النفط يهدد الوضع البيئي العالمي بالانهيار خلال نصف قرن!
إذا استمرت أنماط ومعدلات استهلاك النفط ومنتجاته بالوتيرة السائدة حاليا، فإن النظام البيئي العالمي مهدد بحدوث انهيار كبير خلال فترة نصف قرن من الزمان. وتتمثل الخطوة لمواجهة هذا الوضع في خفض معدلات الاستهلاك إلى النصف، وذلك وفقا لتقرير صدر أخيرا عن مؤسسة الكوكب الحي تصدره كل عامين، ومعيدا إلى الأذهان تحذيرات نادي روما قبل عقود مضت.
ويشير التقرير إلى أن أساسيات العالم الطبيعي والبيئي تتآكل بمعدلات غير مسبوقة في التاريخ، مضيفا أن هناك نموا ملحوظا في الطلب يضغط بشدة على قدرة الأرض على توفير الهواء النظيف، المواد الأولية، الطعام، والطاقة.
ووصف جيمس ليبي مدير المؤسسة، الوضع أنه يمثل مشكلة حقيقية، إذ يتم استهلاك كميات كبيرة من الموارد التي لا تستطيع الأرض إحلالها، ولذلك نتائج متوقعة وخطيرة. فالمدن القائمة اليوم ومعها معامل الطاقة والمنازل إما أن تستمر في منحاها الاستهلاكي الراهن بصورته المفرطة هذه وإما أن تتجه للحد من الاستهلاك من أجل الأجيال المقبلة، ومن أجل عيش مستدام لكل من يعيش على سطح الكرة الأرضية.
وفي التقرير السابق الصادر من المؤسسة قبل عامين، واستنادا إلى الأرقام المجمعة حتى عام 2001، تم التوصل إلى خلاصة أن سكان العالم بعددهم ذلك ومعدلات زيادتهم المعروفة يتجاوزن قدرة الأرض على توليد الموارد اللازمة للعيش بنحو 20 في المائة.
وأضاف التقرير الأخير أن تلك النسبة ارتفعت إلى 25 في المائة وفق أرقام عام 2003، وأن نسبة الكربون ديوكسايد من استهلاك الكهرباء تمثل أسرع عامل في معايير النمو خلال هذه الفترة، إذ تضاعفت أكثر من تسع مرات.
ويشير مسح غطى فترة تزيد على ثلاثة عقود بين عامي 1970 و2003 أن بعض أنواع الحيوانات التي تعيش في المناطق الجافة تراجعت أعدادها بنسبة 31 في المائة، وتلك التي تعيش في مياه عذبة بنسبة 28 في المائة والتي يطلق عليها حيوانات بحرية، تراجعت أعدادها بنسبة 27 في المائة.
ويخلص التقرير إلى أنه حتى لو قام العالم بخطوات عاجلة في الوقت الحالي لخفض معدلات الاستهلاك، فإن هذا سيعيده إلى الوضع الذي كان عليه عام 1980، وحتى في ذلك العام يمكن بسهولة وصف حالة الاستهلاك أنها مفرطة. ووفقا لقائمة الدول الأكثر استهلاكا للطاقة التي صاحبت التقرير، جاءت الإمارات والولايات المتحدة على رأس القائمة، تليهما فنلندا، كندا، والكويت.
وعلى النسق نفسه، حذرت مارجريت بيكيت وزيرة الخارجية البريطانية الحالية ووزيرة البيئة السابقة، من خطورة التغيير المناخي واحتمال لجوء الإرهابيين إلى استغلال المجاعات، نقص المياه، ومتاعب الصناعة النفطية لتهديد الأمن العالمي. ودعت الاتحاد الأوروبي إلى قيادة مبادرة في ميادين الطاقات المتجددة والتقنية لمواجهة الواقع البيئي المتفاقم، مشيرة إلى أن تراجع معدلات هطول الأمطار في منطقة الشرق الأوسط يمثل خطرا جديدا على المنطقة الحبلى بمتاعبها ذات الأثر العالمي.