الصناديق السعودية للمتاجرة خيار شرعي للاستثمار الآمن والمضمون

الصناديق السعودية للمتاجرة خيار شرعي للاستثمار الآمن والمضمون

نشرنا في الأسبوع الماضي تقريراً عن الصناديق السعودية التي تستثمر في أسواق النقد وبينا سياسة هذه الصناديق والهدف منها وأداءها حتى نهاية الربع الثالث، أهم ميزة قدمتها صناديق أسواق النقد هي تنمية رأس المال المُستثمر مع نسبة مخاطرة بسيطة، وهذا ما يطمح إليه المستثمر الذكي على المدى الطويل ولكن معظم صناديق أسواق النقد التي عرضناها في التقرير لا تتوافق مع أحكام الشريعة سوى بعض منها، وهذه العلة يجب ألا تمنع بعض المستثمرين من اقتناص فرصة الاستثمار في صناديق شرعية تُوفر ميزة تنمية رأس المال مع نسبة مخاطرة بسيطة حيث يتوافر صناديق المتاجرة بالسلع وهي كثيرة ومنها ما يتم تقييمه بالريال السعودي والعملات الأجنبية (الدولار أو اليورو).
بما أننا في صفحة "أسواق المال العالمية" فسنهتم بعرض الصناديق السعودية التي تتاجر بالسلع وتُضارب بالبضائع وتقوم بمهام الإجارة ويتم تنفيذ عملياتها التجارية بالدولار الأمريكي واليورو وكل هذا يُحقق أرباحا مضمونة وآمنة مع التقيد بأحكام الشريعة الإسلامية وتتوافر هيئة شرعية تتحقق من هذا، عدد هذه الصناديق أربعة عشر صندوقا، ثلاث منها يتم إجراء صفقاتها التجارية باستخدام عملة اليورو وتم إنشاؤها في عام 2002، بينما أحد عشر صندوقا تتم صفقاتها التجارية بالدولار الأمريكي وأُنشئت نهاية عام 1989م من قبل البنك الأهلي التجاري واسمه "صندوق الأهلي للمتاجرة العالمية" وأحدثها "صندوق المُرابحة بالدولار الأمريكي" من البنك السعودي للاستثمار وذلك في منتصف عام 2004م.
حسنا دعنا نستطرد قليلاً في طريقة عمل هذه الصناديق حتى تتضح الصورة أكثر فهي صناديق تقوم بعمليات التمويل لعملاء عالميين وذوي سمعة معروفة في الوفاء بالتزاماتهم تجاه الآخرين، حيث تقوم بشراء السلع والبضائع بأسعار فورية وتبيعها على المشتريين بأسعار آجلة أعلى نظير منح فترة سداد يتفق عليها، بعض الصناديق السعودية يُخصص جزء من أصولها لعمليات الإجارة والتمويل التجاري، هذه الآلية التي تعمل بها الصناديق هي عمليات مُتاجرة حقيقية تُدر أرباحا بسيطة ولكنها مضمونة بإذن الله.
بالنسبة لأداء هذه الصناديق وربحيتها سوف نتناول أولاً الصناديق السعودية للمتاجرة بالبضائع وتستخدم الدولار الأمريكي، ربحية هذه الصناديق الأحد عشر منذ بداية العام لا تكافئ ما يُعطى من البنوك على الإيداعات، وأفضل هذه الصناديق أداءً حقق ربحا بنسبة 4.69 في المائة منذ بداية العام وهو صندوق "الأهلي للمتاجرة العالمية" من البنك الأهلي التجاري يليه صندوق "تمويل التجارة الدولية بالدولار الأمريكي" من مجموعة سامبا حيث حقق ربح بنسبة 4.65 في المائة، أما أقلها أداءً بشكل لافت هو صندوق القنديل من البنك السعودي الفرنسي الذي حقق 1.1 في المائة فقط منذ بداية العام الحالي.
أداء الصناديق على المديين المتوسط والطويل فهو مشجع مقارنة بسياسة الصندوق وأسلوبه الذي لا يتحمل سوى درجات متدنية من المخاطرة، فحقق أرباحاً تراوح بين 8 و9.7 في المائة خلال ثلاث سنوات كما هو مبين في الجدول رقم (1)، وكانت الأفضلية من نصيب صندوق "الأمانة للمتاجرة بالدولار الأمريكي" من بنك ساب مُحققا نسبة ربح 9.7 في المائة يليه صندوق "الأهلي المتنوع للمتاجرة بالدولار الأمريكي"، أما على مدى خمس سنوات فراوحت الأرباح بين 12.7 و10.9 في المائة، وتفوق في هذه المدة صندوق "المضاربة الشرعية بالبضائع بالدولار الأمريكي" من مصرف الراجحي، يليه بنسبة 12.4 في المائة ربحا صندوق "التجارة بالدولار الأمريكي" من البنك العربي الوطني.
هناك أمر جدير بالمستثمر الحصيف أن ينتبه له وهو قوة أداء هذه الصناديق على المدى الطويل، فتخيل أن تضع أموالك في صندوق يستثمرها على المدى الطويل وبأقل درجات المخاطرة ثم يمنحك بعد عشر سنوات مثلا نسبة ربح تصل إلى 60 في المائة بأقل درجات المخاطرة، صحيح أن هذه النسبة من الربح لا تروق للبعض ولكن تذكر أننا كررنا عبارة "أقل درجات المخاطرة" لأنها ميزة مهمة يبحث عنها أولئك الذين يريدون نمو استثماراتهم وهم مرتاحو البال. صندوق "الأهلي للمتاجرة العالمية" حقق 85.2 في المائة منذ تأسيسه في نهاية عام 1989م، وكذلك حقق صندوق "المضاربة الشرعية بالدولار الأمريكي" من مصرف الراجحي نسبة ربح مقدارها 82.3 في المائة منذ تأسيسه نهاية عام 1990م، ولو أخذنا معدل ربح الصناديق التي تجاوز عمرها خمس سنوات منذ تأسيسها وهي سبعة صناديق نجد أنه يصل إلى 60.34 في المائة.
نأتي الآن إلى صناديق المتاجرة بالسلع التي تُقيم عملياتها بعملة اليورو وهي ثلاثة صناديق وجميعها صناديق حديثة عهد حيث أنشئ أولها في منتصف عام 2002 والاثنان الباقيان أنشآ في نهاية عام 2002، أفضلها أداءً كما في الجدول رقم (2) صندوق مجموعة سامبا المالية وهو "صندوق تمويل التجارة الدولية باليورو" الذي حقق 2.38 في المائة منذ بداية العام، أما على مدى ثلاث سنوات فحقق صندوق "المضاربة الشرعية باليورو" من مصرف الراجحي أعلى نسبة ربح وهي 11.8 في المائة. هذه الصناديق تميز أداؤها منذ تأسيسها والتي يتجاوز عمرها أربع سنوات، حيث وصل معدل ربح هذه الصناديق منذ تأسيسها إلى 43.33 في المائة، وأفضلها أداءً هو صندوق "الأهلي للمرابحات باليورو" الذي حقق 51 في المائة.

الأكثر قراءة