مطالب بدعم صناعة الأعلاف الخشنة ووقف استيراد الأغنام الحية
أكد المهندس إبراهيم بن محمد أبو عباة مدير عام الشركة الوطنية الزراعية على الدور الكبير والمؤمل في وزارة الزراعة نحو دعم الثروة الحيوانية في البلاد، لافتا النظر إلى افتقادهم لهذا الدور " يعني شركته" كونها الشركة الوحيدة في المملكة العاملة في موضوع التربية وحفظ السلالة بالنسبة للأغنام، وخاصة فصيلة النجدي والنعيمي.
وطالب المهندس أبو عباة بدور أكبر للوزارة في دعم الثروة الحيوانية وخاصة للمربين، من خلال دعمها الأدوية والتطعيمات البيطرية، مشيرا إلى أن الوزارة تكتفي فقط بدعم نوع واحد من التطعيمات الخاصة بمرض "الجدري" فيما الباقي من الأدوية يتم شراؤه بمبالغ طائلة، وأردف مدير عام الوطنية إلى وجوب دعم الأعلاف الخشنة المستوردة من الخارج لتغذية الأغنام أسوة بالدعم الذي تقدمه الوزارة لعلف الذرة الصفراء لمربي ومنتجي الدواجن، خاصة أن هذه التغذية تمثل ما نسبته75 في المائة لتقديم المنتج للاستهلاك النهائي، مبينا أن الغذاء الذي يستخدم في الوقت الحاضر وهو الشعير يعد غذاء غير كامل، ويجب التوجه نحو تقليل الاعتماد عليه من قبل مربي الماشية في البلاد، ودعم استيراد الأعلاف الخشنة وتقديمها لمربي الأغنام سيسهم في تقديم غذاء مفيد وبالتالي تقليل استخدام مياه الري لزراعة أي أعلاف لتغذية الأغنام.
ونوه مدير عام "الوطنية الزراعية" باللقاء الذي عقد بحضور وزير الزراعة وحضور رئيس اللجنة الزراعية في مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية، ومختصين من البنك الزراعي وشركات مثل نادك، المكيرش، والوطنية الزراعية، وعدد كبير من مستوردي الأغنام والمهتمين والمتخصصين في مجال تربية وتسمين الأغنام في المملكة في مكتبه في الوزارة أمس الأول، حيث حرص الوزير على الاستماع من جميع الأطراف للارتقاء بالثروة الحيوانية في المملكة تربية وتسمينا، إضافة إلى الاستماع إلى التجارب والأفكار، والمعوقات للوصول إلى حلول تسهم في الارتقاء بهذا القطاع الحيوي المهم.
وأبان المهندس أبو عباة أننا بانتظار وضع استراتيجية واضحة في تربية الأغنام، إضافة إلى إنشاء المراكز البحثية للارتقاء بالسلالات الموجودة، ودعم الموجود من هذه المراكز، إضافة إلى اعتماد نظام آلي لإدارة قطيع الأغنام في المملكة، والسعي نحو تكثيف التوعية لنقل النمط الاستهلاكي من استهلاك لحوم الأغنام إلى استهلاك لحوم الأبقار لتخفيف الطلب عليها.
وحذر مدير عام "الوطنية" من خطورة قضية استيراد اللحوم الحية من الخارج وما تسببه بجلب الأمراض، إضافة إلى ما تسببه من منافسة غير عادلة للمنتج وللمربى المحلي، مؤملا الإكثار من الأغنام في المملكة وبالتالي إغلاق باب الاستيراد، والرفع من المستوى الفني والصحي في تربية الأغنام، معبرا عن شكره للفتة الكريمة من وزارة الزراعة لإيجاد جمعية تعاونية لمربي ومنتجي الأغنام في السعودية، ولسد النقص الكبير في الخدمات المتعلقة بتربية وتسويق الأغنام في السعودية من خلال العمل التعاوني، كاشفا في الوقت نفسه عن جاهزية "الوطنية الزراعية" لتأمين نحو 20 ألف رأس للسوق السعودي لموسم عيد الأضحى المبارك لهذا العام، وأن جميعها محجوزة لعملاء الشركة.
من جهة كانت وزارة الزراعة قد أعلنت أمس الأول عن دعمها لمربي الماشية فيما يتعلق بتأسيس وإنشاء جمعية تعاونية أو أكثر لمربي ومنتجي الأغنام في السعودية، وذلك للعمل على مواكبة مشاريع الإنتاج الحيواني في المجالات الأخرى، كما أوصت المستثمرين بالتعاون مع القطاع الخاص في مجال التحسين الوراثي لسلالات الأغنام المحلية والمحافظة عليها.
وقالت الوزارة أمس الأول، إنها شجعت بعض المستثمرين على الاستثمار في دول خارج المملكة تكون ذات موارد طبيعية جيدة ولديها ميزة نسبية في إنتاج الأغنام، وتصدير المنتج النهائي للمملكة على هيئة لحوم مبردة أو مجمدة وأحيانا أغنام حية.
وفي هذا الشأن اجتمع الدكتور فهد بن عبد الرحمن بالغنيم وزير الزراعة مع مربي وأصحاب مشاريع تربية وتسمين الأغنام في مختلف مناطق المملكة، صباح أمس في قاعة الاجتماعات في وزارة الزراعة، ويأتي هذا الاجتماع لمناقشة وبحث المعوقات التي تواجه تربية الأغنام في المملكة والعمل على النهوض بها لمواكبة مشاريع الإنتاج الحيواني في المجالات الأخرى، وحضر الاجتماع عدد من المهتمين والمختصين في هذا المجال.
وكانت المملكة قد وقعت مع منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) في روما اتفاقية تنص على الاستفادة من خبرات المنظمة لإنجاز 14 مشروعاً إنمائياً تصل قيمتها إلى نحو 60 مليون دولار، وتنفذ خلال الفترة من 2007 إلى 2011، من أبرزها مشاريع تتعلق بتربية الإبل وتربية الخيول العربية الأصيلة والاستزراع السمكي والفواكه الاستوائية والحمضيات والزراعات المرئية وزراعة الزيتون والصحة الحيوانية.
وكان الدكتور فهد بن عبد الرحمن بالغنيم وزير الزراعة وجال ضيوف مدير عام منظمة (الفاو) قد وقعا الاتفاقية في مقر المنظمة في روما في زيارة قام بها الوزير السعودي إلى هناك.
ويأتي الاتفاق مواكبا للتطورات العالمية في مجال الزراعة والأغذية بما يتماشى مع المعايير الدولية في التجارة، خاصة في ظل انضمام السعودية إلى منظمة التجارة.
وستساعد الاتفاقية السعودية على تجاوز الظروف المناخية من خلال تطوير طرق الري للحد من استنزاف المياه الجوفية ورفع الإنتاج والإنتاجية في الميدان الزراعي مع ترشيد استخدام الموارد المائية، فضلا عن رفع مستوى كفاءات كوادرها البشرية العاملة في مجال الزراعة.
يذكر أن أعداد الأغنام (ضأن وماعز) في المملكة حسب إحصاء عام 2005م، 12.112 مليون رأس من الضأن، و5.643 مليون من الماعز، ليكون الإجمالي 17.755 مليون رأس.
وسلالات الأغنام (الضأن) في المملكة هي: الأغنام النجدية، النعيمي، أغنام العربي وعددها قليل، أغنام البحري (الحجازي)، أغنام الحبصي (الحجازي)، أغنام التهامي، وسلالات الماعز في المملكة هي العارضي، التهامي، والجبلي.