رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


أشربوا الحليب ..

في غرة العام الهجري المقبل 1428 تشرع وزارة الصحة نافذة على برنامج للتثقيف الغذائي مرتبط بمنتج غذائي مهم يميزه أن الطازج منه والذي لا يقبل المنافسة في المملكة هو منتج الحليب ويميز هذا البرنامج عدة جوانب من أهمها اختيار مُنتج من أهم المنتجات الغذائية التي حققت المملكة فيها ميزا نسبية ليس على المستوى المحلي فحسب بل على المستوى الخارجي، وكذلك فائدته المباشرة للجسم، وعلى وجه الخصوص بناء الجسم أو تدعيمه الأطفال أو المسنين، والقيمة الغذائية للِّتر الواحد من الحليب تعادل 400 جرام من اللحم البقري، أو تسع بيضات، أو 800 جرام من السمك، أو 400 جرام من لحم الدجاج، كما أن نسبة قابلية الحليب للهضم عالية جداً إذا ما قورن بالأغذية الحيوانية والنباتية الأخرى حيث ما يهضم منه 98 – 99%، والبرنامج الوطني لشرب الحليب واللبن الذي تبنته وزارة الصحة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة له عدة دلالات من أهمها تعاون الجهات الحكومية فيما بينها لما يخدم مصلحة المواطن والمقيم وإيجاد مجتمع صحي وإيجاد نمط استهلاكي يبدأ مع الناشئة وهذا البرنامج لا يقلل من المبادرات الفردية التي تمت في بعض المدارس سواء الحكومية أو الأهلية في مناطق المملكة المختلفة التي خدم الحظ بعضها ورأت النور عبر وسائل الإعلام، فيما الأخرى بقيت في المحيط الخاص بها، كما أن هذا التوجه يعزز مثل تلك الجهود المميزة، ومن المؤمل أن يتحقق له الديمومة "بمشيئة الله" إلا أنه لابد له من المتابعة والتقييم والتقرب لكل ما هو مشوق وعلى الخصوص للناشئة، كما أن الأمر يتطلب التركيز على المراحل الدنيا لحث الأطفال في المراحل المبكرة خصوصا في رياض الأطفال لتشجيعهم على استهلاك الحليب. ومن الدلالات الأخرى تميز صناعة الألبان الطازجة في المملكة التي بدأت بطرق بدائية، وشبه اكتفاء ذاتي لكل أسرة من حليب الأغنام والإبل والأبقار، التي تربى في المزارع أو بالقرب أو داخل المنازل منذ فترة زمنية طويلة، إلا أن هذه الصناعة لم تبدأ بشكل منظم إلا في أواخر الثلاثينيات الميلادية، حيث قام أول مشروع زراعي متخصص للإنتاج الحيواني والنباتي سنة 1938م في محافظة الخرج وخلال فترات زمنية متفاوتة قامت صناعة الألبان الطازجة وتحقق لها الكفاءة في الإنتاج، وحققت عوائد إيجابية بحق تمثلت في العنصر البشري السعودي المؤهل الذي يدير منشآت هذه الصناعة، وتوطين تقنية الإنتاج والتسويق لهذه الصناعة وتشكل لها كيان، كما أسهمت مخرجات هذه الصناعة في التثقيف الاستهلاكي للألبان الطازجة ومشتقاتها نظراً لتوافر المنتجات المتميزة، والوسائل الدعائية التعريفية التي تقوم بها المشروعات الوطنية العملاقة للتعريف بإنتاجها من الأصناف المتميزة التي أصبحت مطلبا للمستهلك بشكل منتظم داخل المملكة وخارجها استجابة لرغبات المستهلكين وتنوع احتياجاتهم وأوجدت هوية للمنتج السعودي في دول الجوار وأعطي انطباع للنوعية الجيدة للمنتجات السعودية. والقطاع الخاص مطالب بتوسيع مشاركته ودعم مثل هذه البرامج التثقيفية للمساهمة في تعديل أوضاع الأنماط الاستهلاكية لما يفيد صحة المجتمع، وإلى نوافذ أخرى تشرعها مشكورة وزارة الصحة.

[email protected]

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي