالة ويُقصد به نقل الرسائل القصيرة SMS ورسائل الوسائط المُتعددة MMS والمحتوى الذي يأتي من وكالات الأخبار مثل (فوكس نيوز) حيث حققت الشركة مبيعات من هذه الخدمات تصل إلى 816 مليون دولار أي أقل مما حققته في عام 2005 وهو 978 مليونا أي انخفاضا بنسبة 19 في المائة، لكن مبيعاتها من خدمات الإنترنت ارتفعت بنسبة 20 في المائة محققة 763 مليونا بدلاً من 633 مليونا في عام 2005.

لكن الشركة انخفضت السيولة النقدية لديها بنهاية عام 2006 لتُصبح 748 مليون دولار بدلاً من 905 ملايين دولار، كما تبين أن الإيرادات المؤجلة ارتفعت في عام 2006 فوصلت إلى 613 مليون دولار بدلاً من 498 مليون دولار في عام 2005 أي بزيادة مقدارها 23 في المائة. وتضمن الخبر أيضاً حديث مدير الشركة عن أنهم سيدخلون عام 2007 بمجموعة من الخدمات والمُنتجات التي ستفي حتماً برغبة عملائها الذين سينتقلون إلى عالم الخدمات الرقمية الجديدة (يقصد التطور في الإنترنت وهو ما يُعرف بالويب 2 وكذلك التطور في عالم الاتصالات أي الجيل الرابع و ما بعده من أجيال قريبة)، وبين أن الشركة تُركز على الاستفادة أكثر من أنظمة الفواتير الخاصة بشركات الاتصالات المُستفيدة من خدماتها وأيضاً عمليات المحتوى الرقمي.

نشاط تسجيل وتجديد الأسماء والنطاقات شهد تحسناً ملحوظاً بينما استقرت خدمات الاتصالات فتحقق 113 مليون دولار في الربع الثالث، والنمو والتحسن وصل إلى عدة أنشطة أخرى، كما أنه في الثاني عشر من أيلول (سبتمبر) وقعت الشركة اتفاقية مع قناة فوكس نيوز المُتفرعة من شركة News Corp لتدخل الشركة إلى عالم الترفيه على الاتصال المُتنقل، كما أظهرت نتائج الربع الثالث أن عدد الشهادات الرقمية التي أصدرتها الشركة وصل في الربع الثالث إلى 136 ألف شهادة رقمية SSL.

التحليل الأساسي
سنتناول قوائم الشركة الخاصة عام 2006 التي صدرت ولكنها لم تُنشر كاملة بعد ونبدأ بمبيعات الشركة التي سجلتها في الإثني عشر شهراً الماضية المُعتمدة حيث بلغت 1.58 مليار دولار مُسجلة انخفاضا بمقدار 1.9 في المائة عن العام الماضي الذي سجلت فيه مبيعات بمقدار 161 مليار دولار، كما سجلت الشركة دخلاً مقداره 416.89 مليون دولار وهذا الدخل هو ارتفاع بنسبة 349 في المائة، بالنسبة لربحية الشركة فنجد أن نسبة صافي أرباح الشركة زادت بنسبة 27.3 في المائة وهي أكبر بمراحل من معدل صافي أرباح الشركة في السنوات الخمس الأخيرة وأفضل من نسبة صافي نمو الربحية لبقية الشركات العاملة في القطاع نفسه والمُقدر بـ 12.2 في المائة مما يعني أن الوضع المالي للشركة يجعلها تتبوأ مكانة بين بقية شركات القطاع.

توجد ديون على الشركة لذا فإن نسبة المديونية بالنسبة للملكية هي 0.07 في المائة أي أن ديون الشركة تُشكل 7 في المائة من حقوق الملكية وهذا رقم بسيط جداً ويعني أن الديون لا تُشكل مصدر إزعاج للشركة علماً أن السيولة الجارية Current Ratio لدى الشركة تستطيع تغطية أي ديون عليها في حالة وجودها مستقبلا بمقدار 1.3 مرة في حال طلب التسديد الفوري للفوائد، أما نسبة العائد إلى حقوق ملكية المُستثمرين ROE هو 18.8 في المائة أي أعلى بكثير من العائد الذي تمنحه البنوك على إيداع الودائع ولكنه أقل من العائد على الملكية الذي يمنحه القطاع وقدره 33.3 في المائة، إن قُدرة الشركة على الاستفادة من مبيعاتها في تغطية قيمة الأصول Asset Turnover هي 0.5 مرة.

