مساع أمريكية ـ ألمانية لإنقاذ مفاوضات جولة الدوحة لتحرير التجارة العالمية
أعلنت مصادر الحكومة الألمانية أمس، أن ألمانيا والولايات المتحدة تعتزمان إنقاذ مفاوضات جولة الدوحة في منظمة التجارة العالمية المتوقفة حاليا، والتي تهدف إلى تحقيق المزيد من تحرير التجارة العالمية.
وقال أولريش فيلهيلم المتحدث باسم الحكومة الألمانية في برلين أمس عقب زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل واشنطن أمس الأول، إن الجانبين اتفقا على ضرورة بذل الجهود كافة لاستغلال المساحة الزمنية الضيقة بهدف إنهاء مفاوضات الدوحة بنجاح.
يشار إلى أن المفاوضات في جولة محادثات الدوحة التجارية علقت منذ تموز (يوليو) عندما أخفق زعماء الكتل الرئيسة المشاركة في المفاوضات في التوصل إلى اتفاق من أجل تخفيض الدعم الزراعي في الدول الصناعية وفتح أسواق الخدمات في البلدان النامية.
وفيما يتعلق بدعوة ميركل إلى شراكة اقتصادية ممتدة عبر الأطلسي، قال المتحدث إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سيشكلان مجموعة عمل مشتركة لبحث هذا الموضوع. وأشار إلى أن الشركات الاقتصادية في كلا الجانبين يمكنها توفير الكثير من الأموال إذا تم الاتفاق حول بعض النقاط التي تتعلق بالمواصفات الفنية وأسواق المال. وذكر المتحدث في الوقت نفسه أن تحقيق الشراكة بين الجانبين هو "مشروع طويل الأمد يحتاج إلى نفس طويل".
وفي السياق ذاته، حث الاتحاد الأوروبي أمس الرئيس الأمريكي جورج بوش والكونجرس الجديد الذي يسيطر عليه الديمقراطيون على إظهار القيادة في إحياء جولة الدوحة لمحادثات التجارة العالمية، قائلا إن عناصر التوصل إلى اتفاق موجودة الآن.
وقال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي قبل زيارة رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو ومفوض التجارة بيتر ماندلسون لواشنطن لإجراء محادثات مع بوش الأسبوع المقبل، إن هذا يستلزم جهدا حقيقيا وجادا لخفض الدعم الزراعي الأمريكي، وإن على الدول النامية أيضا أن تقدم شيئا على مائدة المحادثات.
وقال بيتر باور المتحدث باسم ماندلسون في إفادة صحافية دورية "رسالتنا له ستكون: إن هذه لحظة بالغة الأهمية ينبغي اغتنامها. يتعين إظهار قيادة حقيقية.. عناصر إبرام صفقة موجودة على المائدة".
وقال باور "إنه رغم الشعارات المؤيدة للسياسات الحمائية خلال الانتخابات الأمريكية في تشرين الثاني (نوفمبر) إلا أن الديمقراطيين الذين يسيطرون على الكونجرس الأمريكي الآن هم عموما من مؤيدي المؤسسات متعددة الأطراف. وأضاف "الديمقراطيون لديهم فرصة لإظهار القيادة".
وبدأت محادثات الدوحة منذ خمس سنوات وانصبت على الدعم الحكومي والحواجز التجارية، لكنها علقت في تموز (يوليو) بعد خلافات حادة بين قوى رئيسة على قضايا ذات حساسية سياسية لاسيما دعوات تفكيك الحماية للمنتجات الزراعية.
وكان مسؤولان من الولايات المتحدة والبرازيل قد أوضحا في وقت سابق أن مفاوضات التجارة العالمية تتسارع في عام 2007، وأن نتائج الانتخابات التي أجريت في الفترة الأخيرة في الولايات المتحدة والبرازيل ليس من شأنها تشكيل عقبات أمام التوصل إلى اتفاق.
وقالت سوزان شواب الممثلة التجارية الأمريكية، وثيلزو أموريم وزير الخارجية البرازيلي، بعد اجتماع في نيويورك الأربعاء الماضي إن مساومات صعبة مطلوبة لإنعاش جولة الدوحة لمحادثات التجارة التي انهارت في تموز (يوليو) بسبب سياسات زراعية، لكنهما قالا إنه يجري إحراز تقدم.
وقال المسؤولان اللذان اجتمعا في ريو دي جانيرو في أيلول (سبتمبر) إن نتائج انتخابات التجديد النصفي في الكونجرس الأمريكي وإعادة انتخاب الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا العام الماضي ليس من شأنها تغيير اتجاه محادثات التجارة.
ويخشى بعض المحللين من أن سيطرة الديمقراطيين على الكونجرس ستصعب على الرئيس جورج بوش تجديد سلطة التفاوض الخاصة بالقضايا التجارية التي تمكن البيت الأبيض من التفاوض على اتفاقات لا يمكن للكونجرس تعديلها.
ويحل أجل هذا التفويض في الأول من تموز (يوليو) وإذا لم يمدد قد تجمد جولة محادثات الدوحة إلى ما بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2008.
وقال المسؤولان إنه في الوقت الراهن يتعين على الشركاء التجاريين الرئيسين في العالم وهم: الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، البرازيل، الهند، أستراليا، واليابان الاستمرار في محادثات هادئة.