2007: موسم قمح صعب .. ارتفاع في أسعار الأسمدة وأزمة ديزل
أبدى مزارعون مخاوفهم من نتائج موسم القمح الحالي 2007 الذي بدأ بذاره خلال الشهر الماضي ويستمر حتى حزيران (يونيو) المقبل، وذلك بالنظر إلى الظروف التي بدأت تعصف بهم منذ بداية العام والتي من بينها ارتفاع أسعار الأسمدة، وظهور أزمات في توفير الديزل خاصة في منطقة حائل بسبب تأخر وصول الشاحنات، وبوادر أزمة عمالة.
على صعيد الأسمدة شهدت أسواق الأسمدة في السعودية ارتفاعا كبيرا في بداية هذا العام، حيث قفزت أكثر من 15 في المائة من السعر المسجل قبل نحو ثلاثة أشهر، بحيث سجلت اليوريا بنوعيها قفزات عالية تصل فروق السعر إلى أكثر من 130 ريالا للطن الواحد في كانون الثاني (يناير) الجاري عن آخر ثلاثة أشهر للعام المنصرم، ويشير موزعون لليوريا في المناطق الزراعية إلى أن السبب في ارتفاع الأسعار عائد إلى ارتفاع أجور النقل.
ويعد محصول القمح من النباتات المستهلكة لليوريا بشكل كبير، ليصل إلى إنتاجية عالية، ويعتمد عليها المزارعون في زيادة الإنتاج، فيما تنتج شركة سابك اليوريا بنوعين مختلفين في الشكل، بينما يحملان التركيبة نفسها حيث يحدد المزارع ما يحتاج إليه والطريقة المستخدمة لليوريا، سواء المحببة أو العادية، ويستخدم المزارع النوع المحبب في أجهزة النثر العادية، بينما يستخدم النوع العادي في السمادات الموصولة بأجهزة الرش المحورية.
وأشار مزارعون في حائل إلى أن ارتفاع أسعار اليوريا يحبط المزارع في بداية الموسم ويلخبط حساباته، خصوصا صغار المزارعين.
في حين قال مزارعون في القصيم إن ارتفاع الأسعار بهذا الشكل غير مبرر، خصوصا في مثل هذا الوقت الذي يعد وقتا حرجا للمزارع، خصوصا وهو يعد العدة لبداية موسم قمح جديد، مشيرا إلى أن ارتفاع السعر أكثر من 100 ريال للطن لا يبرره ارتفاع أجور النقل.
وسجل سعر اليوريا في شهري تشرين الأول (أكتوبر) وتشرين الثاني (نوفمبر) للعام المنصرم 2006 932 ريال لنوعي اليوريا ليقفز إلى 1065 ريالا لطن اليوريا بفارق سعر يصل إلى 133 ريالا للطن، تعد نسبة كبيرة خصوصا أنها كانت في وقت حرج كبير للمزارع.
في الجوف وطبرجل، تبدو العملية أيضا أكثر تعقيدا، حيث أثرت أزمة نقل محصول القمح إلى صوامع الغلال على كثير من المزارعين بعد أن كبدتهم نهاية الموسم المنصرم مبالغ إضافية أثرت على السيولة التي كان من المفترض أن تكون حاضرة في بداية الموسم. وكانت الأزمة قد اشتعلت بعد أن ارتفع الوقت الذي يحتاج إليه إدخال المحصول إلى المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق في الجوف، وهو ما دفع السائقين إلى رفع الأجور لتعويض الفاقد من التوقف الذي يستمر إلى عدة أيام.
في حائل، شكا المزارعون من تأخر طلبيات الديزل (الوقود الوحيد للمكائن والمضخات)، وبينما قدر بعض المزارعين فترة الانتظار بعشرة أيام، قال أصحاب محطات إن طرح البنزين الجديد أثر على نقل الديزل بسبب إشغال المخازن في المحطات الكبيرة في القصيم وبعض المحطات الأخرى. وتوقعوا أن تنحسر هذه الأزمة خلال شهر من الآن.