مستشارك
أرغب في زواجها ولكنها أكبر مني!
تراودني فكرة الزواج من إحدى قريباتي من ذوات الدين والخلق (وهذه ليست تزكيتي، بل تزكية كل من عرفها)، ولكن يقف أمامي حائل الفارق العمري، فهي أكبر مني بنحو أربعة أعوام، لدي الرغبة في الزواج منها، ولكني محتار لا أدري كيف سأتعامل مع هذا الموقف، هل ترون أن فارق السن يعني عدم الكفاءة في الزواج؟ فأنا لا أريد أن أندم على قرار مثل هذا. أرشدوني مأجورين.
جوابك - يا أخ- كما يلي:
(1) الظفر بذات الدين مما أوصى به الرسول, صلى الله عليه وسلم, ولن يندم من عمل بوصية الرسول, صلى الله عليه وسلم.
(2) إذا اجتمع في المرأة الدين والخلق والقرابة فإن ذلك كله يرغِّب في الزواج بها، وقد عرفنا أناساً كثرا تزوجوا قريباتهم، وكان زواجهم موفقا، بل إنه تحقَّق به ما لم يكن ليتحقق لو كان زواجهم بأباعد عنهم، فالزواج بالقريبة فيه إيجابيات كثيرة، وفيه بعض السلبيات.
(3) فارق العمر بين الأزواج ليس له أثر في الحياة الزوجية ما دام هناك ما يعوِّض عنه من الخلق والدين، فقد يزوّج الرجل ممن هي أصغر منه أو أكبر وينجح الزواج، فنجاح الزواج أو عدمه راجع بالدرجة الأولى إلى كل من الزوجين، نعم قد يسهم تقارب العمر في ذلك، ولكن ليس وحده.
(4) الحديث وعدم الاستعجال في اتخاذ القرار في هذا الأمر مطلوب، فعليك بدراسة الموضوع من جميع جوانبه، وعدم الاستعجال، وفي النهاية الأمر راجع إليك.
(5) الاستخارة وكثرة الدعاء والاستشارة، والنظر إلى الأمر في استقلالية تامة ومن دون ضغوط حتى من نفسك، واقتناعك بنجاح هذا الزواج أو عدمه. والله أعلم.
أنا في حيرة: أهلي يرفضون زواجه بي لأنه متزوج
أنا شابة متدينة ومتعلمة، وهناك شاب تقدم إليّ طالبا الزواج, في الرابعة والعشرين من عمره، وهو على خلق عال ومتدين وفي خير ونعمة, ولكنه متزوج, ولديه ابنتان، وأنا أجد هذا الشاب يناسبني أكثر من أي شاب تقدم لي، ولكن عائلتي ترفضه؛ لأنه متزوج، على الرغم من أنهم يمدحون أخلاقه, وذلك الشاب متمسك بي ولا يريد الزواج من غيري, وأنا في حيرة من أمري. ماذا أفعل؟
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - (إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته) وفي رواية: (خلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة) رواه الترمذي وابن ماجة. إن النبي, صلى الله عليه وسلم, جعل المعيار لقبول الزواج هو الدين والخلق للشاب والفتاة، وبالنسبة إلى قبول هذا الزوج أشير إلى ما يأتي:
(1) أن يكون قصد الزوج من التعدد ونيته به نية صالحة، ومقبولة، بحيث لا تكون ردة فعل أو نتيجة لموقف معين؛ حتى لا تصبح الفتاة ضحية لهذا الزواج.
(2) قدرة الزوج على التعدد، قال رسول الله, صلى الله عليه وسلم -: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج...) الحديث رواه البخاري ومسلم والاستطاعة تشمل الاستطاعة النفسية والمالية والجسدية وجميع أنواع الاستطاعة.
(3) إدراك الفتاة وقبولها التعدد ورضاها به، وعدم الغيرة الشديدة التي ربما تفسد الحياة مستقبلاً، وأنها تزوجت بنصف رجل، ويكون ذلك واضحاً في ذهنها حتى لا تفاجأ به مستقبلا.
(4) أما بالنسبة إلى عائلتك فهم لا يبحثون إلا عن سعادتك واستقرارك, فهم يمتنعون عنه لأنهم يرون أن الأفضل لك أن تتزوجي برجل غير متزوج، وهم لا شك في صدق محبتهم وإخلاصهم لك، والذي أراه هو إرضاؤهم وإقناعهم والتوسط في ذلك، والتوجه إلى الله أن يختار الخير.
(5) وأما كون الشاب لا يريد غيرك فليس بمسلم لا لك ولا له، فإن القناعة تتغير، فلو وجد هذا الشاب من هو أفضل منك، فإنه لا يرفض الزواج بها أصلا.
زوجي لا يريد أطفالاً مني
أنا زوجة ثانية لرجل متزوج، ولديه أربعة أبناء، وهذه تجربتي الثانية، فقد طلقت من الأول؛ لأنه كان عقيماً، ولم يخبرني بذلك، أما الثاني فهو لا يريد أن ينجب مني أطفالاً، ويستخدم معي طريقة العزل بحجة أنني من مستوى اجتماعي أقل منه، ولكنه لا يصرح بذلك أمام أهلي، بل يقول عني: إنها سيئة الخلق، وأريد أن أربيها قبل أن أنجب منها، فإذا كنت قد انفعلت فهذا والله العظيم بسبب شوقي للأطفال، ولكني -وبشهادة الكل- إنسانة مسالمة وضعيفة، ولي الآن معه أربع سنوات، وفي كل مرة يختلق مشكلة لكي أنفعل، ولكي يماطل في موضوع الأطفال، فأنا بين نارين.. طلاقي منه نار، وصبري وحرماني من الأطفال نار أخرى.
أختي الكريمة: أحب ألفت نظرك إلى ما يأتي:
(1) إن الإخفاق والفشل طريق النجاح، ولا يعني طلاقك مرتان فشلك، قال –تعالى-: (وإن يتفرقا يغن الله كلاً من سعته وكان الله واسعاً حكيماً).
(2) الصبر واحتساب الأجر، فأنت مأجورة على صبرك على هذا الزوج، وسيجعل الله لك فرجاً ومخرجاً.
(3) دوام التعلق بالله ودعاؤه، ورجاؤه، - سبحانه وتعالى- فإن الأمور بيده – سبحانه وتعالى- وهذا مجرب، ونفع الله به، فأوصيك بقرع أبواب السماء.
(4) عدم رغبة الزوج في الأولاد منك بسبب أنك أقل منه مستوى اجتماعيا، الزوج رضي بك وتزوجك، وهو الذي اختارك على غيرك، فأرى أن أفضل ما يعالج به هو أن تريه من نفسك حسن الخلق، والتعامل الطيب، وطيب العشرة، وسيزول ما في نفسه بالكلية، أو يخف - بإذن الله.
(5) كلما حسنت أخلاقك معه وطابت عشرتك له، كان ذلك من أسباب رغبته في الأطفال منك.
(6) الرغبة في الأطفال فطرة، خاصة عند المرأة، ويا حبذا لو بينت له أن من أسباب المشكلات وسوء حالتك النفسية هو عدم الذرية.
(7) وضع نفسك بين ناري الطلاق، أو حرمان الأطفال، وضع ليس بصحيح ولا مقبول، وإنما أملي خيراً في البقاء معه، وأن يرزقك الله ذرية صالحة، وأحسني الظن بالله.
لا أشعر بالسعادة مع زوجي
مشكلتي أنني متزوجة منذ خمس سنوات، ومع ذلك عشتها في خصام مستمر مع زوجي في الغالب على أمور لا تستحق، فأنا لم أشعر بالسعادة معه، مع أنه إنسان عادي ولا أدري هل السبب عدم حبي له، مع أنني مقتنعة به، أم أنه لا يفهمني ولا أفهمه ولا أحس بعاطفة قوية نحوه وأعتبره كأي إنسان، ولا أهتم إلا بأكله فقط. فما الحل؟ (لي منه طفلان(.
الجواب كما يأتي:
1- البيوت كما قال عمر – رضي الله عنه- لا تبنى على المحبة والعشق فقط، وإنما تبنى على المودة والرحمة التي ذكرها الله تعالى وأنها من آيات الله.
2- المحبة والمودة قد لا تكون على المستوى المطلوب في بداية الزواج، وقد تحدث في أثنائها، ولكن ينبغي السعي في إيجادها وتنميتها والبحث عن الأسباب الجالبة لها والبعد عن أسباب نفعها، فقد تحصل ابتداء وقد تكتسب في ثنايا العلاقة الزوجية.
3- البعد عن الخصام والنزاع، وخاصة مع الزوج؛ لأن ذلك له آثار سلبية وعكسية كبيرة على الحياة الزوجية.
4- لا يعني عدم الإحساس بعاطفة تجاه الزوج أن تقصر المرأة في حق زوجها، بل عليها أن تعلم أن التبعل للزوج واحترامه وتقديره عبادة لله تعالى وأنها تؤجر على ذلك.
5- إن الأكل والشرب يحصل عليه الرجل في البيت أو غيره من الزوجة أو من غيرها، ولكن الأمور الأخرى من عواطف وأحاسيس ومشاعر لا تكون إلا من الزوجة، فعليك الاهتمام بذلك.
6- التفكير في مصير الأولاد وأنهم الضحية لما يحصل بينكما. والله أعلم.
زوجي عنيد وبخيل
أنا أعاني من زوجي؛ وذلك لكثرة عناده وقلة عطائه، وأنا لا ينقصني شيء, والحمد لله، ولكن أريد منه المحبة، والكلمة الطيبة، والهدية التي تجدِّد المحبة وإن كانت قليلة. أفتوني، ماذا أصنع؟
الجواب كما يأتي:
1- الحياة الزوجية حياة شراكة يأخذ الشريك فيها ويعطي، وكلما فهم كل واحد من الزوجين دوره، وقام به على الوجه الصحيح، تجددت هذه الحياة وحسنت.
2- كل من الزوجين ينبغي أن يعطي أكثر مما يأخذ، ولا ينظر إلى الطرف الآخر، بل يكون صاحب مبادرة، وربما بسبب ذلك تأثر الطرف الآخر فتغير.
3- العادة لها أثر في الإنسان، فقد يكون أحد الزوجين قد تعود شيئا، والآخر تعود شيئا آخر، فيحتاجان إلى وقت حتى ينسجما مع بعض.
4- الرضا بما هو موجود، وما يقدمه الزوج يزيد من عطائه, بإذن الله.
5- الصبر على الآخر والتحمل، ومع العسر يأتي اليسر. والله أعلم.
هل أخبر جاري بخيانة زوجته؟
زوجة جاري تمارس الرذيلة (الزنا) مع شخص آخر، مستغلة غياب زوجها الذي يعمل بنظام الورديات (آخر الليل) لدى إحدى الشركات، وكنت أنا ممن اطلع على الوضع من كثب، وشاهدت الشخص يسرح ويمرح معها، وهي بملابس فاضحة، أقول هذا والله رقيب على أنني لم أقل إلا الحقيقة، أرشدوني - جزاكم الله خيراً - ماذا أفعل تجاه هذه المصيبة؟ أنا حائر كيف أبلغ جاري وأحافظ على علاقاتنا في البيت والعمل؟
أشكرك على غيرتك وحرصك على جارك، فقد وردت النصوص الكثيرة في ذلك، وبالنسبة إلى ما يتصل بعلاقة هذا الرجل مع زوجته، والواجب تجاه هذه المشكلة نلخصه فيما يأتي:
(1) بالنسبة إلى المرأة عليك بنصحها وإرشادها إما عن طريق الهاتف وإما المراسلة، وإما المصارحة، وإما عن طريق زوجتك، وتذكيرها بالله، والفضيحة في الدنيا والعقوبة في الآخرة، وفتح باب التوبة لها، فإن أقلعت وقطعت العلاقة, فالحمد لله، وإلا فإن الواجب عليك تدارس الموضوع مع أهل الخير عندكم، وخاصة إمام المسجد، ورجال الحسبة ولا يمنع كذلك أن يستخدم أسلوب التهديد مع هذه المرأة؛ حتى تقلع عن هذا الذنب.
(2) أما بالنسبة إلى زوجها فعليكم بتذكيره، وتوجيهه إلى الاهتمام ببيته وكثرة الفتن الموجودة، والفساد، وأن زوجته أمانة في بيته، وذلك بالتلميح دون التصريح.
(3) مراعاة وضع كل من الزوجين الاجتماعي والنفسي، والمالي فإذا كانت هناك مشكلة فيُساعدان على حلها.
(4) أما بالنسبة إلى الشخص الذي يأتي إلى بيت هذا المرأة في غياب زوجها فعليكم بنصحه وإرشاده، وأنه لا يرضى مثل هذا العمل في زوجته، ولا بنته، ولا أخته، فإذا لم يستجب لكم فعليك بتهديده، وذلك بفضح أمره، ورفعه إلى الجهات المختصة لإجراء اللازم معه، وردعه عن هذه الفعلة النكراء.
*المستشار الأسري في مشروع ابن باز الخيري لمساعدة الشباب على الزواج