ارتداد مفاجئ يعيد 4.3 مليار درهم من خسائر الأسهم الإماراتية
عاد اللون الأخضر يلون شاشات تداول الأسهم الإماراتية بعد احمرار استمر ثمانية أيام. وتمكنت الأسواق بعد ارتداد مفاجئ أمس من استرداد نحو 4.3 مليار من جملة خسائرها التي بلغت قيمتها 56.8 مليار على مدى الأيام الماضية بعدما انحدرت مؤشرات الأسواق خصوصا في دبي إلى أدنى مستوياتها قبل عامين. ورغم الارتياح الذي عم المستثمرين بتحول شاشات التداول من الأحمر إلي الأخضر وتوقف عمليات التراجع إلا أن الخوف من عودة الهبوط مجددا لا يزال موجودا، خصوصا أن عمليات جني الأرباح نشطت مع كل ارتفاعات سعرية. وحققت الأسهم الصاعدة التي بلغ عددها 14 سهما مقابل انخفاض ثلاثة أسهم في سوق دبي في حين سجلت صعود 23 سهما وتراجع تسعة أسهم في أبو ظبي.
وقال لـ "الاقتصادية" محللون ماليون إن السوق كان لا بد أن تصل إلى نقطة يتوقف عندها الهبوط خصوصا أنه استمر أياما طويلة وبنسب حادة بلغت 15 في المائة في سوق دبي في ثمانية أيام، ووصلت كافة الأسعار إلى مستويات متدنية دفعت كبار المستثمرين وأصحاب المحافظ إلي التوقف عن البيع والتحول إلى مشترين بكميات كبيرة، وهو ما بدأ طفيفا في تعاملات أمس الأول وزاد بقوة في تعاملات أمس حيث تراجعت عروض البيع مقابل ارتفاع طلبات الشراء. وأجمع المحللون على أن الارتداد الذي حدث جاء على أيدي المحافظ والصناديق استثمارية التي كانت أيضا سببا في إطالة أمد الهبوط بقيامها بعمليات بيع قسرية لجزء كبير من أصولها في محاولة لإعادة التوازن بعد أن منيت بخسائر حادة في ظل عدم توافر السيولة لديها للشراء من جديد.
وجاء الارتداد أمس شاملا سوقي دبي وأبو ظبي وإن جاء الصعود أعلى في سوق دبي التي ارتفع مؤشرها بنسبة 1.2 في المائة بدفع من أسهم قطاعي الخدمات والاستثمار، خصوصا من سهم إعمار الذي أغلق مرتفعا عند 12.25 درهم بعد أن وصل إلى 12.40 درهم بارتفاع نسبته 1.6 في المائة.
وأعاد صعود إعمار الروح إلى بقية الأسهم المتداولة التي سجلت صعودا مشابها جاء أعلاه لصالح سهم أريج للتأمين بنسبة 9.6 في المائة على خلفية نمو أرباح الشركة عن الربع الثالث بنسبة 50 في المائة. كما ارتفع سهم دبي الإسلامية للتأمين 5.2 في المائة، دو 3.4 في المائة، تمويل 3.1 في المائة، وتبريد 2.9 في المائة. واستحوذت ثلاثة أسهم فقط هي إعمار ودو وتمويل على 78.4 في المائة من إجمالي تعاملات سوق دبي البالغة 1.2 مليار درهم حيث بلغت قيمة تعاملاتها مجتمعة 950.6 مليون درهم منها 438.9 مليون لإعمار.
وارتفعت حصة الأجانب بشكل لافت بالنظر إلى 36.3 في المائة مقارنة بـ 28 في المائة أمس الأول في مؤشر على أن وصول الأسعار إلى مستويات سعرية مغرية دفع بالعديد من المستثمرين الأجانب للدخول مشترين، وإن جاء الارتفاع في حصة غير الخليجيين والعرب التي ارتفعت إلى 13.3 في المائة مقارنة بأقل من 5 في المائة في الأيام الماضية. في حين تراجعت حصة الخليجيين إلى النصف تقريبا 5.8 في المائة مقارنة بـ 10 في المائة. وحافظ المستثمرون العرب على حصتهم التي تراوح بين 15 و17 في المائة.
ومضت سوق أبو ظبي علي وتيرة دبي، وإن جاء الصعود طفيفا بنسبة أقل من نصف في المائة غير أن التداولات قفزت بنسبة كبيرة من أقل من 70 مليون درهم في الأيام الماضية إلي 147.5 مليون. وتحول سهم أسماك من صدارة الأسهم الأكثر هبوطا قبل أيام إلى الأكثر صعودا أمس حيث ارتفع بنسبة 8.7 في المائة.