التقديرات الحديثة تسدد ضربة قاضية لنظرية ذروة النفط

التقديرات الحديثة تسدد ضربة قاضية لنظرية ذروة النفط

تشير التقديرات إلى أن النفط الموجود في المكمن يراوح بين ستة وسبعة تريليونات برميل من مختلف الأنواع، ولو أن مصادر الصناعة تتبنى في العادة تقديرات محافظة للنفط الموجود في المكامن والاحتياطيات المؤكدة، لكن مع تحسن وتطور المعرفة الجيولوجية وكيفية تقدير وضع الاحتياطيات، فإن هناك إمكانات أفضل، الأمر الذي دعا عبد الله صالح جمعة الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو، إلى إطلاق عدة تحديات أولها كيف يمكن إيجاد تريليون برميل نفط إضافية خلال فترة الـ 25 عاما المقبلة، وذلك في محاضرة له على هامش مؤتمر أوبك حول تأثير التقنية المتقدمة في مستقبل الإمدادات النفطية في فيينا في أيلول (سبتمبر) الماضي.
التحدي الثاني يتمثل في كيفية تحسين سبل استخلاص النفط والمحافظة على الاحتياطي في باطن الأرض. فالاحتياطي المؤكد يبلغ 1.2 تريليون برميل، وهناك احتياطيات يمكن أن تنمو بمعدل 700 مليار برميل. وهناك تحد لتحسين سبل الاسترجاع ومن ثم إضافة تريليون برميل خلال ربع القرن المقبل إلى قاعدة الاحتياطي.
وثالثا هناك التحدي الخاص بمصادر الطاقة غير التقليدية، خاصة النفط الثقيل، وكيفية تحويل هذه الموارد من نفط الرمال إلى النفط الصخري إلى إمدادات للمستهلكين، الأمر الذي يضع تحديا لاستخلاص ما بين تريليون إلى تريليوني برميل تضاف إلى الاحتياطي الذي يمكن إنتاجه، ولو أن الوصول إلى ذلك الهدف ليس سهلا.
وإذا أخذت كل هذه مع بعض لأمكن القول إنه بالإمكان إضافة تريليوني برميل سواء من الحقول القائمة حاليا أو تلك التي سيتم اكتشافها أو من خلال تحسين معدلات استرجاع واستخلاص النفط إلى أعلى، الأمر الذي يجعل هناك نحو 4.5 تريليون برميل قابلة للاستغلال. وهذا الرقم يعني 140 عاما من الاستهلاك بمعدلات اليوم. وبصورة أخرى، فإن العالم استهلك حتى الآن 18 في المائة فقط من احتياطياته التقليدية وغير التقليدية، وهي حقيقة ينبغي أن تسدد ضربة قاضية لنظرية ذروة النفط.

الأكثر قراءة