الراشد .. رئيس عنوانه النجاح

  الراشد .. رئيس عنوانه النجاح

قبل فترة قصيرة اتصلت بعبد الرحمن الراشد رئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية, رئيس مجلس الغرف السعودية للحصول على تصريح بخصوص مبادرة مهمة في غرفة الشرقية. كان حينها في العاصمة الرياض, يرأس الجانب السعودي خلال اجتماعه مع وفد أجنبي رفيع المستوى، كان ذلك في صباح ذلك اليوم، وأردت استكمال التصريح فاتصلت عليه ظهرا، فإذا هو في غرفة الشرقية وتحديدا في مكتبه مستقبلا وفداً تجارياً أوروبياً لمناقشة سبل التعاون بين الطرفين.
وفي صباح اليوم الثاني كان في الرياض مرة أخرى للمشاركة في استقبال رئيس دولة يزور البلاد، وفي اليوم الثالث كان في جدة للمشاركة في مؤتمر اقتصادي إسلامي!!
بالفعل هذا ما حدث، وهو ما يتكرر بشكل مستمر، وهذا ما يفعله ويعطيه الراشد من وقته وجهده وهو المشارك في الوقت نفسه بإدارة أعمال بيت تجاري عريق يصنف في المراتب الأولى ضمن البيوتات الأكثر نشاطا وتأثيرا في اقتصاد البلاد.
لقد خصص من وقته الكثير لقيادة الغرفة ومجلس الغرف السعودية وجاء بفكر اقتصادي جديد، يتواءم مع المرحلة التي نعيشها، ومواكبا لتحديات الفترة المقبلة التي تحتاج إلى نظرة اقتصادية متعمقة وخطوات تسابق الزمن للحاق بركب الدول المتقدمة، وهذا ما يسعى إليه، وبعد أن حول غرفة الشرقية لنموذج مشرف للغرف التجارية الصناعية في السعودية والشرق الأوسط، جاء الدور على مجلس الغرف السعودية ليصبح بيت التجار السعوديين جميعا.
وعلى الرغم من ذلك، فإن الراشد ينظر إلى ما فعله بتواضع شديد، ويعزو الفضل بعد الله لمن سبقوه في وضع الأسس القوية في الغرفة والمجلس، إلا إن المتغيرات الدولية (قد تكون أبرزت دوره).
حدثني رجل أعمال من خارج المنطقة الشرقية شارك والراشد في وفد سعودي زار إحدى الدول الأجنبية قائلا: إن الراشد كان يجري اتصالات شخصية مع رجال الأعمال من أجل حثهم على المشاركة في اللقاء الذي يخدم القطاع الخاص، وبالتالي اقتصاد البلاد، كما أن طروحاته لم تكن تقليدية، كانت خروجا بكل ما تحمله الكلمة من معان عن المألوف المرتكز على المجاملات. كانت نموذجا للطرح الاقتصادي العلمي المدروس، وعلى الرغم من ذلك لم يكن يعتمد على مستشارين في ذلك، أو كلمات مكتوبة كان يرتجل فكرا واضحا ويتحدث بصيغة الجمع ممثلا لجميع الحضور .. إنه فكر المرحلة المقبلة.
في لحظات المنتدى الأخيرة عرفت إجابة سؤال طرحته عليه قبيل انطلاق انتخابات الدورة الأخيرة لانتخابات غرفة الشرقية عن أسباب عدم التركيز كثيرا على حملته الانتخابية، كما فعل البعض من المجموعات المنافسة لم يجب بتفاصيل مطولة، إلا أن الإجابة اليوم أصبحت أكثر وضوحا، فإن ما فعله وزملاؤه أعضاء المجلس في الدورة الماضية كان كفيلا باكتساح المقاعد، فالمنتسبون يقدرون من يعمل لحماية مصالحهم، والدفاع عنها، ومن يعطي ولا يفكر فيما سيأخذ، ومن ينجز من دون أن يطلب منه الإنجاز!
الراشد عندما تبوأ قيادة غرفة الشرقية رئيسا لدورتها الثانية، كان ينتظر وقبل انطلاق الدورة الحالية، بل وقبل انتهاء الدورة الأولى لمنتدى الطاقة السعودي الثاني على أنه أحد أهم المشاريع التي يجب أن تنفذ بدقة بالغة وبحسابات (ربح) لا مجال فيها لأي (خسارة). وكانت النتائج مثمرة بالفعل، وحقق الراشد ما كان يصبو إليه، ونجح المنتدى نجاحا باهرا وبشهادة الجميع, وكانت المشاركة العالمية في المنتدى غير مسبوقة في تاريخ المنطقة، بل إن قاعات الغرفة ومواقفها الفسيحة كانت ممتلئة حتى آخر اللحظات.
وقدم المنتدى فرصا استثمارية ضخمة, ووفر أرضية ملائمة لنجاح المشاريع المشتركة بين الشركات السعودية والأجنبية، وبالتأكيد فإن دور وزارة البترول والثروة المعدنية و"أرامكو السعودية" كان ملحوظا وجهودهما كان لها الأثر الأكبر في تحقيق النجاح.
الراشد خلال حديث الختام كان يعدد المشاريع المستقبلية للغرفة ويركز على منتدى المشاريع العملاقة الذي يتوقع أن يمثل إضافة حقيقية للمشاريع العملاقة على مستوى الغرف السعودية. العجلة لا تتوقف أبدا، والإنجازات تتوالى في غرفة الشرقية، ولا بديل عن النجاح في فكر الرئيس.

الأكثر قراءة