حلول لمعاناة ازدحامات دخول سكان ومراجعي حي السفارات
<a href="mailto:[email protected]">Alfaizdr2@yahoo.com</a>
خطوط الانتظار المزعجة والازدحامات التي تضيع الوقت على سكان والعاملين وطلاب ومراجعي حي السفارات وما تتكلفه الدولة من تكاليف للدوريات الأمنية ورجال التفتيش لمدخلي حي السفارات هو معاناة للجميع. ومع أننا نؤمن بأهميتها وضرورتها لحماية المواطنين والضيوف والمقيمين إلا أننا يجب ألا نقف عند هذا الحل بل يجب أن نسخر البحث العلمي للبحث عن بدائل ووسائل وتقنيات تخفف من تلك المعاناة والتكلفة وضياع الوقت على الجميع. وأحد الحلول هو أن تتم دراسة إمكانية اقتطاع مساحة أرض على حدود الحي من الخارج, خاصة قرب المدخل الشرقي وعلى السور الشرقي من طريق الملك خالد (صلبوخ). ويتم إحكام تسويرها من جهة الحي لمنع التسلل إليه. وتخصص فيها ساحة مواقف ومكاتب لتسلم وتسليم المعاملات والجوازات والنماذج والنشرات التعريفية لكل سفارة أو بعثة دبلوماسية. وبحيث يتجنب المراجع الدخول في ازدحامات المدخلين ليمر ويوقف سيارته خارجا ويقوم بالمراجعة من خارج الحي. ويكون ذلك عن طريق إنشاء شركة خاصة أو عن طريق مكتب متعاون مع جميع السفارات, ويتم تخصيص كاونتر أو أكشاك لكل سفارة, ويكون هناك ممثل لها أو ممثل لأكثر من سفارة إذا تم التفاهم بينهم. بذلك يقل عدد الموظفين المستهدفين. وبعد جمع تلك الأوراق يتم تسليم المراجع إيصالا ليأتي في الموعد المحدد له لتسلم جوازه أو معاملته من المكان نفسه. وبذلك نقلل من عدد الداخلين للحي مما يخفف الازدحامات وطوابير الانتظار المزعجة. كما أنه يمكن الاستفادة من تلك المنطقة لتطويرها لعمل بعض قاعات المؤتمرات والاحتفالات والمطاعم لخدمة الحي الدبلوماسي وخدمة الأنشطة الاجتماعية والمحاضرات والمؤتمرات التي قد يحتاجون إليها بدلا من عقدها داخل الحي.
الحل الآخر والمكمل للحل الأول أن يتم تخصيص مساحة كافية كمواقف سيارات ملاصقة للموقع نفسه مع بوابة لدخول المراجعين مشيا ودون سياراتهم, بحيث يتم تفتيشهم بواسطة بوابة الأمن. ويكون ذلك للمراجعين والزوار الذين يلزم الأمر مقابلتهم في السفارات أو تصويرهم أو غيره, وهم قلة. وتخصص هناك مظلة أو محطة حافلات وعن طريق توفير حافلتين نقل مكيفتين بدوريتين متتابعتين وفق جدول زمني كل 15 إلى 30 دقيقة ومسار واضح يدور على الطرق الرئيسية للحي ليمر قرب جميع السفارات والبعثات أو التجمعات السكنية. وقد يتمكن حتى الضيوف نهارا وليلا من استعماله.
هذه بعض الحلول التي أرى أنها تستحق أن تدرس بعناية, فهي حلول نظرية وعملية, ولكن الموضوع يحتاج إلى دراسة وبحث لمعرفة ما الشريحة الأكبر من المراجعين؟ وما أسباب دخولهم الحي؟ وما الأوقات التي يأتون فيها؟ ومجموعة من المعلومات عن أسباب الزيارات أوقات الذروة. وقد نستطيع الاستفادة من توزيع استبيانات لداخلي الحي عن طريق رجال الأمن الموجودين حاليا وعدم الحاجة إلى توظيف آخرين لعمل الاستبيان. ويحتوي الاستبيان على أسئلة عن سبب الزيارة هل هي مراجعة شخصية أم تسلم نماذج أم تسليم جوازات أم طلب معلومات ونماذج. وأسئلة شخصية عن أفضل وقت للدخول, وذلك لمحاولة معرفة سبب الشريحة الغالبة من الزيارات للحي وعلى أساسها يتم وضع الحلول.
كما أن هناك حلولا أخرى ومنها فرض استعمال البريد الممتاز لتسليم وتسلم المعاملات واستمارات التأشيرات والجوازات, ما يخفف عملية الحضور الشخصي, وبذلك تخف الازدحامات. والحل الأخير والصعب تفعيله هو تغير أوقات الدوام لكل فئة من الأجهزة والبعثات داخل الحي. بحيث يكون دوام السفارات لتسلم وتسليم التـأشيرات والنماذج (على سبيل المثال) من 6 إلى 10 صباحاَ ويكون دوام البعثات الدبلوماسية والهيئات الرسمية بعد العاشرة وحتى الرابعة. ومن الرابعة إلى السابعة يعاود العمل للبعثات الدبلوماسية.
مشكلات الإرهاب وضرورة الأمن هي مشكلات كما أشرت إليها في مقالات سابقة قد تطول فترتها أكثر مما نتصور, وربما لا يمكن الهرب منها في عصرنا هذا فهي وإن قضي عليها داخليا تبقى مخاطر الإرهاب الخارجي الذي نحن دائماَ عرضة له ومحسودون على ما حبانا الله به, وهي ستواجهنا سواء من أصدقائنا أم أعدائنا. ولذلك فإن الاحتياطات الشكلية لن تفلح وحدها في محاربة الإرهاب.
لذلك فإنني أشدد على أهمية تسخير البحث العلمي لإيجاد بدائل للطرق الحالية لنقاط التفتيش ومعاناة الجميع منها, فالإرهاب هو صناعة الإنسان والمدن وإفرازات تضخمها, خاصة في عالمنا العربي الذي تشوبه الحساسيات والحسد والتخلف الحضاري. وسيستمر معنا شئنا أم أبينا. كما أن وسائله وصوره متعددة ومتجددة ومتشرذمة ولن يتمكن أحد تجنبها. وإن انتهت الفئة الضالة فستأتينا الفئة المهلوسة ثم المجرمة ثم المرتدة أو الشيطانية, لذلك يجب علينا إعادة تخطيط بعض أجزاء مدننا لتتجاوب مع هذه الأحداث سواء الحالية أو المستقبلية.