رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


طيب السوق ولا طيب البضاعة

المفهوم التقليدي للتسويق الزراعي لدى بعض المنتجين العاملين في القطاع الزراعي يعتمد أساساً على إنتاج السلع ثم القيام بالترويج والبيع، ورسم خططهم على أساس "طيب السوق ولا طيب البضاعة" وسريان هذا المفهوم يضعف الشق التسويقي في عملية إنتاج وتسويق المنتجات الزراعية، في حين أن المفهوم الحديث للتسويق إجابة لتساؤلات يطرحها المزارع ماذا أزرع؟ من هو المستهلك؟ متى يتم التسويق؟ إضافة إلى هل هناك منافس في زراعة هذا المنتج؟ وتتطلب إجابة هذه التساؤلات توافر معلومات محددة. ونتيجة النقلة النوعية في القطاع الزراعي وتوفر التقنية حدثت تطورات إيجابية في كفاءة المُنتج في هذا القطاع وتولدت معه الخبرات، وتوطنت التقنية في الشق الإنتاجي لدى العاملين في هذا القطاع، فيما كانت أقل في الشق التسويقي, والتسويق بصفة عامة وظيفة شاملة مستمرة قبل إنتاج السلعة, وذلك بدراسة المستهلك الأخير من حيث احتياجاته، ورغباته، وعاداته، وتقاليده، ودوافعه، وقدرته الشرائية من حيث الجنس والمهنة والمنطقة الجغرافية التي يعيش فيها، وكذلك ظروف المنافسة وأشكالها في السوق، والموارد المالية والبشرية، والإدارية، وتقدير حجم المبيعات المرتقبة، ويتطلب ذلك توفر البيانات عن المستهلك، ورجال البيع، والوكلاء والوسطاء، والعاملين بالمشروع، إضافة إلى البيانات المتوافرة في سجلات المنشأة تمهيداً لتحليلها واستخلاص النتائج منها ليتم إنتاج السلع بالجودة والكمية المناسبتين في المكان والوقت والسعر المناسب، إلا أن ضعف الشق التسويقي قد يرجع إلى سريان مفهومه القديم لدى بعض المزارعين وإلى ضعف مقومات هذا النوع من التسويق، خاصة منافذ التسويق "الأسواق المركزية لبيع الخضار والفواكه" التي مرّ على بعضها، إن لم تكن كلها، ما لا يقل عن ثلاثة عقود من الزمن وهي على وضعها الحالي ولم تتأثر إيجابياً بما تحقق في مجال الإنتاج الزراعي ودورها فقط يتمثل في توفير مكان البيع، وكذلك غياب المعلومة التسويقية، وعلى الرغم من وجود بعض الجهود المحدودة في قيام بعض شركات متخصصة في التسويق الزراعي أصبحت معروفة بالاسم، إلا أن الاستثمار في مجال التسويق الزراعي مازال خصبا بحاجة إلى قيام مؤسسات أو شركات تسويق زراعي متخصصة "محدودة أو مساهمة" تسهم في توفير المنتج الجيد من المنتجات النباتية والحيوانية تعمل كحلقة وصل بين المزارع والمستهلك فيما بعد الحصاد، وتسهم في توفير متخصصين في التسويق الزراعي كتطبيق عملي، وكذلك توفير المعلومة للمزارع قبل البدء في الزراعة، وقد تسهم مثل هذه الشركات باستكمال حلقات التعامل مع مخرجات القطاع الزراعي المحلي مثل التصنيع للمنتجات الزراعية ومخلفات المزرعة، إضافة إلى الدور المتوقع لمثل هذه الشركات في رفع مستوى التثقيف الغذائي لدى المستهلك الذي بدوره سيسهم في زيادة الطلب على هذه المخرجات، فهل ترى مثل هذه الكيانات النور؟ التي بدورها قد تساعد في التغلب على مشاكل التسويق الزراعي.
والله ولي التوفيق.

[email protected]

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي