أبو ظبي تستعد لاستقبال ملياري متر من غاز دولفين

أبو ظبي تستعد لاستقبال ملياري متر من غاز دولفين

تستعد إمارة أبو ظبي لاستقبال الكميات الأولى من غاز مشروع ''دولفين'' خلال العام الجاري. حيث تم العام الماضي تحويل محطات توليد الطاقة في أبو ظبي للعمل بحرق النفط الخام بدلاً من زيت الفيول بسبب تحويل المخزونات الإضافية من الغاز الطبيعي لحقول النفط المجاورة التي تستخدم الغاز في توليد الطاقة اللازمة لإعادة ضخ النفط الخام.
ويرى اقتصاديون، أن محطات توليد الطاقة التي لا تتوقف عن نفث الدخان الأسود أصبحت دليلاً على مدى حاجة الإمارات إلى المزيد من واردات الغاز الطبيعي من أجل مواجهة الطلب المتزايد الناتج عن الفورة القوية التي يشهدها اقتصادها. ومن المقرر أن تتسلم الإمارات ملياري قدم مكعب في اليوم من الغاز، مما يزيد الحجم الكلي لوارداتها من الغاز بمعدل الثلث. وستعلن عمان في بداية العام المقبل عن مشاركتها في مشروع غاز ''دولفين''، مما يجعل منه نموذجاً واضحاً للتعاون وإزالة الحدود المشتركة فيما يتعلق بمشاريع الطاقة في دول مجلس التعاون الخليجي. وبعد ثماني سنوات من التخطيط تخللتها ثلاث سنوات من البناء، أصبحت الإمارات على وشك تأمين بعض احتياجاتها الاستراتيجية من الغاز. فخلال الصيف المقبل، يفترض أن تصل أولى كميات الغاز القطري إلى ميناء الطويلة في أبو ظبي عبر أنبوب ''دولفين''. وبواسطة هذا الأنبوب تحت البحري الذي يصل طوله إلى 360 كيلو متراً، تضمن قطر زبوناً جديداً لتصريف صادراتها من المكامن الواسعة لحقول الغاز الشمالية.
ويبدو أن مشروع ''دولفين'' لا يمثل علاجاً سحرياً لمشكلة الحاجة الكبيرة للغاز في الإمارات حتى لو زادت الكميات التي ينقلها الأنبوب لأن كلاً من الإمارات وعمان تواجهان طلباً كبيراً على الغاز في ظل الحجم المتزايد لاحتياجاتهما من مصادر الطاقة بسبب المشاريع التنموية الطموحة التي تنفذانها. وتسعى البلدان إلى ردم الهوّة المتوقعة بين العرض والطلب على الغاز، وتتنوع مجهوداتهما في هذا الشأن بين استكشاف المزيد من المكامن والحقول تحت البحرية للغاز وإنشاء وحدات متخصصة بالمعالجة الكيميائية للغاز الحامض (الذي يحتوي على نسبة حجمية تفوق 1 في المائة من غاز ثاني كبريت الهيدروجين H2S). وتبلغ التكلفة الإجمالية لمشروع دولفين 3.5 مليار دولار، وتم تبنّيه لأول مرة منتصف عام 1998 من قبل مجموعة أوفسيتز جروب المملوكة لحكومة الإمارات والتي انبثقت عنها فيما بعد شركة مبادلة للتطوير. وبقيت الشكوك تحوم حول إمكانية تنفيذ المشروع إلى أن تأسست شركة دولفين التي تتخذ من أبو ظبي مقرا لها بعد ذلك بعام.

الأكثر قراءة