أداء الصناديق السعودية في السوق الأمريكية أقل من مؤشراتها المعيارية في 2006.
<a href="mailto:[email protected]">mharthi@hotmail.com</a>
نشرنا في شهر رمضان المُبارك عدداً من التقارير عن الصناديق التي تستثمر في أسواق الأسهم العالمية ابتداءً من السوق الأمريكية وصولاً إلى الصين و الهند مروراً بالأسهم الأوروبية والآسيوية، في هذا التقرير والتقارير التي تليه في الأسابيع المقبلة سنُحلل أداء هذه الصناديق بعد انتهاء الربع الثالث ونرى ما أنجزه كل صندوق حتى يتعرف القارئ عليها أكثر، والبداية ستكون مع الصناديق السعودية المُستثمرة في سوق الأسهم الأمريكية.
الأسهم الأمريكية والربع الثالث
قبل استعراض أداء الصناديق السعودية المُستثمرة في الأسهم الأمريكية نرى أنه من الضروري أخذ فكرة سريعة عن أداء سوق الأسهم الأمريكية خلال 2006 بشكل عام، الأسهم الأمريكية منذ بداية العام الحالي وهي تحاول الصعود ونجحت في الصعود قليلاً حتى منتصف نيسان (أبريل) ثم هبطت بشكل كبير، أسباب الهبوط تعود إلى تخوف المُستثمرين من استمرار رفع الفائدة بداية العام مع تزايد ضغوط التضخم والارتباك من أن يؤثر تباطؤ النمو في أرباح الشركات كما ساهمت أسعار النفط المرتفعة آنذاك في إذكاء الانخفاض، الأجواء السياسية العالمية أثرت في السوق الأمريكية فمن العراق إلى كوريا الشمالية مروراً بأزمة إيران وبعض العمليات الإرهابية هنا وهناك.
الأمور تغيرت للأفضل في الربع الثالث بدءاً من تموز (يوليو)، حيث تبين للمُستثمرين أن البنك المركزي الفيدرالي توقف عن رفع الفائدة وثبتت عند معدل 5.25 في المائة، كما ساهم انخفاض أسعار النفط في معالجة الوضع وتحسينه، الأهم هو نجاح الشركات الأمريكية منذ النصف الثاني في تحقيق أرباح بينت أن تباطؤ الاقتصاد الأمريكي لم يؤثر فيها.
أداء الصناديق السعودية
توجد ثمانية بنوك سعودية تُقدم خدمة الاشتراك بصناديق استثمار في سوق الأسهم الأمريكية من خلال تسعة صناديق منها صندوقان لمجموعة سامبا المالية، وقد لقيت هذه الصناديق اهتماماً من قبل المُستثمرين نظراً لجاذبية سوق الأسهم الأمريكية وسمعته التي راجت بأنه منجم للذهب خصوصاً قبل عام 2000 مع تكون فقاعة شركات الإنترنت، لمزيد من المعلومات يمكن الرجوع لتقرير عن هذه الصناديق نشرته صحيفة "الاقتصادية" في الـ 20 من أيلول ( سبتمبر) أو الاطلاع عليه بموقع "الاقتصادية" الإلكتروني على هذا الرابط " http://www.aleqtisadiah.com/news.php?do=show&id=43910&archivedate=2006-0... "، في هذا التقرير بينا سياسة كل صندوق ومستوى الخطورة والمصاريف الإدارية.
للحكم على أداء أي صندوق استثماري فيجب مقارنة أداء الصندوق بمؤشر معياري اختاره مدير الصندوق، فمثلا لنحكم على أداء صندوق أسهم سعودية فإننا نقارن أداء الصندوق بأداء المؤشر السعودي TASI، بالنسبة لسوق الأسهم الأمريكية يوجد ثلاثة مؤشرات رئيسية هي داو جونز وناسداك ومؤشر S&P 500 وبالنسبة للصناديق الشرعية مثل صندوق الأهلي التجاري فيستخدم مؤشر داو جونز الإسلامي، وفي الجدول رقم (2) تجد ملخصاً للتغير في أداء هذه المؤشرات الرئيسية خلال عام 2006، فكل صندوق سعودي يستثمر في الأسهم الأمريكية اختار لنفسه مؤشراً رئيسياً ليكون معيارا للحكم على أدائه، فلو كان أداؤه أفضل أو مماثلاً للمؤشر نقول إن مُدير الصندوق نجح في إدارته للصندوق أما إذا كان أداء الصندوق أقل من المؤشر الذي اختاره كمعيار فنقول إن مدير الصندوق فشل في إدارة الصندوق.
بشكل عام فإن أداء الصناديق السعودية المُستثمرة في الأسهم الأمريكية من بداية 2006 وحتى نهاية الربع الثالث "نهاية أيلول (سبتمبر)" هو أقل من أداء المؤشرات الرئيسية لأسواق الأسهم الأمريكية وهذا يتضح بالمقارنة بين أداء الصناديق السعودية في جدول (1) وأداء المؤشرات الرئيسية في جدول (2)، لكن بمقارنة أداء الصناديق في الربع الثالث فقط بأداء المؤشرات الرئيسية فقد كانت معظم الصناديق السعودية أفضل حالاً.
أفضل صندوق سعودي استثمر في الأسهم الأمريكية منذ بداية 2006 وحتى نهاية الربع الثالث هو "صندوق الأسهم الأمريكية" الخاص بالبنك السعودي الهولندي حيث حقق ارتفاعاً بنسبة 7.64 في المائة، يليه صندوق "مؤشر الأسهم الأمريكية" الخاص ببنك "ساب" ثم صندوق "أمريكا الشمالية" الخاص بالبنك السعودي الفرنسي وكل منهما ارتفع بنسبة 5.94 و 5.18 على التوالي.
لكن في الربع الثالث وحده أي من بداية تموز ( يوليو) وحتى نهاية أيلول (سبتمبر) كان أداء الصناديق أفضل من المؤشرات الرئيسية وتغير ترتيب الأفضل منها، ويبدو أن مديري الصناديق قد غيروا من الأسهم التي يمتلكها الصندوق أو أن الأسهم نفسها تغيرت أسعارها للأفضل، والصندوق الأفضل أداء على مستوى الربع الثالث فقط هو صندوق "أمريكا الشمالية" الخاص بالبنك السعودي الفرنسي مرتفعاً بنسبة 7.25 في المائة، يليه صندوقان تابعان لمجموعة سامبا المالية بنسبة 6.95 و 6.28 على التوالي.
الأسهم الأمريكية والمُستقبل
حققت الشركات الأمريكية ربحية عالية خلال الربع الثالث ويُتوقع المُحللون أن تُحقق في الربع الثالث أرقام نمو جيدة، كما أن أداءها في تشرين الأول (أكتوبر) بعد الربع الثالث كان مميزاً بشكل فاق التوقعات، وقد تشهد الأسهم تصحيحاً خفيفاً في تشرين الثاني (نوفمبر) لكن على المدى الطويل فإن التوقعات تتحدث عن نمو جيد في سوق الأسهم الأمريكية، نظراً لأن أسعار الفائدة يُتوقع لها الاقتصاديون أن تنخفض في منتصف 2007 مما يقلل من تكاليف الاقتراض على الشركات وضغوط التضخم ستأخذ في الانحسار مع تباطؤ نمو الاقتصاد، ولكن الفرصة في نمو الشركات لتلك القادرة على الإبداع والابتكار لتحقيق الربحية وهذا يعرفه مديرو الصناديق أكثر من المُستثمر الشخصي.
الاشتراك في الصناديق السعودية المُستثمرة في الأسهم الأمريكية هو لمن يريد تحقيق أرباح على المدى الطويل أي ثلاث سنوات على الأقل و ليس للمشترك العجول الذي يريد تحقيق ربح سريع، فمثلاً لو رجعنا لأداء الصناديق السعودية المبينة في الجدول نفسها لوجدنا أن هذه الصناديق حققت أرباحاً جيدة خلال ثلاث سنوات يصل أعلاها إلى 38.7 في المائة وهو صندوق "محفظة الأسهم الأمريكية" الخاص ببنك الرياض، إذن هذه الصناديق هي فرصة لمن يريد اقتناص النمو المقبل في الاقتصاد الأمريكي ولكن على المديين المتوسط والطويل، ويرى البعض أن الأرباح ليست مثلما يتمناها ولكن هذا منطقي نظراً لأن سياسة معظم هذه الصناديق تقوم على معايير صارمة في اختيار الأسهم وليس المغامرة بأموال المُشتركين.
همسة لمديري الصناديق
عند مقارنة أداء الصناديق السعودية بأداء الصناديق الأمريكية التي تستثمر في مؤشر S&P 500 أو في الشركات الكبرى Large-Cap على سبيل المثال نجد أن أداءها منذ بداية عام 2006 وحتى نهاية الربع الثالث هو أفضل بكثير من الصناديق السعودية، فمعظمها حقق أرباحاً بين 10 و16 في المائة، هذا يعني أن المؤسسات المالية التي تتعاقد معها البنوك السعودية لإدارة أموال صناديقها لا تقوم بمهمتها على الوجه المطلوب، إن من حق المُستثمرين السعوديين المشتركين بصناديق البنوك السعودية أن تتعاقد لهم البنوك السعودية مع مؤسسات مالية تملك خبرة وإدارة ناضجة متمرسة تقود سفينة مدخراتهم التي ضخوها في هذه الصناديق نحو أرض أرباح لا تقل عن 10 في المائة خلال العام، لم لا وهذه المؤسسات المالية القادرة موجودة.
الاشتراك في الصناديق الأمريكية
نعم توجد صناديق أمريكية تقبل اشتراك غير الأمريكيين بها من خلال شراء وحدات فيها مثل الاشتراك في صناديق الأسهم السعودية، وعدد هذه الصناديق كبير ومختلف ويجب قبل الاشتراك بها أن يكون المشترك على معرفة بسياستها ويدرسها جيداً، يمكن الاشتراك في هذه الصناديق من خلال خدمة يُقدمها البنك الأهلي التجاري ومجموعة سامبا المالية، حيث يقدمان خدمة تداول الأسهم الأمريكية من خلال الإنترنت ليسهل تداول وحدات هذه الصناديق ولكن نؤكد على ضرورة دراسة أداء كل صندوق قبل الاشتراك وسياسته.
<img border="0" src="http://www.aleqt.com/picarchive/MASHOOOR.jpg" width="499" height="460" align="center">
<img border="0" src="http://www.aleqt.com/picarchive/MASHOOOR222222.jpg" width="499" height="377" align="center">