دافوس : ضغوط لإنقاذ التجارة العالمية من التعنت الأمريكي
واجهت الولايات المتحدة ضغطا من المتحدثين والمشاركين في منتدى دافوس تجاه تعطيلها مفاوضات تحرير التجارة العالمية، خاصة في الجانب الزراعي منها, وذلك في ظل الدعم الذي تقدمه للمزارعين المحليين ولم تقبل الدخول في مباحثات حول ذلك الدعم. وهذا الجانب من المفاوضات متوقف منذ ستة أشهر, وكانت المرحلة الأولى لنقاشه في اجتماع منظمة التجارة العالمية في الدوحة, وهو ما يطلق عليه "جولة الدوحة". وأعلن المفوض الأوروبي للتجارة بيتر ماندلسون أمس أن "خرقا" في جولة المفاوضات حول تحرير التجارة العالمية في الدوحة قد يحصل خلال شهر تقريبا. وقال على هامش منتدى دافوس "بإمكاننا أن نحقق خرقا (في المحادثات) حول الملفات الكبرى المتعلقة بالزراعة والإنتاج الصناعي خلال شهر تقريبا". وأوضح ماندلسون أن "مسؤولية التوصل إلى اتفاق تتوقف على قدرة الولايات المتحدة على تحسين عروضها حول تقليص الدعم الزراعي للمنتجين الأمريكيين والمسائل الأكثر أهمية في المفاوضات الزراعية تدور بين الولايات المتحدة والدول النامية.
في مايلي مزيداً من التفاصيل:
أكد متحدث باسم توني بلير رئيس الوزراء البريطاني أمس، انه مازال بالإمكان إنقاذ اتفاق التجارة العالمي الذي يهدف إلى مساعدة أكثر دول العالم فقرا، موضحا أن المفاوضات المتوقفة منذ فترة طويلة اكتسبت قوة دفع جديدة.
وكان بيتر ماندلسون المفوض الأوروبي للتجارة قد أعلن في مقابلة نشرتها أمس، صحيفة "الفايننشال تايمز" ان "خرقا" إيجابيا في جولة المفاوضات حول تحرير التجارة العالمية في الدوحة قد يحصل خلال شهر تقريبا.
ويحضر بلير الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، حيث أصبح مصير ما يطلق عليه جولة الدوحة لمفاوضات التجارة العالمية التي تهدف إلى خفض الدعم موضوعا ساخنا مرة أخرى في حين تقيم دول مجموعة الثماني الوعود التي قطعت عام 2005 لمساعدة إفريقيا.
وقال المتحدث باسم بلير إن دافوس قد يكون لها دور رئيس في بعث الحياة مرة أخرى في المحادثات التي توقفت بسبب خلافات بين الدول الصناعية والدول النامية بشأن المشاركة في تحمل تكاليف إلغاء العوائق التجارية.
وقال المتحدث "الناس تفترض أن هذا غير مجد لكن هذا غير صحيح فقد تجددت قوة الدفع الآن".
وتابع "هناك إدراك الآن أن الاتفاق ممكن إذا كانت هناك إرادة لإبرامه. وهناك إدراك أن الناس مستعدون للتحرك على جميع الجبهات إذا كانت جميع الأطراف على استعداد للتحرك."
وقال المتحدث إن بلير بحث جولة الدوحة مع الرئيس الأمريكي جورج بوش والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وسيجتمع مع الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا أمس، لبحث سبل إحراز تقدم قبيل حضور اجتماع عالمي لوزراء التجارة.
وأضاف المتحدث "أبدت الأطراف مرونة لكن يتعين تحويل ذلك إلى حقيقة واقعة فيما يتعلق بالقطاعات المختلفة. المهم هو أن تتابع الأطراف الأمر".
ويختتم غدا في دافوس (جنوبي سويسرا) المنتدى الاقتصادي العالمي، في ظل مشاركة عشرات الشخصيات الدولية في السياسية والاقتصاد والثقافة.
ويكرس المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يواصل أعماله في المنتجع السويسري أكثر من عشر جلسات لقضايا العالم العربي ويعكس ذلك اهتمام المجتمع الدولي بالقضايا الاقتصادية والاجتماعية وعلاقة العالم العربي أو الشرق الأوسط عموما ببقية العالم.
وكانت جولة محادثات الدوحة التي سميت باسم العاصمة القطرية التي انطلقت منها في عام 2001 قد علقت في تموز (يوليو) الماضي وسط خلاف بين الولايات المتحدة وأوروبا والدول النامية بقيادة البرازيل بشأن إصلاح التجارة الزراعية.
ويقول خبراء إنه يتعين تحقيق انفراجة خلال الأشهر القليلة المقبلة حتى يجدد المشرعون الأمريكيون السلطات التفاوضية الممنوحة لإدارة بوش والتي يحل أجلها في تموز (يوليو) المقبل. وبدون ذلك قد تتعطل المحادثات لسنوات أو تنهار مما يهدد هدفها المتمثل في تعزيز الاقتصاد العالمي والحد من الفقر.
وقال بيتر ماندلسون المفوض الأوروبي للتجارة على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس"بإمكاننا أن نحقق خرقا (في المحادثات) حول الملفات الكبرى المتعلقة بالزراعة والإنتاج الصناعي خلال شهر تقريبا".
وأضاف "في ما يتعلق بالمشاورات حول الزراعة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، فإن القسم الأهم أصبح وراءنا (...) إننا نقترب من النهاية".
وأوضح ماندلسون مع ذلك إن مسؤولية التوصل إلى اتفاق تتوقف على قدرة الولايات المتحدة في تحسين عروضها حول تقليص الدعم الزراعي للمنتجين الأمريكيين، مضيفا أن المسائل الأكثر أهمية في المفاوضات الزراعية تدور بين الولايات المتحدة والدول النامية.
وطالب رئيس البرازيل لويس إيناثيو لولا دا سيلفا أمس، كلا من الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، وألمانيا "بالقيام بمسؤوليتها" للوصول إلى اتفاق سريع في المفاوضات التجارية في جولة الدوحة.
وتعهد لولا الذي يحضر مناقشات المنتدى الاقتصادي العالمي في مدينة دافوس المطلة على جبال الألب لهذه الدول بأنها إن قبلت تقديم تنازلات فإن البرازيل ستقنع بدورها "مجموعة العشرين بالقيام بدورها بصورة تتناسب مع قدراتها".
وتعد مجموعة العشرين منتدى غير رسمي اجتمع أول مرة في كانون أول (ديسمبر) من 1999 عقب الأزمة المالية الآسيوية. ويمثل أعضاء المجموعة نحو85 في المائة من إجمالي الناتج المحلى العالمي و 80 في المائة من التجارة العالمية وثلثي سكان العالم.
وطالب أصحاب الشركات ورجال الأعمال الموجودين في دافوس بأن "يتحاوروا مع حكوماتهم ويطالبوها بأن تكون رؤوفة" أمام الحاجة إلى التوصل إلى تفاهم للمضي قدما في المفاوضات المتوقفة منذ ستة أشهر بسبب العجز عن التوصل إلى اتفاق للدول التجارية الكبرى، وبينها البرازيل.
ويتضمن برنامج المنتدى موضوعات مختلفة مثل تنامي القوة الجغرافية السياسية لآسيا وزيادة دور الإنترنت في الاقتصاد والتجارة وجمع المعلومات. وساعدت قلة الثلوج في دافوس هذا العام في ظاهرة غير معتادة في تسليط الضوء على تأثيرات التغييرات المناخية التي يشملها برنامج المنتدى هذا العام.
وقال 15 من كبار قادة قطاع الأعمال في بيان في دافوس في وقت سابق "نحن متفقون في قلقنا من أن الفشل في استئناف مناقشات جولة الدوحة فورا واختتامها خلال الأشهر الستة المقبلة سيسبب ضررا بالغا للمجتمع الدولي".
وعقد بيل جيتس مؤسس شركة مايكروسوفت اجتماعا خاصا مع رئيس منظمة التجارة العالمية باسكال لامي أمس الأول في دافوس وسط تزايد القلق بين كبار مسؤولي قطاع الأعمال إزاء الجمود الذي يعتري جولة الدوحة من المحادثات التجارية.
وأكد مؤسس شركة مايكروسوفت أنه اجتمع مع لامي لكنه لم يوضح الأمور التي تناولتها المحادثات.
وقال للصحافيين على هامش الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي "تحدثنا وهذا كل ما في الأمر".
وجاء الاجتماع مع تزايد صراحة رجال الأعمال في الحديث عن الخطر من انهيار الجولة التجارية تماما.