نظرة متعمقة في منتجات التمويل الإسلامي

 نظرة متعمقة في منتجات التمويل الإسلامي

كان ينظر إلى التمويل الإسلامي فيما مضى على أنه عالم المؤسسات المتخصصة صغيرة العدد، غير أنه حالياً أصبح الاتجاه السائد، بوجود مؤسسات إسلامية إقليمية متخصصة، تمر بنمو مهم، مع دخول مجموعة من البنوك الدولية، بما فيها إتش إس بي سي HSBC، وسيتي غروب Citigroup، ويو بي إس UBS، إلى السوق. ومع هذا النمو جاء تنوع المنتجات الإسلامية المهيكلة، بما فيها الرهونات العقارية الإسلامية، وتمويل الطائرات، والشحن والتجارة، فضلاً عن تمويل المشاريع.

تمويل الطائرات

تستخدم الهياكل الإسلامية المالية في مجالات تمويل الطائرات، ولا تقتصر على المستأجرين المقيمين في البلدان الإسلامية. إن قطاع الطيران ممتثل للشريعة الإسلامية من حيث المبدأ، وتمويل يعتمد على الأصل، مما يجعله اختياراً جيداً للمستثمرين المسلمين.
استخدمت الإمارات العربية المتحدة على نحو متكرر عقود الإيجار لتمويل توسع أسطولها. كما استأجرت شركات نقل آسيوية أخرى مثل خطوط الطيران التايلاندية، والطيران السوري، وخطوط الطيران الملكية لبروناي، الطائرات بموجب عقود إسلامية الطراز.

التوثيق الإسلامي في تمويل المشاريع

تستخدم هياكل التمويل الإسلامية بشكل متزايد في مجال تمويل المشاريع، على وجه الخصوص في المشاريع في الشرق الأوسط. وفي معظم عمليات التمويل الإسلامية المدمجة ضمن تمويل المشاريع المتعددة المصادر، فإن عناصر التمويل الإسلامي للمشروع يتم توفيرها بالوتيرة نفسها إلى جانب الديون الكبيرة الأخرى. وتستخدم أيضاً عناصر الاستصناع والإيجارة باستمرار، على سبيل المثال.
وفي آذار(مارس) من هذا العام، شهد الإغلاق المالي لمشروع بيترو رابغ PetroRabigh للبتروكيماويات قسطاً مالياً إسلامياً بلغ 600 مليون دولار. وهذا القسط هو أكبر مشروع تمويل إسلامي طويل الأجل في الشرق الأوسط. وكان تمويل بيترو رابغ أول مشروع تمويل إسلامي متعدد المصادر في السعودية. وفي عام 2004، كان تمويل قطرغاز II Qatargas، أول تمويل متعدد المصادر في قطر.
نجد أدناه مثالاً آخر لعملية أخرى كانت لنا مشاركة فيها، تلخص الهيكل والتوثيق المستخدم. وتجدر الإشارة إلى أن هذه العملية هي ببساطة نموذج لتمويل إسلامي، ويجب ألا تعتبر على أنها تمثل جميع مشاريع التمويل الإسلامي الأخرى، أو أنها قالب لعمليات مستقبلية.

تلخيص للوثائق الرئيسية

في العمليات ذات العلاقة أسس مزودو التمويل بموجب التسهيل الإسلامي (مزودو التمويل الإسلامي) شركة للوسائل الإسلامية محددة الهدف Islamic SPV Special Purpose Vehicle لتعمل كوسيلة تمويل خاص بهم، من أجل امتلاك أصول مشاريع معينة وتأجير تلك الأصول إلى المقترضين. وعين كل من مزودي التمويل الإسلامي، وشركة الوسائل الإسلامية محددة الهدف بنكاً إسلامياً كوكيل تسهيل (وكيل التسهيل الإسلامي)، لأداء كل التزام من التزاماتهم ذات العلاقة بموجب وثائق التمويل الإسلامي، التي تشمل ما يلي:

اتفاقية تسهيل إسلامية

تحدد اتفاقية الائتمان هذه البنود المتعلقة بالشروط السابقة، والتمثيلات والضمانات، والعقود، وحالات العجز عن السداد، وأحكام السداد بشأن بنود واسعة النطاق تتطابق مع الالتزامات في الوثائق غير الممتثلة للشريعة الإسلامية، بخلاف تلك المتعلقة بسداد الفائدة وإجراءات التأمين.

الاستصناع

ويتم استخدامه خلال مرحلة البناء فقد وافق المقترض على تطوير، وبناء، وتسليم أصول المشروع وفقاً لمواصفات معينة، ثم بيع الأصول إلى شركة الوسائل الإسلامية محددة الهدف Islamic SPV. ووافقت شركة الوسائل الإسلامية محددة الهدف على الدفع مقابل أصول المشروع على دفعات منفذة على مراحل (تكافئ سلف التمويل) للمقترض. وإذا فشل المقترض في تسليم أصول المشروع في الموعد المحدد، فإنه مسؤول قانونياً بدفع تعويضات على شكل سيولة.
وبموجب اتفاقية الدائن المتبادلة (وبناء على العلاقة مع وثائق التمويل غير الإسلامية)، فإن تسارع اتفاقية التسهيل الإسلامية سيؤدي إلى إنهاء الاستصناع. وعند الإنهاء، كان على المقترض تعويض شركة الوسائل الإسلامية محددة الهدف عن جميع الدفعات التي تم تسلمها، ناقصة المبلغ عن أية تعويضات سائلة تم دفعها، وكان على شركة الوسائل الإسلامية محددة الهدف أن تتخلى عن جميع حقوقها ومطالبها لملكية واستحقاق الأصل. كما لن تدخل الإيجارة حيّز التنفيذ.

اتفاقية وكالة الاستثمار

أعطى كل من مزودي التمويل الإسلامي وشركة الوسائل الإسلامية محددة الهدف تصريحاً لوكيل التسهيل الإسلامي ليعمل نيابة عنهما في ممارسة حقوقهما ذات العلاقة، وتأدية التزاماتهما ذات العلاقة، بموجب وثائق التمويل الإسلامي. واعترف كل من مزودي التمويل الإسلامي، وشركة الوسائل الإسلامية محددة الهدف، والمقترض بأن الدفعات التي دفعها وكيل التسهيل الإسلامي مباشرة إلى المقترض (ومصدرها مزودو التمويل الإسلامي بموجب اتفاقية التسهيل الإسلامي)، كانت دفعات تلبي التزام شركة الوسائل الإسلامية محددة الهدف بالأخذ بعين الاعتبار أصول المشروع بموجب اتفاقية الاستسانة.

اتفاقية وكيل الخدمة

امتلكت شركة الوسائل الإسلامية محددة الهدف، الأصول، وعينت المقترض كوكيل خدمتها لتشغيل وصيانة أصول المشروع المستأجرة، والمحافظة على تلك الأصول مؤمنة بالكامل، والدفع مقابل أية ضرائب ملكية مطبقة، وبذلك ترجع المخاطر المعينة لملكية الأصل إلى المقترض.

تولي البيع

تولت شركة الوسائل الإسلامية محددة الهدف بيع الأصول المستأجرة إلى المقترض عند دفع مبلغ إنهاء العقد (التخلص من جميع المبالغ المعلقة المدينة، فعلياً السماح بالدفع مسبقاً للتسهيل الإسلامي والتخلي عن حقوق مزودي التمويل الإسلامي عند التخلص من التمويل الإسلامي).

تولي الشراء

تولى المقترض شراء أصول المشروع المستأجر من شركة الوسائل الإسلامية محددة الهدف عند دفع مبلغ إنهاء العقد.

بعض الملامح الرئيسية الأخرى اتفاقيات الدائن المتبادلة

بالنظر إلى المبادئ التي تكمن خلف التمويل الإسلامي التي تم تلخيصها أعلاه، لم يكن مزودو التمويل الإسلامي أطرافاً في أية وثائق تمويل أخرى. على أية حال، فإن كل مزود من مزودي التمويل الإسلامي كان من خلال وكيل التسهيل الإسلامي، ملتزماً باتفاقية الدائن المتبادلة مع المقرضين غير الإسلاميين، وكانوا بناء على ذلك خاضعين للنصوص التي تحكم العلاقة بين المقرضين. وتتضمن هذه النصوص: أسلوب التصويت واتخاذ القرار، اتفاقيات الاستشارة المشتركة والإجراءات المتعلقة بالحقوق والإعفاءات المتفق عليها، حدود تطبيق حقوق الأطراف عند العجز عن السداد، وتطبيق العوائد عند الإنفاذ.
التوثيق الإسلامي في تمويل المشاريع: مثال

مرحة ما بعد البناء 2
مرحلة البناء - المقترض يطور، ويبني، ويبيع أصول المشروع الوسائل الإسلامية محددة الهدف. في المقابل، تدفع شركة الوسائل الإسلامية محددة الهدف دفعات تنفذ على مراحل إلى المقترض (تكافئ سلف القروض).
مرحلة ما بعد البناء- تؤجر شركة الوسائل الإسلامية محددة الهدف أصول المشاريع إلى المقترض. يدفع المقترض دفعات الاستئجار (تكافئ خدمة الدين).

توقع
إن عدد ونطاق المنتجات المهيكلة إسلامياً يستمر في التوسع، في الوقت الذي يسعى فيه المجتمع المالي إلى الوصول إلى تمويلات مهمة من المستثمرين الإسلاميين الذين يبحثون عن استثمارات تمتثل للشريعة الإسلامية.
إن المشاركة المتزايدة في السنوات الأخيرة للبنوك الإسلامية في تمويل البنية التحتية للمشاريع، بالتحديد في الشرق الأوسط، أمر مشجع جداً وسيؤدي بالتأكيد إلى الابتكار في الهيكلة والبحث عن مصادر تمويل للمشاريع.
إن اشتراك الفروع المالية في مشاريع البنية التحتية الضخمة مثل قطر غازII، وبيترو رابغ، يعكس بوضوح الاستخدام المتنامي لأدوات الدين الإسلامية في نشاط تمويل المشاريع في الشرق الأوسط.

* الكاتبان من كبار المحامين لدى شركة Freshfields Bruckhaus Deringer البريطانية وقد أعدا هذا التحليل خصيصا لـ "الاقتصادية"

الأكثر قراءة