اكتشافات خليج المكسيك تُضعف موقف أصحاب نظرية ذروة النفط

اكتشافات خليج المكسيك تُضعف موقف أصحاب نظرية ذروة النفط

هناك محصول طيب من اكتشافات النفط والغاز أخيرا، فتدفق النفط من بئر "جاك 2" التي اكتشفتها "شيفرون" في خليج المكسيك أخيرا يؤكد إمكانية إنتاج النفط من مناطق جديدة وعميقة، والأخبار تترى. ففي كالجري الكندية قامت شركة هسكي وشريكتها شركة النفط الوطنية الصينية باكتشاف للغاز الطبيعي في جنوب بحر الصين، كما قامت شركة نيكسن الكندية وشريكاتها "شيفرون" و"أنادوركو بتروليوم" بتحقيق اكتشافات نفطية في عمق خليج المكسيك أيضا.
هل يعني هذا أن نظرية ذروة النفط في طريقها للخروج ومن ثم إغلاق الأبواب؟ ليس بعد. فببساطة يمكن القول إنه ليست هناك اكتشافات كافية لتعوض عن النمو في الاستهلاك والتراجع في احتياطيات الحقول القائمة، كما يقول كريس شريبووسكي الذي يدير أكبر مركز أبحاث خاص بموضوع ذروة النفط. ويضرب مثالا ببئر "جاك 2" التي ستعطي عمرا إضافيا لإنتاج خليج المكسيك النفطي، لكنها لن تغير من الأمر شيئا. فالتقديرات في حدها الأعلى تضع الاحتياطي الذي تم اكتشافه في حدود 15 مليار برميل وبنسبة استخلاص صغيرة يمكن أن تعطي هذا الحقل معدل حياة في حدود سبع سنوات. وبما أن العالم استهلك في العام الماضي 31 مليار برميل، فإن ما يستخرج من "جاك" سيتم استهلاكه بين شهر إلى ستة أشهر.
ذروة النفط حدثت من قبل عام 1964 عندما تم اكتشاف حقول تحتوي على 60 مليار برميل، وفي عقد السبعينيات تم اكتشاف 40 مليار برميل فقط خاصة في بحر الشمال. وخلال السنوات العشر الماضية تم اكتشاف 11.5 مليار برميل كل عام في المتوسط، والعام الماضي بلغ حجم الاكتشافات 8 إلى 9 مليارات برميل فقط، وعليه فعالم اليوم يعيش أساسا على ما تم اكتشافه في السابق والمجهود الرئيسي في كيفية استخلاص ما هو موجود فعلا في الصخور.
ويرى القائمون على المركز أن فترة ذروة النفط يمكن الوصول إليها بين عامي 2010 و2011 وعندما يبلغ الإنتاج 92 إلى 94 مليون برميل من نحو 85 مليونا في الوقت الحالي. وهذه الأرقام مبنية على المشاريع المعلنة والمخطط لها إنتاج 50 ألف برميل يوميا فما فوق حتى عام 2013 وتقع في السعودية، أذربيجان، وخليج المكسيك بصورة رئيسية. أما نفط الرمال الكندي فسيتضح تأثيره بصورة واضحة بعد عام 2008.
ويقول شريبووسكي إن الاكتشافات النفطية ستستمر، وكذلك عمليات التطوير للحقول الجديدة، لكن لن يكون إيقاع هذه العمليات بالسرعة المطلوبة. ويلاحظ أنه مع أن الشركات تبالغ في الإعلان عن اكتشافاتها الجديدة، إلا أن الإنفاق على هذا الجانب يتراجع بسبب مخاطره العالية والقيود التي تعوق العمل مثل محدودية عدد الحفارات والفنيين المؤهلين.

الأكثر قراءة