رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


الأسهم والحقيقة الغائبة

ما زال الغموض يحيط بسوق الأسهم وما يكتنفها من ملابسات لا يعرف لها حل ولا سبيل، والضحايا يتساقطون واحدا بعد الآخر في خسائر موجعة مقضة للمضاجع, لا يكاد مجلس يخلو من الحديث فيها فقد أصبحت حديث الساعة الذي لا يتوقف, كل يدلي بدلوه, في ميدان مملوء بالغرائب, عجزت الحلول عن الإحاطة به, وساءت كل الطرق المؤدية إليه, بات معظم المساهمين في سبات عميق, لا يدرون ما يفعلون في ظل الأساليب الملتوية التي تخضع لها السوق. يقول عن هذه السوق الداعية الشيخ محمد المنجد في كلمة له: يسألون عن الأسهم وما أدراك ما الأسهم تصعد قلوبهم إذا ارتفعت أسعارها وتهبط في سكتات قلبية أو انهيارات نفسية أو خفقانات وهموم عندما تهبط الأسعار. بعض الناس لا يخافون الله, تلاعبات في سوق الأسهم, كذب, واحتيال, واتفاق البعض ممن يمكن إطلاق لفظ عصابات عليهم بالتلاعب بالشركات المتوسطة والصغيرة ويتفقون على أن يبيع بعضهم بعضا بينيا بأسعار مخفضة لتنخفض الأسعار فإذا انخفضت اشتروها ثم ترجع الأسعار إلى سعرتها الأصلية فترتفع وهكذا, أو أنهم يعرضون كميات كبيرة بسعر فوق العادة فيرتفع فيقبل هؤلاء الساعون إلى الأرباح فيشترون ثم بعد ذلك إذا واصل الارتفاع باع هؤلاء ما عندهم فهبطت الأسعار ثم صار هؤلاء المساكين صغار المساهمين, الذين فيهم تغفيل ولا يعرفون لتلك الفئة المسيطرة على سوق الأسهم التي لها جواسيس في البنوك يخبرونها بأسرار لا يجوز إظهارها, ألاعيب خفية لا يعرفها إلا أولئك أولو المكر والخديعة, وقد قال النبي, صلى الله عليه وسلم "المكر والخديعة في النار", انتهى كلامه, وهو لا يجانب الحقيقة والواقع, وما يصيب صغار المساهمين هو بسبب هلعهم وعدم صبرهم ورضوخهم لهؤلاء الهوامير الذين سيطروا على كل شيء بمساعدة البنوك, وأصبح هؤلاء الصغار هم الضحايا في كل الأوقات, وربما استمرت الأوضاع في التردي أكثر فأكثر, ويا غافلون لكم الله هو الذي سيأخذ حقوقكم إن عاجلا أو آجلا, وأنا أعرف أن أغلب الناس لم يعد يفكر في الأرباح إنما يفكر في كيفية تقليل الخسائر, لأن عودة أمواله السابقة أصبحت من سابق المستحيلات إلا إذا حدث أمر الله وعادت تلك الأموال من جديد إلى أصحابها من واقع تحسن سوق الأسهم, والله سبحانه قادر على كبح جماح هؤلاء المتحكمين في السوق وربما الله, سبحانه وتعالى, يمهلهم ثم تكون لبعضهم فضائح علمها عند الله, ونحن أمة تحب الستر والله ستير يحب الستر, فهل يعي أمثال هؤلاء أنهم يسيرون في طريق خطر وأن الله ليس بغافل عنهم؟ "ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيها الأبصار, مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء, وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب" (سورة إبراهيم ).
وقد يقول قائل إنني أكتب عن هذا الموضوع لأني من الخاسرين في هذه السوق ولكن أقولها بملء فمي إنني لا أجيد العمل في هذه السوق ولست مشاركا فيها ولكنني متألم لوضع من أعرفهم, الذين أصبحوا بين ليلة وضحاها في وضع يرثى لها, أسأل الله أن يعوضهم على خسائرهم وأن يكون عونا لهم في الديون المتكالبة عليهم هم وجميع من تورطوا في هذه السوق التي أكل هواميرها ومضاربوها وبنوكها الأخضر واليابس, وبالله التوفيق.

[email protected]

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي