تقليص الغازات المنبعثة ينذر بمواجهة بين شرق كندا وغربها

تقليص الغازات المنبعثة ينذر بمواجهة بين شرق كندا وغربها

تتجه قضية مواجهة الغازات المنبعثة من احتراق الوقود الأحفوري كالنفط والغاز، أن تصبح ميدان مواجهة جديدة بين شرق كندا وغربها. ففي الشرق، خاصة ولاية أونتاريو وعاصمتها تورنتو، تتمركز صناعة السيارات، التي تعتبر الأكبر في أمريكا الشمالية بعد ميتشجان. وفي الغرب، خاصة ألبيرتا تتركز صناعة النفط التقليدية كما تنتعش صناعة نفط الرمال محققة طفرة اقتصادية، وفي الوقت ذاته تزيد من كمية الانبعاثات الغازية التي تؤثر في المناخ والهواء النظيف.
حكومة المحافظين الحالية بقيادة ستيفن هاربر تتخذ من الغرب وألبيرتا قاعدتها السياسية والانتخابية التي أتت بها إلى الحكم، وهي تعترض على اتفاق كيوتو منذ أيام وجودها في المعارضة على أساس أنه يتبنى بالنسبة لكندا فيما يخص خفض الانبعاثات معايير لا يمكن تطبيقها، لكن في الوقت ذاته لم تقدم بديلا لتلك الخطة التي تنتقدها.
الأسبوع الماضي سرت تقارير متتالية أن الحكومة على طريق إصدار قرارات تحمل صناعة السيارات العبء الأكبر في مسؤولية خفض الانبعاثات المنبعثة تقارب تلك المعتمدة في كاليفورنيا، الأمر الذي أصاب مصنعي السيارات بالهلع، وبدأوا حملة علاقات عامة تشرح أن العبء الأكبر ينبغي أن تتحمله ألبيرتا وصناعتها النفطية.
لكن عندما التقت وزيرة البيئة روزا أمبروز بقيادات صناعة السيارات أخيرا، اتضح أن تلك التقارير لا أساس لها من الصحة، وأن الوزارة بصدد القيام بنقاش يمتد إلى فترة ثلاث سنوات للبحث في الإجراءات التي ينبغي اتخاذها.
ومع أن هذه الخطوة قوبلت بارتياح لتجنب حدوث مواجهة بين الشرق والغرب، إلا أن ما ينبغي عمله لطرح بديل على اتفاق كيوتو لا يزال أمرا معلقا. وعلق جون بينيت المستشار السياسي لنادي سييرا الكندي، أن الخطوة الحكومية تهدف إلى إقناع الكنديين أنها تفعل شيئا بينما لا شيء يحدث في واقع الأمر.
ويعتقد بينيت أن غازات الكربون ديوكسايد المنبعثة من الصناعة النفطية في ألبيرتا تمثل 28 في المائة من جملة الزيادة في حجم الانبعاثات التي تعاني منها كندا منذ العام 1995، وهي مرشحة للمضاعفة بين عامي 2004 و2015 بسبب الزيادة في إنتاج النفط من الرمال.
بعض الباحثين في مجال البيئة يشيرون إلى أن كندا يمكنها القيام ببعض عمليات المقايضة وشراء الحصص في إطار إجراءات المقايضة المعتمدة في اتفاق كيوتو مقابل الاستثمار في مشاريع تمتص هذه الغازات، لكن الحكومة لا تبدي حماسا كبيرا لمثل هذه البرامج.
وحذر دالتون ماكنتي رئيس وزراء أونتاريو، أن الشيء الذي لن يسمحوا به هو فرض أعباء غير عادلة على صناعة السيارات في الولاية. وأوضح بيز هارجروف رئيس اتحاد العاملين في صناعة السيارات، أنهم يعملون في صناعة تخسر المليارات والعمال يخسرون وظائفهم، بينما صناعة النفط والغاز تجني أرباحا بمليارات الدولارات. وإذا كانت هناك جهة مطلوب منها التبرع فلابد من النظر إلى الواقع بشيء من العدالة، وذلك في إشارة إلى صناعة النفط في غرب البلاد.

الأكثر قراءة