موجة حمراء جديدة تطول الأسهم الإماراتية وتجّدد المطالبات بتدخل الحكومة
ضربت موجة حمراء جديدة أسواق الأسهم الإماراتية أمس، وأجبرتها على الهبوط إلى منحدرات جديدة كسرت معها سوق دبي نقطة الدعم 350 إلى 345 نقطة، وسجلت جميع أسهمها المتداولة (16 سهما) تراجعا دون ارتفاع سهم واحد، بل إن سهم "دبي للاستثمار" الذي كان الوحيد مرتفعا أول أمس هبط بقوة وتصدر مع سهم "أريج" قائمة الأسهم الأكثر هبوطا في السوق التي تراجع مؤشرها بنسبة 2.5 في المائة بتداولات ضعيفة بلغت 422.8 مليون درهم.
وانقلب التشاؤم الذي ساد المستثمرين إلى المحللين والوسطاء الذين توقعوا استمرار الهبوط ما لم تدخل سيولة جديدة وبأحجام كبيرة إلى الأسواق التي تشكو بالفعل من تراجع حاد في أحجام تداولاتها بسبب هجرة صغار المستثمرين بعدما تكبدوا خسائر فادحة منذ مطلع العام الجاري حيث هبطت السوق منذ بداية العام بأكثر من 42 في المائة.
ودعا المحللون إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الانهيار في الأسواق عبر تدخل حكومي غير مباشر، على حد قول المحلل المالي محمد علي ياسين مدير شركة الإمارات للأسهم والسندات لـ "الاقتصادية"، وذلك من خلال تشجيع الشركات وأجهزة الاستثمار شبه الحكومية، مثل صندوق التقاعد وجهاز "أبوظبي للاستثمار" و"دبي القابضة" إلى تأسيس صناديق صانعة للسوق من خلال التعاون مع البنوك، وأن تدار الصناديق من قبل جهاز مالي واستثماري لديه الخبرة الكافية ومن شأن شركات صانعة السوق أن تعيد التوازن وتوقف الهبوط المتواصل في الأسواق.
وقال " لا توجد جهة استثمارية تجازف بالدخول للأسواق الآن ما لم تكن شبه حكومية بعدما فقدت الأسواق الثقة تماما وجفت السيولة بشكل كبير، مضيفا أن وقف الهبوط وعودة النشاط لن يكونا إلا عن طريق شركات صانعة السوق التي يمكن تأسيس عدد منها في قطاعات البنوك والاستثمار والخدمات.
وأدى الهبوط الحاد الذي طال أسهم قطاع الاستثمار وبلغت نسبته 4.5 في المائة، إلى الضغط على أسهم سوق دبي كافة حيث هبط سهم "دبي للاستثمار" الذي كان الوحيد مرتفعا أول أمس بنفس نسبة هبوط القطاع الاستثماري ككل. كما انخفض سهم "إعمار" إلى مستويات متدنية عند 11.25 درهم، وبات مهددا بالتراجع إلى ما دون 11 درهما وقريبا من أدنى سعر وصله قبل ستة أشهر عند 10.40 درهم.
ودعا ياسين إلى إلزام الشركات التي حصلت على موافقة هيئة الأوراق المالية بتفعيل قرار إعادة شراء جزء من أسهمها وهو القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء في أيار (مايو) الماضي، وحصلت بموجبه خمس شركات هي: إعمار والخليجية للاستثمار وشعاع كابيتال والخليج الأول وأبوظبي لمواد البناء "بلدكو"، وانضم إليها أول أمس البنك التجاري الدولي، على موافقات غير أنها لم تنفذ جميعها عمليات الشراء باستثناء شركة بلدكو التي اشترت جزءا من أسهمها المدرجة في سوق أبوظبي.
كما طالت الموجة الحمراء سوق أبوظبي التي كسرت هي الأخرى نقاط دعم جديدة وهبط مؤشرها بنسبة 1.3 في المائة مع تداولات قيمتها 76 مليون درهم وانخفضت أسعار 27 شركة مقابل ارتفاع أسعار ست شركات أخرى، وهبط سهم دار التمويل بالحد الأعلى المسموح به انخفاضا في الجلسة 10 في المائة.