تقنيات جديدة وجهود لتعميم استخدامها

تقنيات جديدة وجهود لتعميم استخدامها

تعتبر الإطارات من أهم مكونات السيارة، فهي تبقى الصلة الوحيدة بين السيارة والأرض وبالتالي فان مهمتها توفير أقصى درجات التماسك للمركبة على الأرض الأمر الذي يوفر السلامة والأمان للركاب في جميع الظروف.
ورغم أهمية الإطارات القصوى إلا أن الكثير من السائقين يهملون اختيار إطارات سياراتهم الأمر الذي يقلل من مستويات السلامة والأمان بشكل كبير ولا سيما عند القيادة في ظروف صعبة، ومهما بلغت السيارات من تطور تقني وميكانيكي، ومهما تعددت أنظمة السلامة فيها من أكياس هواء وأنظمة كبح وتعليق متطورة فإن الإطارات تبقى كما ذكرنا صلة الوصل بين السيارة والطريق وبالتالي فإن مهمتها تصبح بالغة الأهمية خصوصاً إذا عرفنا أن اختيار الإطار المناسب يحقق قيادة أكثر أماناً، كما أن اختيار الإطار المناسب يعمل على تحقيق الراحة لركاب السيارة إضافة إلى تخفيض استهلاك الوقود وتعزيز قدرات الكبح.
وقد تطورت صناعة الإطارات على مدى عقود طويلة، ويجب أن نذكر أن أول إطار مطاطي اخترعه (تشارلز جوديير) عام 1844، حيث قام بوضع مجموعة من الأنابيب المطاطية الصغيرة داخل أنبوب مطاطي كبير معالج بالكبريت لجعله أكثر قساوة.
وفي عام 1888 قام دنلوب باختراع الإطار الذي يعبأ بالهواء مما طور بشكل كبير من قدرة الإطارات على التحمل والخدمة الطويلة.
وعلى مدى السنوات والعقود تطورت هذه الصناعة بشكل كبير سواء من حيث المواد المستخدمة في صنع الإطار أو من حيث التقنيات العالية في التصنيع، إضافة إلى الدراسات والأبحاث المتعلقة بتلك الصناعة. ومن المفيد التذكير أن رياضة السيارات بشكل عام قد أسهمت في تطور صناعة الإطارات على مدى أعوام طويلة لا سيما في السنوات الأخيرة وبالذات في سباقات الفئة الأولى (فورمولا 1) وبطولة العالم للراليات، حيث تم نقل التقنيات المستخدمة في صنع الإطارات الخاصة بالسباقات إلى الإطارات الخاصة بسيارات الإنتاج الرياضي. وأصبحت هناك مجموعة من الإطارات ذات الطابع الرياضي التي تعمل على تحقيق التماسك والثبات بشكل مميز إضافة إلى إمكانية تحقيق سرعات قصوى عالية تستطيع هذه الإطارات تحملها بكل سهولة وبشكل لا يضر ببنية الإطار الأساسية ولا يشكل خطراً على السائق في الوقت نفسه.
وفي كل عام تقدم مصانع الإطارات في العالم مجموعة جديدة من الإطارات المتنوعة التي تتناسب وجميع أنواع المركبات والمزودة بأحدث التقنيات التي توفر الراحة التامة لركاب السيارة.
ولما كان انثقاب إطار السيارة من أهم المشكلات الطارئة التي قد تواجه السائق، ونظراً إلى خطورة هذا الأمر خصوصاً عند قيادة السيارة بسرعة وما يمكن أن يسببه ذلك من فقدان للسيطرة على المركبة كان لابد من أن تتضافر جهود صانعي الإطارات في العالم من أجل الوصول إلى تقنيات تسمح باستمرار القيادة في حال حصول ثقب ما دون التأثير في قدرات السيطرة والكبح لدى السائق. أضف إلى ذلك حاجة صانعي السيارات إلى تقليل المساحة المخصصة للإطار الاحتياطي في السيارة والتي يحتاجون إليها من أجل تعزيز قدرات التحميل في سياراتهم. كما يسهم هذا الأمر في توفير الجهد والوقت للسائق الذي يريد استبدال إطار سيارته المثقوب خاصة في الأجواء السيئة.
وكانت أولى المحاولات في هذا الصدد قد بدأت كما ذكرنا سابقاً مع رياضة السيارات، حيث استخدمت بعض الشركات مادة خاصة على شكل رغوة يتم إفراغها في إطار السيارة وهي تقوم بسد الفراغات الناتجة عن أي ثقب، وقد تم استخدام هذه المادة بشكل واسع في بدايات التسعينيات من القرن الماضي. وقامت بعض الشركات بنقل هذه التقنية إلى سيارات الإنتاج التجاري، ونذكر منها على سبيل المثال طراز (زي3 أم) من بي أم دبليو التي تم فيها الاستغناء عن الإطار الاحتياطي لصالح عبوة خاصة مع رغوة خاصة تقوم بسد أي ثقب كما ذكرنا سابقاً.
وخلال السنوات القليلة الماضية بدأت تظهر تقنية جديدة تعتمد على تطوير إطارات تبقى صالحة للسير بعد انثقابها، فكما هو معروف فإن كمية الهواء داخل إطار السيارة هي التي ترفع السيارة عن الأرض وفقدان ضغط الهواء في الإطار يعني التواء جوانب الإطار مما يجعله غير قادر على حمل وزن السيارة وبالتالي فقدان السيطرة. من هذا المنطلق عمد بعض صانعي السيارات إلى تزويد سياراتهم بإطارات تبقى صالحة للسير بعد انثقابها. وهذه الإطارات تقسم في الوقت الحاضر إلى فئتين بتقنيات مختلفة، الأولى وهي إطارات مزودة بجوانب مقواة بشكل خاص تعمل على تحمل وزن السيارة بعد انثقاب الإطار، وهذه الإطارات تختلف عن الإطارات العادية كما ذكرنا بجوانبها المصنوعة من مواد خاصة على عكس جوانب الإطارات العادية المصنوعة من مواد الإطار نفسه بشكل عام. وتعمل الجوانب المقواة في الإطار على عدم خروج الإطار من العجلة خاصة عند السرعات العالية وما يتبع ذلك من مخاطر كبيرة. ويمكن من خلال هذه التقنية السير بإطار مثقوب بسرعة تبلغ ما بين 80 و90 كيلو مترا في الساعة ولمسافات قد تصل إلى 100 كيلومتر. وعلى الرغم من التكلفة العالية لهذه الإطارات فقد قامت بعض شركات السيارات بتزويد طرازاتها بهذه النوعية من الإطارات أبرزها شركة بي أم دبليو وخصوصاً طرازات الفئة (أم).
أما التقنية الثانية فهي تقنية السند الوسطي، وهي التقنية التي طورتها شركة (ميشلان) الفرنسية وتحمل تسمية (باكس) وهي تعتمد على ثلاثة مكونات مكملة لبعضها البعض وهي الإطار، السند الوسطي، والعجلة المعدنية. أما الإطار فهو مصمم بطريقة معينة تمنع خروجه من العجلة عند تسرب الهواء بشكل كامل، في حين أن السند الوسطي عبارة عن قطعة مطاطية تحيط بعجلة السيارة بالكامل وهي تتولى حمل جسم السيارة، في حين أن العجلة المعدنية مصممة بحيث تعمل على تثبيت السند الوسطي المطاطي عليها بشكل كامل.
واللافت أن تقنية (باكس) مزودة بمجس خاص مثبت داخل إطار السيارة ويعطي مؤشرات للسائق على وجود خلل في ضغط الهواء الخاص بالإطارات. ومن حسنات هذا النظام إمكانية السير بهذه الإطارات لمسافة تبلغ 200 كيلومتر، وعلى سرعات تبلغ 80 كيلومترا في الساعة، وتنحصر سيئات هذا النظام في ارتفاع وزنه وما يتبعه من ذلك على صعيد الأداء، وكذلك ارتفاع أسعاره في الوقت الراهن.
الجدير بالذكر أن العديد من صانعي السيارات في العالم زود بعض طرازاته بهذا النظام ومنهم رولز رويس في طراز فانتوم، كما قامت رينو بتجهيز بعض سياراتها بهذا النظام، إضافة إلى شركة أودي مع بعض طرازاتها المتوسطة والكبيرة.
أخيراً، ينوي صانعو الإطارات وبالتعاون مع صانعي السيارات تطوير تقنيات الإطارات الصالحة للسير بعد انثقابها خلال الفترة المقبلة ليتم تعميمها بشكل تدريجي على جميع السيارات في العالم ليتم التخلص نهائياً من العجلة الاحتياطية ومساوئها، وبالتالي تحسين سعة التحميل في السيارة وتسهيل عمليات التصميم خاصة في السيارات المدمجة والصغيرة الحجم.

الأكثر قراءة