سعر سهم الشركة حتى إغلاق يوم الجمعة هو 25.55 دولار ويواجه أول مقاومة عند مستوى 26.77 دولار بسبب أنه أعلى سعر وصله السهم خلال 52 أسبوعا كما يجد السهم دعما جيدا عند مستوى 24.38 دولار بسبب أن وجود متوسط 50 يوما عند هذا المُستوى يليه مستوى 22 دولارا لوجود متوسط 200 يوم، و حسب التحليل الفني فإن السهم يجد دعما قويا من متوسط 50 يوما وإذا استمر صعود السهم وتجاوز مستوى 26 دولارا وبقوة وتمكن من الثبات فوقه فإنه مُتجه نحو مستويات تصل به إلى أعلى من 35 دولارا ولكن قد يكون البيع عند 33 دولارا هو قرار صائب.

الخلاصة
الشركة تقف على أعتاب عام جديد وتضع أعينها على توجه الشركات العاملة في مجال الإنترنت والمُستخدمة لها وللهواتف المُتنقلة حيث يعزم عملاؤها من الشركات على التوجه نحو التقنيات الجديدة وهذا بغرض تحقيق الأرباح التي تصب في حسابات أرباح شركة VeriSign، ويوماً بعد يوم يزداد موقع الشركة كبوابة لشبكة الإنترنت حيث التعاملات المؤمنة والمحمية تمر من خلالها، لهذا يرى المُحللون أن الشركة سترتفع مبيعاتها بنسبة 12 في المائة لتتجاوز 1.77 مليار دولار أمريكي خلال عام 2007.

الشركة اتجهت منذ فترة نحو إعادة شراء أسهمها وتتجه نحو شراء المزيد للمُحافظة على سعر السهم و هذا يعني أنها مُطالبة لاحقاً ببيع هذه الأسهم مما يعني أن الشركة تعرف جيداً من خلال خطتها أنها مُتجهة للربح وأن شراءها أسهمها سيعود عليها بالنفع مُستقبلاً، كما أن مديرين في الشركة قاموا بشراء أسهم الشركة وهم مُطلعون على أخبار الشركة مما يعني علمهم بجدوى الاستثمار في أسهم الشركة، لكن في المُقابل حصلت عمليات بيع من قبل مجموعة من صناديق الاستثمار ولكن هذا لا يعني بالضرورة عيباً في سهم الشركة حيث إن الصناديق تكون قد اتجهت حسب رؤيتها إلى أسهم قد ترى أنها الأفضل ولكن يبقى أن نسبة الصناديق والمؤسسات المالية المُستثمرة في سهم الشركة هي نسبة عالية.

عدد المُحللين الذين يُوصون بشراء سهم الشركة بقوة هم تسعة مُحللين ولا يوجد مُحلل واحد ينصح ببيع سهم الشركة على الإطلاق بينما يوجد سبعة مُحللين يرون التمسك بسهم الشركة لمن يملك السهم من قبل، والسعر المُتوقع لسهم الشركة حسب توقعات المُحللين هو بين 30 و34 دولارا، وهنا أُشدد على أهمية أن يُراقب المُستثمر أخبار الشركة بعد قراءته لهذا التقرير ذلك أن توقعات المُحللين للسعر الذي قد يصله سهم الشركة قد يتغير حسب أخبار الشركة والأحداث المُحيطة بها، فهذا التصرف الأنسب الواجب اتباعه من قبل المُستثمر أما من يُريد شراء السهم بغرض المُضاربة فإن هذا التقرير لن يُفيده ويجب أن ينظر إلى الرسم البياني ليُحدد السعر الأنسب لشراء السهم وبيعه.

الأكثر قراءة