منتدى الطاقة الثاني يمثل حدثا استثنائيا للمنطقة الشرقية ومستقبلها الاقتصادي
أكد الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية أن منتدى ومعرض الطاقة السعودي الثاني يمثل حدثا استثنائيا بالنسبة إلى المنطقة الشرقية ومستقبلها الاقتصادي.
وأبدى الأمير محمد تفاؤلا كبيرا بنتائج المنتدى وتوقع لفعالياته نجاحا ملموسا، موضحا أن المقدمات تعكس النتائج، مشيرا إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة البترول والثروة المعدنية في الإعداد للمؤتمر وتنظيمه.
وقال أمير المنطقة الشرقية إن وزارة البترول لم تدخر طاقة ولم تضن بعطاء ولم تأل جهدا في سبيل دعم الاستثمارات المحلية في مجالات الطاقة المختلفة، كما أنها حرصت على تشجيع الاستثمارات الأجنبية وجذبها إلى مختلف قطاعات الطاقة، لافتا إلى أهمية المنتديات والمؤتمرات والندوات العلمية التي تهدف إلى بحث تنمية هذا القطاع الحيوي وتطويره في الاقتصاد الوطني.
وأوضح أمير المنطقة الشرقية أن منتدى ومعرض الطاقة السعودي الثاني يأتي بعد فعاليتين جذبتا بكثير من الاهتمام أنظار كبار المستثمرين العالميين إلى المنطقة الشرقية، مشيرا إلى أن المنتدى الأول للمشاريع السعودية العملاقة والمنتدى السعودي الأول للغاز، مضيفا أنهما نجحا في تقديم صورة حقيقية لما تنطوي عليه مشاريع الطاقة في السعودية، وفي المنطقة الشرقية على نحو خاص، باعتبارها المستودع الأكبر للغاز السعودي، واعتبر الأمير محمد منتدى ومعرض الطاقة السعودي الثاني امتدادا للمنتديين السابقين من حيث السعي إلى بلوغه من أهداف وما يطمح إلى تحقيقه من نتائج.
وأكد أمير المنطقة الشرقية أن أحد المعاني المهمة التي ينطوي عليها منتدى الطاقة السعودي الثاني هو تجسيده طموح المنطقة الشرقية لترسيخ مكانتها عاصمة للصناعات الخليجية، وهو طموح كبير ينطلق من إمكانات اقتصادية حقيقية وقائمة على أرض الواقع، ويستند إلى مقومات جغرافية وتاريخية واجتماعية وحضارية تؤهل المنطقة لجذب الاستثمارات العالمية إلى مشاريع الطاقة والمشاريع المساندة لها، ولا سيما مشاريع الخدمات المرتبطة بالطاقة، معربا عن أمله في أن يفتح التدفق الاستثماري نحو هذه المشاريع بابا واسعا لإقامة شراكة تنهض على أسس قوية في عشرات الفرص الاستثمارية التي يتيحها قطاع الغاز والقطاعات المرتبطة بنموه وتوسعاته.
وقال الأمير محمد إن الفرص التي يتيحها الاقتصاد السعودي للاستثمارات العالمية والمحلية في قطاع الغاز والقطاعات المرتبطة بالطاقة عديدة ومتنوعة، مضيفا أن من أابرز الدلائل حضورا في هذا الإطار تلك المشاريع الضخمة التي تطرحها "أرامكو السعودية" و"سابك" وغيرهما من الشركات الوطنية الكبرى حيث تقدر الاستثمارات المستقبلية بأرقام ضخمة تتجاوز مئات المليارات من الدولارات جميعها استثمارات مفتوحة لمشاركة المستثمرين من أنحاء العالم كافة.
وأشاد أمير المنطقة الشرقية باستجابة المنتدى لهذه التحديات مؤكدا أنها تتجلى على نحو واضح من خلال عناوين الموضوعات والقضايا التي يتبناها المنتدى ويناقشها والتي تركز على مستقبل الغاز الطبيعي ومستجدات مشاريع البتروكيماويات في المملكة وتفعيل استخدام الهيدروكربون في الصناعات التي تعتمد على استخدامات الطاقة بكثافة وغيرها من الموضوعات التي رأى فيها تعبيرا عن عمق اهتمام الاستشراف المستقبلي لإحدى أهم القضايا التي يعيشها العالم. وتمنى الأمير محمد بن فهد أن يكون التوفيق حليف المنتدى وأن يكون النجاح عنوانه وأن يثمر المنتدى خطوات عملية تنقل الاستثمارات والمشاريع المطروحة في الدراسات وأوراق العمل من أفكار إلى خطط ومن أمان إلى برامج عمل, مثمنا لخادم الحرمين وولي عهده على ما تلقاه جهودنا من دعم ومؤازرة تمكننا من السير دائما في طرق الإبداع والتميز وثمن للغرفة التجارية الصناعية بالمنطقة الشرقية على جهودها في تنظيم المنتدى.
ويأتي حديث الأمير محمد بن فهد عقب أن دشن البارحة فعاليات منتدى ومعرض الطاقة السعودي الثاني، الذي تنظمه وزارة البترول والثروة المعدنية، بالتعاون مع الغرفة التجارية الصناعية للمنطقــة الشرقية، وتستمر فعالياته إلى يوم غد الإثنين في المقر الرئيس لغرفة الشرقية.
وتجول الأمير محمد في المعرض المصاحب للمنتدى، الذي شاركت فيه نحو 38 شركة أجنبية ومحلية، وسط حشد كبير من المشاركين في فعاليات منتدى ومعرض الطاقة السعودي الثاني، حيث تفقد أمير المنطقة الشرقية معروضات هذه الشركات، مبديا إعجابه بحسن الإعداد للمعرض الذي أقيم في حديقة الغرفة. وأثنى الأمير محمد على الجهود التي بذلت في تنظيم المعرض، وأشاد بدوره قي تسليط الضوء على أهداف المنتدى.
ويأتي تنظيم منتدى ومعرض الطاقة السعــودي الثاني، الذي يعقــد تحت شعـــار "الإفادة من الثروة الهيدروكربونية لتحقيق مزيد من الازدهار للمملكة "، في إطار سلسلة المنتديات والملتقيات العالمية التي تشهدها المملكة منذ سنوات، والتي حققت نجاحات كبيرة، وكان لها أصداء طيبة في أنحاء العالم كافة، خاصة في الدوائر الاقتصادية، حيث أسهمت هذه المنتديات والملتقيات في تسليط الأضواء على مناطق الجذب الاستثماري في المملكة، واستقطاب رؤوس الأموال الأجنبية والمحلية إلى مختلف قنوات الاقتصاد السعودي، كما أدت إلى تعزيز التعاون بين المستثمرين العالميين والسعوديين، على النحو الذي يسهم في بناء علاقات شراكة قوية بين الجانبين.
ويشارك في فعاليات المنتدى نحو800 شخصية، من المستثمرين ورؤساء الشركات والمديرين التنفيذيين والباحثين والخبراء في الطاقة، من دول عدة، بينها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا والصين واليابان، حيث يشاركون على مدى سبع جلسات في مناقشة نحو 41 ورقة علمية تبحث عدة موضوعات في قضايا الطاقة والقطاعات المرتبطة بها.
مساهمة الطاقة في عوائد الاقتصاد الوطني
من جانبه، قال الأمير فيصل بن تركي بن عبد العزيز المستشار في وزارة البترول والثروة المعدنية إن المملكة تعمل اليوم، بمشيئة الله، ومن ثم وفق رؤية خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وتوجيهاتهما لرفع مساهمة هذه الثروة الهيدروكربونية عن طريق الاستفادة المباشرة وغير المباشرة منها في تحقيق المزيد من الازدهار للاقتصاد الوطني السعودي، وهو ما اتخذه منتدى الطاقة شعارا له، فالدولة لم تعد ترى الاكتفاء بما تحصل عليه من ريع وضريبة من الشركات التي تعمل في إنتاج المواد الهيدروكربونية، وإنما تسعى، بالإضافة إلى ذلك، لتحويل هذه الثروة التي حبا الله بها هذه الأرض الطيبة، إلى دعم يسهم في تحقيق مكاسب إضافية عن طريق تشجيع قيام مزيد من الصناعات المستخدمة لمخرجات المواد الهيدروكربونية من غاز وبترول وبتروكيمائيات والمعادن.
وأضاف أن المنتدى سيستعرض ما يمكن القيام به لتوطين مزيد من المصروفات الرأسمالية والتشغيلية واحتياجات تمويلية لمنشآت قطاع الهيدروكربونية والطاقة (شركات البترول، البتروكيماويات، الكهرباء والتحلية) من أجل زيادة مساهمتها في عوائد الاقتصاد الوطني عن طريق زيادة السلع المصنعة والخدمات المقدمة في المملكة لتلك المنشآت كمّا ونوعا، والبناء على ما تم تحقيقه من نجاح في هذا المجال. وذكر الأمير فيصل أنه سيقدم في المؤتمر عدد من الأوراق حول هذه الأمور، والسياسات والأنظمة والخطط التي يجري العمل بمقتضاها لتحقيق مزيد من النمو والتقدم في مجال الاستكشاف والتنقيب عن الغاز في شتى أنحاء المملكة، وكذا البنية الأساسية لنقل وتوزيع الغاز سواء أكان ذلك في الشبكة الأساسية للغاز أو في الشبكات المستقلة التي يمكن إقامتها أو في شبكات التوزيع المحلية أو أنابيب النقل المستقلة، إضافة إلى البيئة الاستثمارية والنظامية الممكنة بمشيئة الله لنمو هذه البنية الأساسية ومتانتها وحسن استغلالها.
الراشد : فتح آفاق جديدة للاستثمارات الأجنبية
من ناحيته، اعتبر عبد الرحمن الراشد رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية أن منتدى ومعرض الطاقة السعودي ـ الذي تنظمه وزارة البترول والثروة المعدنية بمشاركة من الغرفة ـ يمثل حلقة جديدة ومهمة في سلسلة المنتديات والمؤتمرات الدولية التي تتبناها الغرفة، والتي تتطلع دائما إلى إقامتها.
ووصف الراشد مبادرة إقامة المنتدى والمعرض المصاحب له، بأنها "أحد التعبيرات المهمة" عن طموحات غرفة الشرقية. وأضاف أن الغرفة إذ تؤكد اهتمامها بعقد منتديات دولية بحجم هذا المنتدى، وبمستواه العالي من الحضور والمشاركة، فإنها تأمل أن يكون المنتدى إضافة جديدة إلى مبادراتها السابقة في مجال تنظيم المنتديات الدولية، وباتجاه فتح آفاق جديدة للتعاون بين الاستثمارات الأجنبية والقطاع الخاص السعودي.
وقال الراشد إن الأبعاد الاستراتيجية الوطنية والعالمية للمنتدى، عديدة ومتنوعة، وفي مقدمتها التواصل بين الخبرات المحلية والدولية، والفرص الواسعة التي يتيحها المنتدى، تعزيزا لمفهوم الشراكة بين المستثمرين العالميين والمحليين، وامتلاكا لمفاتيح المعرفة في التطبيقات التقنية الحديثة، وتمكينا للقطاع الخاص السعودي من أداء دوره الريادي في الاقتصاد الوطني، ودفع عجلة النمو، وتعزيز مسيرة التنمية.
وبين الراشد أن الدولة قد وضعت في عام 2001م استراتيجية طموحة، مشيرا إلى الآمال العريضة التي تشهدها صناعة الطاقة السعودية، ولافتا إلى أن الاستراتيجية تضمنت خطة طويلة الأجل تهدف إلى تحقيق أعلى مردود اقتصادي واجتماعي باستغلال موارد الوطن من الطاقة، والغاز الطبيعي على نحو خاص. وأوضح أن هذه الاستراتيجية قد ارتكزت على مجموعة مبادئ مهمة، منها "تعزيز دور القطاع الخاص باعتباره دورا رئيسا ورائدا في اقتصادنا الوطني". وأكد أن الدولة عبرت عن هذا التوجه بأساليب عديدة، منها على سبيل المثال دعوة المستثمرين للمشاركة في جميع مراحل أعمال الغاز على أسس تنافسية، وتيسير ذلك من خلال تطوير جميع أوضاع البيئة الاستثمارية في قطاع الطاقة، وتحسين مناخ الاستثمار بحيث يصبح أكثر جاذبية للاستثمارات الأجنبية، وأقوى تشجيعا لها على التدفق، في قطاع يعد أكثر القطاعات حيوية في اقتصاد المملكة.
وقال الراشد إن تطور قطاع الطاقة في المملكة ينطوي على مؤشرات مستقبلية واعدة، فيما يتعلق باستثمارات القطاع الخاص المحلي والأجنبي، مشيرا إلى النمو المطرد والمستمر، وبإيقاع سريع ومتلاحق، في جميع مجالات قطاع الطاقة، الأمر الذي يطرح وبإلحاح ـ وفق تعبيره ـ ضرورة التوسع في الأنشطة الاقتصادية في هذا القطاع، وضخ المزيد من الاستثمارات الكبيرة في صناعات الطاقة، والحاجة إلى الدور الرائد والرئيس للقطاع الخاص، وهو دور لا بديل له في أداء هذه المهمة.
وقدم الراشد خالص شكره لراعي منتدى ومعرض الطاقة السعودي الثاني، والداعم الدائم لمبادرات الغرفة ونجاحاتها الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية، والأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد نائب أمير المنطقة الشرقية، مؤكدا أن رعايتهما تشكل امتدادا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهما الله، كما شكر وزارة البترول والثروة المعدنية على دعمها غير المحدود، حرصا على نجاح المنتدى، قائلا إن هذا الدعم كان له الأثر الكبير في مراحل الإعداد والتنظيم، ووجه الراشد الشكر إلى الشركات الداعمة والراعية، مؤكدا شعورها الوطني النبيل، كما شكر جميع المتحدثين في المنتدى، والجهات التي يمثلونها، تقديرا لمشاركاتهم التي ستثري المنتدى، سواء بالكلمات أو بأوراق العمل والمحاضرات والمداخلات.
جلسات اليوم
وستركز جلسات اليوم على صناعة الغاز في المملكة والتقدم الذي حققته حتى اليوم فيها وتطوراتها المستقبلية، حيث ستستهل هذه الجلسة بعرض من وزارة البترول والثروة المعدنية، يسلط من خلاله خالد السناني مدير إدارة إمدادات الغاز وتسعيره في وزارة البترول والثروة المعدنية، الضوء على دور الثروة الهيدروكربونية المستقبلي لتحقيق مزيد من النمو الاقتصادي في المملكة، فيما سيقدم عبد الله النعيم نائب الرئيس للتنقيب في شركة أرامكو السعودية، تفاصيل واسعة حول خطط التنقيب والإنتاج والتوسع في الشركة، كما تلي هذه العروض حلقة نقاش تركز على الوضع الحالي لأعمال التنقيب عن الغاز في المملكة ومستقبلها، كما سيقدم عدد من المشاركين تجاربهم العملية في منطقة الربع الخالي من المملكة والمعروفة إلى حد بعيد بكونها من أكثر مناطق العالم وفرة بالغاز، كذلك سيتحدث الدكتور باتريك آلمان وارد، رئيس وكبير الإداريين التنفيذيين لشركة جنوب الربع الخالي المشتركة لـ "شل", "توتال", "وأرامكو السعودية"، عن آخر التطورات في المنطقة المحددة للاستكشاف من قبل تلك الشركة, التي تبلغ مساحتها 210 آلاف كيلو متر مربع من جنوب صحراء الربع الخالي, والمشروع الآن في مرحلة تحليل المعلومات، بعد الانتهاء من المسح السيزمي. كما سيتحدث أيضاً رامل شايكوتدينوف، رئيس شركة لوكسار العاملة في الربع الخالي، عن أعمال وتجربة شركته في منطقة التعاقد "أ"، وقد أسست هذه الشركة كمشروع مشترك بنسبة شراكة من 80 في المائة إلى 20 في المائة بين شركة لوك أويل الروسية وشركة أرامكو السعودية، أما شينق وانق، الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين لشركة ساينو سعودي غاز (مشتركة بين سينابوك الصينية وأرامكو السعودية)، فسيلقي كلمة يتحدث فيها عن أعمال الشركة في المنطقة "ب"، وأخيرا سيناقش لورينز كاساتي، الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين في شركة إينربسا غاز (شراكة بين إيني الإيطالية، وربيسول الإسبانية، وأرامكو السعودية)، أعمال الشركة وتجربتها في المنطقة "ج"، كما سيلقي الضوء على بعض التحديات التي واجهت شركته خلال أعمال التنقيب، وسيستعرض مجموعة من التقنيات الجديدة التي تطبقها الشركة والخطط التوسعية المستقبلية لها، إضافة إلى تطرقه إلى التحديات التي ينطوي عليها العمل في أماكن صحراوية نائية.