رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


موسم الأزمات للميزانية العائلية

<a href="mailto:[email protected]">albadr@albadr.ws</a>

بعد أن أسدل الصيف أستاره على العرض الأخير من موسم صيفي طويل كانت أيامه ولياليه مليئة بالمتعة و الاستجمام ومحملة بالذكريات الجميلة أو الذكريات المتكررة مقابل ميزانية كبيرة بدأت قبل بداية الإجازة جلها إن لم تكن جميع عملياتها في خانة المدين لتغطي تكاليف ما قبل السفر و السفر والسكن والتسوق وتختلف تلك التكاليف باختلاف جهة السفر وطول المدة، وبعد أن تجاوزت البطاقات الائتمانية سقوفها العليا في أقطار شتى من الوطن والعالم تلبية لرغبات واحتياجات الرحلة والمرحلة.
عاد الجميع إلى أرض الوطن أو إلى مقر السكن في هجرة موسمية معاكسة لتجد بانتظارها قائمة أخرى من الالتزامات المالية المعلقة أو المرحلة بسبب ميزانيات السفر التي كانت ذات أولوية قصوى في بداية الإجازة الصيفية. والالتزامات المالية المعلقة لا تملك إلا أن توفى فمشوار السنة الجديدة طويل ومحمل بأشكال ثابتة من الهموم المالية قبل الوصول إلى صيف آخر يهرب فيه الناس إلى التزامات مالية أكثر متعة. وهذه الالتزامات بين إيجارات متأخرة أو أقساط شهرية معسرة أو فواتير خدمات قاربت على موعد الفصل النهائي لتمثل هما جديدا عند نهاية، كل، إجازة إضافة إلى الهم الأساسي وهو العودة إلى الحياة الجادة وانتهاء حياة الرفاهية المؤقتة أو المصطنعة في أحيان كثيرة.
ويأتي موسم هذا العام مختلفا بشكل كبير جدا حيث عادت الجيوب الخاوية والقلوب الخالية إلى المقر الدائم لتجد في انتظارها موسم مصروفات ثلاثي الأبعاد في فترة زمنية واحدة لا تفصلها إلا أيام قلائل يكمن في تصادف انتهاء الإجازة مع العودة إلى لمدارس و ما أدراك ما المدارس ومتطلباتها التي تحتاج إلى ميزانيات مستقلة، ودخول شهر رمضان المبارك الذي أخذ طابعا استهلاكيا مختلف في الفترات الأخيرة حتى أصبح يستنزف ميزانية الأسرة في مصاريف استهلاكية بحتة، متبوعا بالعيد وثبات الاحتياجات فيه إذا لم يصل إلى صيف آخر لدى البعض، ليمثل أكبر عبء مالي ممكن على الميزانيات العائلية في أي زمان خلاف تلك المنهكة أصلا من مصاريف الصيف وتبعات المستحقات المالية المتراكمة.
وموضوع الميزانيات العائلية الذي ظهر على السطح خلال السنوات الماضية بالتحديد في ظل المتغيرات الاجتماعية وارتفاع تكاليف المعيشة الدائمة والمتغيرة أصبح محل نقاش كبير لدرجة وصلت إلى تخصيص الكثير من البرامج التدريبية في إدارة الميزانيات العائلية والسيطرة على المتغيرات من حولها مع ثوابت للمحافظة على مدخرات منها. ومع أن جيل الميزانيات العائلية يعتبر من الجيل المتعلم إلا أن المتغيرات الاجتماعية واتساع رقعة الكماليات وصولاً إلى ازدياد الرغبات الاستهلاكية تجعل من إدارة الميزانية العائلية أو لنسميها الشخصية أمرا يحتاج إلى وزير مالية واقتصاد عائلي على قدر كبير من الحرص والتخطيط المحكم لتلافي الوصول إلى ميزانية مدينة ترحل خسائرها وعجزها سنة بعد سنة.
من المؤكد أن العائلات التي تملك التخطيط السليم للميزانية لن تفاجأ بهذا الموسم الاستثنائي الذي بلا شك لم يأت بغتة أو متزامناً مع تغيرات خاصة خصوصا في ظل وجود تقويم دراسي ثابت يمتد لسنوات مقبلة وتحمل المواعيد نفسها، ولكن يبقى الحديث عن العائلات التي وجدت نفسها في مأزق مالي في ظل متطلبات كثيرة ومصادر دخل ثابتة إن لم تكن منخفضة في ظل تغيرات سوق الأسهم الذي يجتذب السواد الأعظم من السعوديين.
إن الحاجة إلى رسم ميزانية عائلية بناء على تخطيط مسبق مع وضع جميع الاحتياجات والمتغيرات المستقبلية بعين الاعتبار يجعل إدارة الأزمات المالية في مثل هذا الظروف أخف وطئاً على العائلة. أخيرا، يبقى التخطيط السليم للميزانيات العائلية ضرورة ملحة تظهر مع كل أزمة موسمية تواجه العائلة، كيف لا وموسم هذا العام استثنائي بكل المقاييس.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي