رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


تخصيص قرية الجنادرية كمركز تراثي يعمل طوال العام

[email protected]

ستبقى احتفالاتنا بمهرجان الجنادرية السنوي للتراث والثقافة في قرية الثمامة ظاهرة ثقافية وإعلامية رائدة واستثمارات كبيرة أسهمت فيه جميع مناطق ومؤسسات الدولة لتنفيذ مبان تنم عن تراثنا وبتكاليف كبيرة صرفت عليها. ولكنها استثمارات كبيرة لمناسبة يتيمة ثم تبقى معطلة طوال العام. فلماذا لا نفكر في تفعيلها طوال العام لتكون مركزاَ ثقافياَ وحضارياَ أو على الأقل في أكثر من مناسبة. كأن تفعل في عيدي الفطر والأضحى كامتداد لما تقوم به أمانة مدينة الرياض لبرامجها الترفيهية في احتفالات العيد وكذلك اليوم الوطني وعطلة الربيع وحتى نهايات الأسبوع وبعض المناسبات الدينية في ليالي رمضان وغيرها وأيام لحضور مسرحيات وطنية. ويبقى تفعيل بقية الفترات لتكون تثقيفية بتنظيم زيارات ورحلات مدرسية لطلابنا لها للتعرف على تراثهم والالتصاق به أكثر. وكذلك دعوة منسوبي السفارات الأجنبية أو دعوة ضيوف من الخارج لها.
والقرية بما تحتويه من تراث وندوات فكرية بلا شك ستكون شاهداَ لحضاراتنا تكتب في التاريخ آثارنا وسلوكياتنا وتحدد هويتنا القومية والدينية ومسارنا للحوارات الفكرية. وطريقة لتواصلنا مع الحضارات الأخرى, ولكن أرى أنه آن الأوان لأن يتم تخصيصها وإعطاؤها لإحدى الشركات الوطنية لترعاها وتستفيد من استثمارها, بحيث يخصص جزء من ريعها لتطوير القرية والإسهام في البحث العلمي للمحافظة على تراثنا وتطويره!
وقد لا يكون من الممكن استثمار جميع أجزاء القرية أو جعلها تعمل طوال العام ولكن من السهل تجزئتها إلى مناطق بحيث يمكن تشغيل بعضها حسب المناسبات ونوعها أو وقتها. فتكون المباني التي لها طابع المتاحف والعرض للتراث والمطاعم الشعبية مفتوحة طوال العام مع مجموعة أصغر من المحال التجارية الصغيرة التي تعرض وتبيع المنتجات التراثية. ولكن تبقى صالات الاحتفالات والساحات الشعبية لتفتح في مناسبات أكبر, كما يمكن تخصيص مواقع للفعاليات النسائية والعائلية.
الموضوع يحتاج إلى دراسة تخطيطية ومعمارية لإعادة تخطيط القرية الحالية مع إضافة مساحات للتوسع المستقبلي أو إضافة بعض الخدمات التي قد تحتاج إليها القرية مستقبلاَ مثل فندق ومناطق ترفيهية وخدمية أخرى أو معهد للصناعات الحرفية والتراثية. كما أن القرية قد يمكن توسعتها للسماح لبعض الجاليات العربية والإسلامية بالإسهام في نشر التراث وأن يخصص لها مواقع لمبان لتراثهم وتكون في منطقة منفصلة مثل حقيبة عرض عالمية. ليكون بطريقة تسمح باستثمارها على شكل أجزاء وذلك بإمكانية تجميع بعض الأنشطة المتقاربة لكي يمكن تشغيلها لكل مناسبة مع إبقاء الأنشطة الأخرى التي يصعب تشغيلها باستمرار لتكون في مناطق أبعد عن حركة الجمهور. وأن تتم دراسة تصميم موحد وتراثي للساحات والشوارع وتنسيق الأرصفة والحدائق والأشجار مع إعطائه أهميته بتخصيص ممرات مظللة وآمنة للمشاة وتأثيث جيد للطرق والساحات. والاهتمام بالبيئة المحيطة به من المباني وتوحيد اللوحات الإعلانية واختيار الألوان والمواد المناسبة للبيئة.
إن الاستثمار في هذه القرية وجعلها حية وتعمل طوال العام سيساعد على تفعيل دور الإنسان في خلق الحياة الاجتماعية للمدينة والتفاعل الاجتماعي وجعلها حية ومتألقة في ظل وجود البعد الإنساني للمدينة ومدى توافر البيئة العمرانية المناسبة لحجم الإنسان متناسبا مع التراث!
وهي فكرة لمحاولة الاستفادة من الساحات العامة للتقارب والتلاحم الاجتماعي ومحاولة التعايش مع بعضنا بعضا. ( وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا).
مثل هذا المشروع سيساعد على الرفع من مستوى تلاحمنا في المدينة والبيئة الحضرية وتقوية الطابع الاجتماعي. وأن تكون شاهدا حضاريا لتراثنا يستفيد منه أبناؤنا لمعرفة تراثهم. وإعطاؤنا فرصة للتعارف والتجمع مع إخواننا المواطنين في الساحات أو الحدائق العامة لخلق التفاعل الاجتماعي, الذي هو أساس تطور المدن.
إن إعادة التخطيط للقرية يحب أن يهتم بالبعد الإنساني في التخطيط العمراني وأن تكون القرية نموذجا لمدننا الإسلامية ومثالا لتوفير بيئة عمرانية حضارية متناسبة مع الإنسان في تخطيط مدننا ومحاولة العودة إلى التخطيط الإسلامي للقرية, الذي يضع المسجد نواة للقرية وتحيط به فراغات إنسانية على شكل ساحات عامة وممرات مشاة داخل القرية آمنة ومظللة لا تسمح باختراق السيارات لداخلها وتحيط بها حدائق عامة وخدمات عامة متناسبة مع الكثافة السكانية للقرية من مشغلين أو زوار, مع الاهتمام بالتأثير البصري وتنسيق الحدائق.

مخطط عمراني ومعماري

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي