رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


الرياض.. عيد واستثمار

<a href="mailto:[email protected]">albadr@albadr.ws</a>

كل عام في مثل هذا الوقت يساورني شعور بأن الرياض أكثر إضاءة من لاس فيجاس ويتملكني إحساس بأنها أبهى من الريف الفرنسي وأحلم بأن عيدها أمتع من كرنفال جنيف. ويأتي العيد سنويا كموسم من المواسم المهمة في رسم خريطة الصرف الترفي أو بمعنى أدق الصرف السياحي الداخلي على وجه التحديد، وهذا العام بدأ التسويق مبكرا لعيد مختلف في مدينتي الرياض في وقت اقتصادي ومالي مختلف للكثير من العائلات وهنا فإني أقصد أن الكثير من العائلات لا تملك المال أو الوقت الكافي للسفر إلى مدن أخرى، إما لضيق الوقت حيث إن إجازة العيد هذا العام قصيرة جداً بشكل لا يعطي المجال للتفكير في شد الرحال إلى مناطق بعيدة، وإما لضيق ذات اليد خصوصا مع انخفاض سوق الأسهم وما أدراك ما سوق الأسهم وتأثيرها في الميزانيات العائلية التي خرجت للتو من المخاض الثلاثي الأبعاد مع عودة المدارس ودخول رمضان، هذا بالإضافة إلى (كليشة) معوقات السياحة الداخلية كون الأسعار في مناطقنا السياحية الداخلية مرتفعة جدا في مثل هذه المواسم والسبب هنا واضح ومفهوم، فقلة العرض من المناطق السكنية السياحية تجعل الفرصة سانحة لرفع الأسعار في ظل الطلب المتزايد بشكل كبير سنويا.

أعود إلى محور الحديث وهو موسم إجازة العيد هذا العام والمشاهد التي تحتويها شوارع مدينة الرياض وتلك الإطلالة الجديدة للعاصمة والعمل الرائع الذي تقوم به الجهات المسؤولة لكسر الروتين البارد للعاصمة واستقبال أجمل للعيد من حيث الإعلانات الكثيرة والفعاليات المتنوعة التي يحملها برنامج عيد هذا العام والتي حققت سمعة جيدة خلال الأعوام الماضية وأخص العام الماضي الذي شاهدنا فيه قدرة العاصمة على إبقاء ساكنيها فيها وإبقاء أموالها داخل حدودها وإيجاد قنوات سياحية تبقي بهجة العيد على الأقل في الوقت الراهن وهي في النهاية استراتيجية تهتم بها أمانة مدينة الرياض ومن خلفهم محب الرياض وربانها الأمير سلمان كجزء من النجاح الذي تنشده مثلها مثل أي مدينة في العالم. لقد نجحت الرياض في جذب بعض الزائرين من المناطق المجاورة الذين بلا شك غيروا نظرتهم إلى الرياض كمدينة صامتة خلال أيام العيد، هذه النجاحات التي قادت الكثير لمحاولة إثبات أن موسم العيد كان دليل إثبات على أن المدن السعودية المختلفة تستطيع أن تبقي أموال سياحنا داخليا وتأكيد أن مثل هذه الاحتفالات لا يقتصر دورها على الترفيه والتسلية وإدخال البهجة والسرور على مواطني المنطقة ولكن تهدف أيضا إلى تفعيل السياحة الداخلية، مما يسهم في توفير ملايين الريالات التي تنفق سنوياً خارج المملكة على السفر والسياحة بالإضافة إلى نشر ثقافة احتفالات الأعياد لدى المواطنين داخليا.
وأنا هنا أتفق تماما مع المبدأ وأتمنى أن أرى فعاليات كثيرة تغنينا اقتصاديا واستثماريا وتبقينا داخل حدودنا الجغرافية خلال هذه الأوقات المناخية المناسبة في مدينة الرياض والتي لا شك أننا ذكرنا في مقال سابق أن هذه الميزة التي تملكها الرياض من ناحية اعتدال الطقس تساعد على نجاح الفعاليات ولكن سيأتي الوقت خلال 5 إلى 7 سنوات سيكون العيد في شهر آب (أغسطس) أي في لهيب الإجازة الصيفية طقسا وعملا فهل ترانا سنستمتع بتلك الألعاب من دون تكييف وسط سموم حارقة قبل إكمال هذه الدورة الموسمية والعودة مره أخرى إلى التوقيت المناخي الحالي الذي نعيشه هذه الأيام.
استمتعوا بالرياض ذات المناخ الجميل وبعيدها المتجدد، وبعد العيد دعونا نفكر في تطوير فكر هذه الفعاليات بشكل يضمن استمرارها بغض النظر عن الظروف المصاحبة وقد يكون عن طريق توظيف بعض الخبرات العالمية في هذا المجال استشاريا أو حتى استثماريا وهو النمط المتبع في أغلب المهرجانات العالمية المعروفة التي حصلت على التميز ليس فقط بمساعدة التوقيت السنوي الثابت كما يحصل لدينا في المهرجانات الصيفية التي تتحفنا بها مناطق المملكة المختلفة وإنما بإيجاد آليات جديدة ومبتكرة لإبقاء المهرجات بشكل متجدد وجذاب. وهي في حقيقة الأمر معادلة استثمارية واضحة، فالربح هدف المنظمين والمتعة هدف الزائرين.

وإلى عيد آخر واستثمار آخر، وكل عام وأنتم بخير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي