رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


أين حقوق رهف وعبد الرحمن يا جمعية حقوق الإنسان؟!

<p><a href="mailto:[email protected]">alamiaa@yahoo.com</a></p>

* تعرّضت طالبة في الصف الرابع الابتدائي في مدرسة العفشان في الباحة أخيراً للضرب المهين من قِبل معلمة مادة الجغرافيا.
* فتح مركز شرطة العريجاء التحقيق مع والدة الطفل "عبد الرحمن"، - الذي استقبلته طوارئ مستشفى الملك خالد في الرياض - حول تعذيب طفلها.
* هربت فتاتان (18 و19 سنة) من منزل والدهما وسلمتا نفسيهما فجراً إلى شرطة السويدي في الرياض بعد أن تعرضتا للضرب والإهانة من الوالد المنفصل عن زوجته.
* وصلت إلى مستشفى الملك فيصل في الطائف الفتاة "أحلام" في الثانية عشرة من عمرها وهي تعاني من آثار ضرب وحروق في جسدها.
* تعرّضت الطفلة "رهف" لتعذيب وحشي من ضرب وكي بالنار من زوجة والدها.
* وصلت الطفلة "غصون" إلى المستشفى في مكة المكرمة في حالة احتضار كامل وهي تتقيأ دماً بعد تعرضها للضرب والركل والرفس وربطها بالحبال والسلاسل.

تفاعلت جمعية حقوق الإنسان المغلوب على أمره مع قضية الطفلة "رهف"، التي يبدو أنها تعرّضت لتعذيب وحشي من زوجة والدها. زوجة الأب كانت تعمل مديرة مدرسة وتمت تنحيتها بقرار من مديرية التربية والتعليم لعدم صلاحيتها للعمل الإداري والتربوي، ويا له من اكتشاف عبقري. إننا على ثقة أن المسؤولين سيتخذون الإجراءات الروتينية البالية المتعارف عليها وأن التقرير الطبي هو الذي يحدد سير القضية وفق نظام الإجراءات الجزائية للحق العام والحق الخاص. قد تكون الطفلة "رهف" عانت من آثار الضرب والكي بالنار، إلا أن المجتمع كله سيعاني من وقع هذه الحادثة البشعة لعدة سنوات مقبلة.

كشفت عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتورة سهيلة زين العابدين بأحاديثها المكرّرة عبر الفضائيات عن إنشاء دور الإيواء كمأوى للفتيات اللاتي يتعرّضن للتعذيب والضرب بهدف تقديم خدمات الإيواء والخدمات الإنسانية والحماية. وتأتي هذه الخطوة بعد تردد عدد كبير من النساء اللواتي تعرّضن للضرب والعنف أو التحرش الجنسي للجمعية بحثا عن مأوى ومساندة لهن. إن هذا لا يكفي، المفروض دراسة مشكلة العنف الأسري بمختلف أصنافه البدني والنفسي واللفظي والمعنوي وتطبيق خطوات عملية للحد من هذا السلوك الهمجي وتطبيق الأنظمة الصارمة لمعاقبة الذئاب المتوحشة. لا بد من معالجة قضية العنف الأسري بجميع جوانبها وفي جميع مناطق المملكة. أكثر أنواع العنف انتشارا في السعودية هو العنف الأسري، والذي يبنى عليه أنواع التعذيب الجسدي والنفسي للمرأة وسلبها حقوقها الشرعية وحرمانها من الميراث والعمل والتعليم.

بعد مرور أقل من 72 ساعة على حادثة الاعتداء الوحشي على "رهف"، وصلت إلى مستشفى الملك فيصل في الطائف فتاة أخرى تدعى "أحلام" في الثانية عشرة من عمرها وهي تعاني من آثار ضرب وحروق في أنحاء متعددة من جسمها. فاجعة "أحلام" هي حلقة جديدة لمسلسل العنف الأسري ونسخة مطابقة لما حدث مع سابقتها الطفلة "رهف". يبدو أن الطفلة "أحلام" قد تعرضت للتعذيب على يد والدها الذي حرمها من مشاهدة أمها المطلقة منذ أكثر من ست سنوات. لا بد من وقف هذه الجرائم الوحشية ضد الأطفال، وخاصة تلك التي يتفنن فيها "الأهل" بالضرب والحرق والتعذيب الوحشي. أما "عبد الرحمن" فهو طفل صغير البنية يبلغ من العمر سنتين ووالدته مطلقة. تعرّض "عبد الرحمن" لعنف جسدي حاد تمثل في عضات آدمية شديدة في مختلف أنحاء جسده وكدمات في الرأس وإصابات في البطن والصدر والأرجل، إضافة إلى خلع لكافة أظافر قدميه. ما نوعية الذئب البشري الذي قام بخلع جميع طفل لم يتجاوز السنتين؟ أين الجهات الاجتماعية والأمنية ذات الاختصاص لمتابعة أوضاع هذه الجرائم، أم أن اختصاصها هو فقط إجراء المقابلات التلفزيونية من منطلق "سوف"؟

اقت...صاد اجتماعي
رغم أن ظاهرة التسلط والعبودية قد اندثرت منذ زمن طويل، إلا أن البعض مازال يعتقد أن استعباد البشر - وخاصة الأطفال والنساء - ومعاملتهم بوحشية هو حق مباح ومكتسب، كما أن التعامل باليد مازال أحد وسائل "التربية" في نظامنا الاجتماعي والتعليمي. ستظل صور "غصون" و"رهف" و"أحلام" و"عبد الرحمن" والمراهقات الهاربات وصمة عار في سجلات تاريخنا الاجتماعي إلى أن تباشر الجهات المعنية والمحاكم انتزاع ظاهرة العنف الأسري وتعاقب المعتدين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي