رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


مساهمات من نوع آخر

[email protected]

قد تحاول بصورة أو بأخرى التملص من الحديث عن الأسهم في جلوسك مع آخرين، لكن لا تلبث أن تجد نفسك مستمعا لبقا لما يندى له الجبين من الأحداث المختلفة التي يعيشها بعض الناس من جراء هذه السوق، وليس الأمر قاصرا على المساهمين المتعاملين مع سوق المال السعودية، بل إن الأمر تعدى إلى الحديث عن نوع من المساهمات وإن كانت مبالغها صغيرة لكن آثارها كبيرة، ومؤلمة على أصحابها وهي المساهمات العقارية والتجارية التي غرق بعض المساهمين فيها، ومضت سنوات طويلة لبعض المساهمين لم يتسلموا حقوقهم، وما دعاني للكتابة حول ذلك هو رسالة تلقيتها عبر البريد لإكتروني تطلب مني الكتابة عن معاناة مساهمين مع شركة عقارية هو أحدهم، فرأيت أن الكتابة عن ذلك واجب تتطلبه أمانة القلم،لاسيما إذا علمنا أن بعض المساهمات يحدث فيها مماطـلات لا حدود لها ولا نهاية يستبشر المساهمون بحدوثها إلا وقوع ما يرونه معجزة لانتشالهم مما هم فيه، ولولا أن ذكر بعض الحالات التي تعاني من جراء هذه المساهمات يطول لاستعرضت بعضا في هذا المقال، والحقيقة التي أثبتتها التجارب التي حدثت لآخرين، لكن رغبة الحصول على المال تعمي بصيرة المشاركين ولا يتعظون بغيرهم ، لاسيما أن المشاركة مع هذه الشركات في مساهماتها مغامرة محفوفة بالمخاطر ولا أريد التعميم لأنه ربما يوجد من الشركات من تفي بالتزامها مع المساهمين فيها، وحديثنا ينصب فقط على المراوغين والمماطلين وما أكثرهم في وقتنا الحاضر، فهذه الفئة هي أكثر ما يعاني منها المجتمع المسلم، وقد يكون من المماطلين من ظاهره الصلاح وفعله قبيح يتلبس بالدين ويأكل حقوق الناس، فمثل هذا يقدم صورة سيئة عن نفسه وليس عن غيره، فكل إنسان مسؤول عن تصرفاته، ولا يليق أن ننسبها أو نعممها على أفعال شاذة يقوم بها من لا مبدأ لديه، ونستثني من قهرته الظروف ولم تسعفه أن يحقق ما وعد به شريطة أن يكون واضحا في تعامله غير متهرب من المتعاملين معه،ومثل هؤلاء ربما يكونوا نادرين في هذا الزمان، وينبغي على الراغبين في زيادة أرباحهم والاستفادة من أموالهم أن يضعوها في مشروعات واضحة ويستثمروها مثلا في شراء الأراضي، والاستمرار في ذلك قد يدر عليه الربح الوفير بعد زمن، وأعرف زميلا بدأ بشراء قطعة أرض واستمر في البيع والشراء وأحواله المالية الآن من أفضل ما يكون وهو لم ينجرف مع الآخرين الذين وقعوا فريسة وضحايا لهوامير الأسهم، وأصبحوا بين ليلة وضحاها على الحديدة كما يحلو للإخوة المصريين وصف من ليس لديه مال، ونسأل الله أن يعوضهم خيرا، فلابد أن يستفيد الأنسان من الدروس التي تحدث له ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، وأما المعنيين بالأمر فإن ضرورة مراجعة النفس مهمة وإعطاء أصحاب الحقوق حقوقهم قبل أن يكون حساب فلا خلاص إلا برد المظالم لأهلها، وهذا وقتها ومن أراد النجاة سيكون أول من يبدأ صفحة جديدة في حياته برد حقوق الناس، خصوصا وأن بعضهم لديه القدرة على ذلك لكنه يماطل ويأكل أموال الناس بالباطل، ونصيحة أخيرة للمساهمين في مثل هذه الشركات ألا يتسرعوا في قراراتهم وأن تكون بعد استشارة واستخارة حتى لا يحصل عندهم الندم مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم "ما خاب من استخار وما ندم من استشار" اسأل الله للجميع التوفيق إنه سميع مجيب الدعاء.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي