ارتفاع أسعار النفط لم يؤثر في حجم المبيعات
في العام الماضي حققت صناعة السيارات أرقاماً قياسياً جديدة في مستوى المبيعات على الرغم من العوامل المؤثرة التي أسهمت في خفض توقعات الشركات من حيث الأرباح والنتائج السنوية وخطط المبيعات.
وعلى الرغم من ارتفاع أسعار النفط بشكل واضح خلال العام الماضي إلا أن تأثير ذلك في حجم الإنتاج كان قليلاً. مع العلم أيضاً أن بعض الشركات ما زالت تعاني من صعوبات عديدة خاصة الشركات الأمريكية التي تجهد من أجل الحد من خسائرها ودفع المبيعات خصوصاً في السوق الأمريكية.
وتبرز هنا مجموعة جنرال موتورز التي ما زالت تعمل على تعزيز المبيعات في السوق الأمريكية التي تعتبر الأهم حالياً كون المبيعات هناك منخفضة بسبب مجموعة من العوامل أبرزها توسع مبيعات السيارات اليابانية بسبب مجموعة الطرازات التي تلبي مطالب الزبائن الأمريكيين إضافة إلى انخفاض قيمة الين الياباني.
وبالأرقام فقد انخفضت مبيعات جنرال موتورز في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوياتها منذ عام 1970 حيث وصلت إلى نسبة 24.3 في المائة مقارنة بـ 26 في المائة عام 2005. وبلغ عدد السيارات المبيعة داخل الولايات المتحدة 4.124 مليون سيارة. وقد سجلت الشركة مبيعات قياسية في الأسواق الصينية وصلت إلى 800 ألف سيارة.
أما في الشرق الأوسط فسجلت الشركة مبيعات مرتفعة خلال عام 2006 حيث بلغت الزيادة 24 في المائة مقارنة مع العام السابق، وارتفعت المبيعات في السعودية بنسبة 17 في المائة، حيث تم تسليم 83710 مركبة، وقد أسهم إطلاق مجموعة كبيرة من الطرازات الجديدة التابعة للمجموعة الأمريكية في تعزيز مبيعات الشركة، حيث ارتفعت نسبة المبيعات مثلاً في الإمارات الى 61 في المائة مقارنة بمبيعات عام 2005 مع تسليم 15855 سيارة.
في المقابل شركة فورد ما زالت تعاني من خسائر متراكمة على صعيد النتائج، وهي سجلت أدنى نسبة مبيعات خلال عام 2006 منذ ما يقارب 15 عاماً وذلك على مستوى السوق الأمريكية في حين أنها سجلت مبيعات متقدمة في أسواق الشرق الأوسط مع ارتفاع بلغ 21 في المائة وذلك لكل من فورد، ميركوري، ولينكولن. وقد باعت الشركة ما يصل إلى 55 ألف سيارة في مختلف أسواق الشرق الأوسط. وشكلت مبيعات سيارات الخدمات الرياضية نسبة كبيرة من مجمل مبيعات الشركة.
وكان للإنتاج الأوروبي من فورد وخاصة طراز فوكوس حصة مهمة من المبيعات التي سجلت زيادة قاربت 55 في المائة فيما حقق طراز موستانج الرياضي زيادة بلغت 25 في المائة.
أما شركة كرايسلر إحدى فروع مجموعة دايملر- كرايسلر فقد سجلت تراجعاً في المبيعات مقداره 4.5 في المائة وذلك بسبب انخفاض مبيعاتها في السوق الأمريكية بنسبة بلغت 7 في المائة مع 2.143 مليون سيارة.
أما المبيعات في باقي دول العالم فحققت ارتفاعاً بلغ 6.6 في المائة، ومنها أوروبا التي زادت المبيعات فيها بنسبة 20 في المائة.
أما الشريك الأوروبي في مجموعة دايملر- كرايسلر وهو مرسيدس الألمانية فقد حققت رقماً قياسياً على مستوى المبيعات في عام 2006، إذ بلغت مبيعات الشركة 1.26 مليون سيارة بزيادة بلغت نسبتها 3.2 في المائة مقارنة مع مبيعات عام 2005. وسجلت مبيعات مرسيدس لوحدها زيادة بلغت 6.5 في المائة مع 1.14 مليون سيارة. ورفعت الشركة مبيعاتها في الولايات المتحدة بنسبة 11 في المائة مع مبيعات وصلت إلى 248 ألف سيارة. كما حققت الشركة مبيعات متقدمة في أسواق اليابان والشرق الأوسط. أما مبيعات "مايباخ" فلم تصل إلى ما تريده مرسيدس، حيث تم بيع 400 سيارة فقط، وتأمل الشركة برفع مبيعات "مايباخ" خلال عام 2007 مع طرح فئات خاصة من هذه السيارة.
وانخفضت مبيعات "سمارت" بنسبة 21.6 في المائة على مستوى العالم مع إجمالي مبيعات بلغ 112 ألف سيارة، وستكون هذه السنة حاسمة لمستقبل "سمارت" مع إمكانية تخلي مرسيدس عنها بشكل نهائي أو إطلاق خطط واستراتيجيات جديدة تضمن استمرار هذه الشركة.
المنافس الأبرز لمرسيدس وهي مجموعة بي إم دبليو حققت ارتفاعاً بلغ 3.5 في المائة على مستوى المبيعات خلال العام الماضي، وبلغ مجموع مبيعات الشركة الإجمالي 1.373.926 سيارة، وارتفعت مبيعات "رولز رويس" بنسبة 1.1 في المائة مع بيع 805 سيارة فانتوم، ويتوقع أن يرتفع حجم مبيعات رولز رويس خلال العام الحالي مع طرح طراز مكشوف جديد.
أما "ميني" فقد انخفضت مبيعاتها بنسبة 6.2 في المائة مع 188.072 سيارة، ومن المتوقع ارتفاع مبيعات الشركة خلال عام 2007 الحالي بسبب طرح الجيل الجديد من السيارة الذي تم في أواخر العام الماضي.
أما فيما يتعلق بسيارات بي إم دبليو فما زالت الفئة الثالثة أكثر السيارات مبيعاً، حيث ارتفعت مبيعاتها بنسبة 17.1 في المائة تليها الفئة الخامسة، فيما سجلت مبيعات طراز أكس5 انخفاضاً ملحوظاً يعزى إلى تقادم الجيل الحالي من السيارة وانتظار الجيل الجديد الذي تم طرحه في الأسواق أخيرا الذي سيعمل على رفع مبيعات هذه الفئة من جديد.
مجموعة فولكس فاجن سجلت من جهتها ارتفاعاً في نسبة مبيعاتها التي وصلت إلى 9.3 في المائة مقارنة مع مبيعات السنة الماضية، ووصلت مبيعات المجموعة الألمانية إلى 5.73 مليون سيارة، حيث حققت الشركة مبيعات مرتفعة جداً في الأسواق الأوروبية خاصة الغربية منها مع نسبة بلغت 5.6 في المائة.
وبرزت شركة أودي التابعة لمجموعة فولكس فاجن مع ارتفاع في المبيعات بلغ 9.2 في المائة مع تسليم 905 آلاف سيارة، وارتفعت مبيعات الشركة في الصين بنسبة 39 في المائة وفي الولايات المتحدة بنسبة 8.5 في المائة مع تسليم 90 ألف سيارة.
شركة تويوتا تحقق لغاية الآن ما تخطط إليه على صعيد المبيعات، وقد وصلت نسبة الارتفاع فيها إلى 8 في المائة مع حجم مبيعات وصل إلى 8.800 مليون سيارة، وهي حلت في المرتبة الثانية على مستوى العالم مع تأكيدها إمكانية الوصول إلى المرتبة الأولى عالمياً خلال عام 2007 وهي وضعت استراتيجية ترفع بموجبها الإنتاج بمعدل 4 في المائة ليصل حجم الإنتاج إلى 9.420 مليون سيارة وحجم مبيعات يبلغ 9.340 مليون سيارة مع نسبة تصل إلى 6 في المائة.
شركات السيارات الكورية الجنوبية سجلت خلال العام الماضي زيادة في نسبة المبيعات بلغت 11.5 في المائة مقارنة مع عام 2006، وذلك على الرغم من ارتفاع قيمة العملة في كوريا الجنوبية وارتفاع أسعار النفط، إضافة إلى مشكلات عديدة مرت بها شركات السيارات نتيجة الإضرابات العمالية على مدار العام.
وبلغ إجمالي مبيعات السيارات الكورية على مستوى العالم 5.81 مليون سيارة مقارنة مع 5.21 مليون سيارة عام 2005.
وحلت شركة هيونداي في المرتبة الأولى لناحية مبيعات السيارات الكورية مع 2.66 مليون سيارة، في حين حلت شركة جي إم دايوو التي تتبع مجموعة جنرال موتورز في المرتبة الثانية مع 1.52 مليون سيارة وعلى حساب شركة كيا التي بلغت مبيعاتها 1.34 مليون سيارة.
صناعة السيارات الصينية تعيش أيضاً مرحلة نمو جديدة مع تنامي المبيعات داخلياً وخارجياً، فقد ارتفعت صادرات السيارات بنسبة بلغت 120 في المائة، فعلى سبيل المثال ارتفعت مبيعات شركة شيري بنسبة 61 في المائة مع تسليم 305.236 سيارة، ويرجع السبب في ذلك إلى ارتفاع المبيعات في الولايات المتحدة الأمريكية إضافة إلى تحسن واضح في مستوى الجودة والتجهيزات لهذه السيارات خاصة مع توقيع مجموعة من اتفاقيات الشراكة مع بعض الشركات الأجنبية مثل كرايسلر وفيات.