دافوس : ملف الزراعة يرفع المواجهة بين الشمال والجنوب
استأنفت الأطراف الرئيسية في منظمة التجارة العالمية الاتصالات بينها صباح أمس، للمرة الأولى منذ سبعة أشهر، من دون أمل كبير في إنهاء المواجهة بين الشمال والجنوب بشأن ملف الزراعة.
ويجتمع الاتحاد الأوروبي ووزراء 26 دولة تنتمي لمنظمة التجارة، وذلك على هامش المنتدى الاقتصادي بدافوس سعيا لاستئناف مفاوضات جولة الدوحة التي تم إطلاقها عام 2001 في العاصمة القطرية وتهدف إلى خفض الحواجز الجمركية في العالم.
وتم تعليق المفاوضات، التي كان يتعين أن تنتهي قبل سنتين، في تموز (يوليو)، بسبب الفشل في التوصل إلى تسوية بين أبرز القوى التجارية.
ولا تظهر في الأفق أي بوادر لحلحلة الوضع حيث إن أفضل ما يمكن توقعه من نتائج أن يتفق الفرقاء على مواصلة محادثاتهم في الأسابيع المقبلة.
وفيما حذر من تداعيات "كارثية" لأي فشل في جولة الدوحة، عبر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير المشارك في المنتدى عن اعتقاده بأن "هناك فرصة قوية لاستئناف المحادثات".
ولكن في انتظار ذلك، عادت الاتهامات المتبادلة بين الجنوب، بزعامة البرازيل والهند، والشمال. حيث تطالب دول الجنوب بخفض الدعم الزراعي الذي تقدمه حكومات الشمال التي تشترط بدورها زيادة صادراتها الصناعية والخدماتية إلى الجنوب.
وقال الرئيس البرازيلي لويز لولا دا سليفا إنه يتعين على الولايات المتحدة خفض الدعم الزراعي، كما "يتعين على الاتحاد الأوروبي خفض الدعم الزراعي وفتح أسواقه بصورة أكبر".
ومن جهته، حذر وزير التجارة الهندي كمال ناث من أن بلاده لن تقبل أي اتفاق يهدد مئات الملايين من القرويين لديها.
وأوضح "الدول المتقدمة تريد حماية وزيادة أرباح مزارعيها الذين يتلقون الدعم من حكوماتهم".
وقال ناث والمفوض الأوروبي للتجارة بيتر ماندلسون إنهما ينتظران من الولايات المتحدة القيام بمبادرة.
غير أن واشنطن ترفض الالتزام باأ خفض في دعم مزارعيها من دون خفض الرسوم الجمركية في الدول الأخرى ولاسيما الاتحاد الأوروبي.
وهدد ماندلسون بسحب عرضه بخفض الرسوم الجمركية إلى النصف على الواردات الزراعية. وقال لوكالة فرانس برس "لا أستطيع الإبقاء على عرضي إذا لم يقم الآخرون بالمثل".
وبدا المفوض، الذي يمثل 27 طرفا، متفائلا في حديث أدلى به إلى "فايننشيال تايمز" مرجحا قدرته على "تحقيق اختراق في أكبر الملفات المتعلقة بالزراعة والمنتجات الصناعية في حدود شهر".
غير أن فرنسا التي تعارض أي تنازلات جديدة من الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالزراعة، حملت على ماندلسون كونه يتعامل مع "رغباته على أنها حقائق على أرض الواقع" وذلك على لسان الوزيرة المنتدبة لشؤون التجارة الخارجية كريستين لاجارد.
أما المندوبة الأمريكية للتجارة سوزان شواب فقد اعترفت بأنه ما زال أمام الفرقاء "طريق طويل" قبل التوصل إلى اتفاق، قائلة إنها لا تريد الحديث عن "أرقام كبيرة" فيما يتعلق بخفض الدعم الزراعي والرسوم الجمركية.
وأوضحت قائلة "كل مرة نقوم فيها بذلك، ينتهي بنا الأمر إلى تبادل الاتهامات وتنتهي المناقشات إلى مأزق".
وعبر المدير العام لمنظمة التجارة العالمية باسكال لامي عن الأمل في حلحلة المفاوضات، بحلول نهاية آذار (مارس) على أقصى تقدير من أجل الحصول من الكونجرس الأمريكي على تجديد ضروري للسلطات الخاصة التي فوضها سابقا للبيت الأبيض فيما يتعلق بالتفاوض التجاري.