الغاز والبتروكيماويات يسيطران على جلسات منتدى الطاقة في الشرقية

الغاز والبتروكيماويات يسيطران على جلسات منتدى الطاقة في الشرقية

انطلقت صباح أمس أولى جلسات منتدى الطاقة السعودي الثاني، وسط أجواء ممطرة، وبحضور حشد كبير من المسؤولين ورجال الأعمال وعدد كبير من وسائل الإعلام العالمية والمحلية, والمهتمين بقطاعات الطاقة.
وترأس الجلسة الأولى الأمير فيصل بن تركي بن عبد العزيز المستشار في وزارة البترول والثروة المعدنية. وركزت الجلسة على صناعة الغاز والتقدم الذي حققته المملكة حتى اليوم وتطورات هذه الصناعة المستقبلية. واستهلت هذه الجلسة بعرض من وزارة البترول والثروة المعدنية، قدمه خالد السناني مدير إدارة إمدادات الغاز وتسعيره في وزارة البترول والثروة المعدنية، ألقى من خلاله الضوء على دور الثروة الهيدروكربونية المستقبلي لتحقيق مزيد من النمو الاقتصادي في المملكة. وتطرق السناني إلى الاستراتيجيات والمبادرات لقطاع الهيدروكربونيات, برامج التنقيب عن الغاز والنمو المطرد في إمداداته, سوائل الغاز الطبيعي, التوسع في تطوير مرافق الغاز وتطوير الأنظمة الخاصة بصناعة الغاز. وبين الجهود المبذولة الرامية لزيادة القيمة المضافة من المواد الهيدروكربونية. واستعرض السناني بعض الأوراق التي ستقدم في المنتدى من وزارة البترول والثروة المعدنية، والتي تحتوي على مبادرات متعددة لزيادة هذه القيمة المضافة.
من جانبه، قال عبد الله النعيم نائب رئيس شركة أرامكو السعودية لأعمال التنقيب إن المسؤوليات التي تضطلع بها "أرامكو السعودية" تتمثل في دعم مسيرة تطوير الاقتصاد السعودي، وأن تسهم "أرامكو السعودية" إسهاما فاعلا في هذه المسيرة من خلال توفير الإمدادات الكافية من الزيت والغاز في سبيل دفع عجلة النمو الاقتصادي في السعودي وتنويع مصادره وإيجاد فرص استثمارية جديدة جنبا إلى جنب مع إيجاد المزيد من الفرص الوظيفية إضافة إلى إتاحة خبراتها وأفضل التطبيقات التي تنفذها في مجال أعمالها لجميع الشركات والمؤسسات العلمية في جميع أنحاء السعودية.
وأضاف النعيم أن السعودية عملت منذ ثلاثة عقود على تطوير استراتيجيتها للإفادة من موارد الغاز الطبيعي التي تتركز في شبكة الغاز الرئيسة والتي تعد أكبر شبكة من نوعها لإنتاج الغاز ومعالجته، حيث كان الغاز في المملكة قبل إنشاء هذه الشبكة يحرق ويتم التخلص منه باعتباره غازا مرافقا أثناء أعمال إنتاج الزيت، ولكن خلال السنوات الثلاثين الماضية، عملت السعودية على الإفادة من هذا المورد القيم، مبينا أنه حاليا تمثل شبكة الغاز الرئيسة العمود الفقري للقطاع الصناعي ومرافق توليد الطاقة الكهربائية في السعودية، كما ستعمل شبكة الغاز الرئيسة على المساعدة في تأمين إمدادات الغاز اللازمة لصناعة المواد البتروكيميائية في السعودية.
وقال النعيم "إني على ثقة تامة بأن شركة أرامكو السعودية ستنجح في تزويد أسواق الطاقة بحاجتها من الغاز، وإن سجل "أرامكو السعودية" في مثل المجال لا يحتاج إلى إثبات أو دليل، حيث منذ أن بدأ برنامج التنقيب عن الغاز في "أرامكو السعودية" في عام 1994، أضافت الشركة ما يزيد على 72 تريليون قدم مكعبة من احتياطيات الغاز من مكامن خف وعنيزة والجوف. ويمثل حقل "غزال" قصة نجاح رائعة، بدءا من مرحلة الاكتشاف المبدئي إلى مرحلة تطوير أعمال الغاز في الحقل، ومن ثم الوصول إلى مرحلة الإنتاج الكامل خلال ثلاثة أعوام فقط. وقد تم اكتشاف حقل "غزال" في عام 2000، ومنذ ذلك الوقت قامت الشركة بحفر 25 بئرًا تطويرية للغاز، مع بدء أعمال الإنتاج من مكمن "عنيزة-أ" ومكمن "عنيزة- ب". وحتى هذا التاريخ، يضخ الحقل ما يربو على 270 مليون قدم مكعبة في اليوم في خطوط الأنابيب التابعة للشركة، كما يُتوقع أن تزداد هذه الكمية لتصل إلى 400 مليون قدم مكعبة في اليوم خلال عامين اثنين فقط،كما تم فحص آبار المدركة بمعدلات عالية من الغاز الحلو الذي تم اكتشافه أخيرا في منطقة جنوب حرض في مكمن "عنيزة-أ".
من جانبه, قال الدكتور باتريك آلمان رئيس وكبير الإداريين التنفيذيين لشركة جنوب الربع الخالي المشتركة لـ "شل" "توتال" "وأرامكو السعودية" إن الشركة عملت على تحديد الأماكن التي يوجد فيها الغاز عن طريق إجراء عدد من الدراسات باستخدام أفضل التقنيات المتطورة طيلة السنوات الثلاث الماضية, حيث تم زيادة الرقعة أربعة أضعاف عما كانت عليه في السابق، موضحا أن الشركة حققت مليون ساعة عمل دون تسجيل أي إصابات تذكر.
وبين آلمان أن هناك عدداً من التحديات الاعتيادية التي واجهت الشركة في بداية عملها في منطقة الربع الخالي سواء كانت من الناحية الفنية أو طبيعة المنطقة نفسها, إضافة إلى تحديات أخرى تواجه المتعاقدين مع الشركة, مشيرا إلى أن منطقة الربع الخالي تعتبر جيدة لاستكشافات الشركة وأن العمل سيتمر في هذه المنطقة لتحقيق مزيد من الإنجازات الاقتصادية.
وأضاف أن نسبة السعوديين الذين يعملون لدى الشركة في منطقة الربع الخالي بلغت 48 في المائة, بعد أن تلقوا دورات تدريبية مكثفة. ويذكر أن الشركة ابتعثت عدداً من الطلبة السعوديين للخارج للدراسات العليا وإكسابهم مهارات وخبرات إضافية تسهم في تحقيق نتائج مرضية للشركة. وقدم باتريك لمحة تعريفية عن آخر التطورات في المنطقة المحددة للاستكشاف من قبل الشركة.
من جهته, قال شينق وانق الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين لشركة ساينو سعودي غاز إن لدى الشركة الآن خطة توسعية تقوم على برامج التقييم المستمر و التوسع في حفر الآبار.
وقال إن الشركة تواجه تحديات حاليا في المنطقة (ب) تتمثل في الالتزام بالجدول الحالي لاكتشافات الشركة وأعمالها, النقص في عدد الموظفين المؤهلين, تكاليف العمل المرتفعة, وعدم توافر المعدات المتخصصة محليا بشكل كاف, مشيدا في الوقت ذاته بدعم الحكومة السعودية، مينا أن "سلينو السعودية" أنجزت 94 في المائة من أعمال المسح السيزمي، كما تم حفر بئرين يجري اختبارهما الآن إلى جانب بئرين سيتم حفرهما قبل نهاية هذا العام.كما تحدث أحد مسؤولي شركة إنبرسا غاز عن تجربة الشركة في المنطقة (ج) والتحديات التي واجهت الشركة.
وشهدت الجلسة الأولى عددا من المداخلات المهمة من قبل المشاركين كان من أبرزهم المهندس محمد الماضي نائب رئيس مجلس إدارة "سابك"، المهندس سعد المعجل رئيس اللجنة الوطنية للمقاولين، والدكتورة ناهد طاهر، والتي وجدت إجابات شافية من قبل المتحدثين فيها الذين أكدوا أن السعودية ستظل أكبر منتج للطاقة, وأنها أي السعودية تبحث دوما عن شركات عالمية مؤهلة للعمل لديها, إضافة إلى سعيها الحثيث إلى نقل التقنية من شركائها الأجانب في مجال التنقيب.

الجلسة الثانية
ركزت الجلسة الثانية ليوم أمس, التي رأسها المهندس محمد الماضي نائب رئيس مجلس الإدارة وكبير الإداريين التنفيذيين في الشركة السعودية للصناعات السعودية "سابك", على قطاع البتروكيماويات في السعودية وهو المجال الذي يعد الأول في خطة تطمح إلى تنويع مصادر الاقتصاد الوطني بعد الزيت والغاز حيث سخرت السعودية ثروة الطاقة المتوافرة لديها للاستفادة منها لقيماً زهيد الثمن وموثوقاً به في تشغيل ما أًصبح الآن واحدا من أكبر مراكز إنتاج البتروكيماويات الرئيسة في العالم.
وقدم الدكتور عبد الوهاب السعدون مدير عام قطاع الطاقة في الهيئة العامة للاستثمار العرض الرئيس في الجلسة، موضحا جهود السعودية لاحتلال موقعها مركزاً عالمياً للبتروكيماويات. وعقدت بعد محاضرته جلسة تضمنت عددا من العروض القصيرة عن المشاريع البتروكيماوية المستمرة والمتنوعة، واستعرض مطلق المريشد نائب الرئيس لقطاع المالية في "سابك" المشاريع الرئيسة الجديدة الثلاثة للشركة "ينساب"، كيان السعودية، شرق، والتي تعد أحدث معامل تكسير يتم إنشاؤها لتنضم إلى المعامل الثمانية القائمة حاليا في المملكة. وقال إنه من المتوقع أن تبدأ "ينساب" التي ستبلغ تكاليفها خمسة ملايين دولار أمريكي, أعمالها في الربع الثاني من عام 2008, وستشتمل على مجمع متكامل للبتروكيماويات مع مرافق لإنتاج مشتقات الأوليفين وستكون "كيان" السعودية الأكبر من نوعها عند انتهاء أعمال الإنشاء الخاصة بها, مع العلم أنه يجري حاليا الإعداد لتمويلها وطرح أسهمها للاكتتاب العام. وستشتمل شركة شرق كذلك على معمل تكسير عالمي من المقرر أن يبدأ عمله في عام 2008.
من جهة أخرى, تحدث سعد الدوسري الرئيس وكبير الإداريين في شركة برتورابغ عن سير أعمال مجمع التكرير والبتروكيماويات العالمي الذي يجري بناؤه حاليا والذي سيقوم أيضا بتنفيذ وتطوير المنطقة الصناعية الرئيسية للصناعات التحويلية للمنتجات البتروكيماوية.
وتحدث الدكتور مارك لاشير مدير المشروع في شركة سيفرون فيليبس السعودية عن المشروع المشترك (س ـ كم) مع المجموعة السعودية واستعرض هيكل الشركة وخططها.
أما المهندس صالح النزهة, الرئيس والعضو المنتدب لمجمع التصنيع للبتروكيماويات, فأشار إلى دخول شركته مساهما في مشروع معمل تكسير البولي إيثيلين الخاص بالشركة السعودية للإيثيلين والبولي إيثيلين, وقدم لمحة عامة عن المشروع وسير عمله ومزيج المنتجات والأسواق المستهدفة في المستقبل. واختتمت الجلسة بورقة عمل قدمها فولكر تراوتز, الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين في شركة باسل بولي أوليفينز

مداخلات
تخلل الجلسة الثانية عدد من المداخلات التي تتعلق بتغير "أرامكو" نهجها الأساسي المتمثل في إنتاج الطاقة (النفط) ومن ثم التوجه إلى صناعة البتر وكيماويات, فأجاب سعد الدوسري أن "أرامكو" لم تغير توجهها الأساسي في إنتاج البترول ولكنها أرادت الدخول في مجال صناعة البتر وكيماويات مجالا صناعيا جديدا فهي لم تغير سياستها الإنتاجية بل أضافت مرافق جديدة إلى مرافقها الحالية. وفي مداخلة أخرى تتعلق بدور "سابك" في مساندة قطاع البتروكيماويات, بين مطلق المريشد أن "سابك" مستعدة دوما لتقديم المساندة لقطاع البتروكيماويات من خلال ضوابط الشركة وسياساتها التي تتفق مع أنظمة منظمة التجارة العالمية وقوانينها على اعتبار أن المملكة أصبحت عضوا في المنظمة, مؤكدا من خلال إجابته عن مداخلة أخرى أن المنتجات البتروكيماوية الإيرانية لا تشكل تهديدا حقيقا لمنتجات "سابك" في الأسواق الإقليمية.

الأكثر قراءة