المضاربات تصعد بالأسهم الإماراتية في أول يوم تداول بعد العيد
سجلت أسواق المال الإماراتية مع استئناف عملها أمس بعد عطلة عيد الفطر تحسنا ملموسا مصحوبا بعمليات مضاربة في سوق دبي تركزت على سهمي "دو" و"تمويل" اللذين استقطبا تعاملات قوية رفعت من حجم التداولات إلى 1.5 مليار درهم ورفعت مؤشر سوق دبي 0.68 في المائة عكس سوق أبو ظبي التي حافظت على وتيرة انخفاضها بتداولات ضعيفة بلغت 61 مليون درهم.
وأعاد سهما "دو" و"تمويل" السيناريو ذاته الذي تكرر قبل شهرين عندما ظلا لأكثر من أسبوع يستقطبان بفعل المضاربات التي تركزت عليهما تداولات قوية تسببت في تحقيقهما قفزات سعرية غير مسبوقة وإن عادا إلى التراجع بعد ذلك. واستحوذ السهمان على أكثر من 70 في المائة من تعاملات سوق دبي أمس واحتلا المرتبتين الأولى والثانية في قائمة الأسهم الأكثر ارتفاعا وتداولا.
وأشاعت حالة الصعود التي عمت سوق دبي مع بداية التعاملات جوا من الارتياح لدى المستثمرين وإن ظلت أحجام التداولات ضعيفة نسبيا لم تتجاوز نصف مليار درهم حتى مرور ساعتين من البداية، إلى أن بدأت المضاربات تشتد على سهم "دو" الذي حقق قفزات سعرية سريعة دفعته إلى تجاوز الدراهم السبعة إلى 7.18 درهم قبل أن يغلق عند 6.96 درهم محققا أعلى نسبة ارتفاع في السوق نسبته 7.2 في المائة كما جاء أيضا في مقدمة الأسهم الأكثر نشاطا وتداولا بتعاملات قيمتها 616 مليون درهم.
وانتقلت المضاربات إلى سهم "تمويل" الذي حل في المرتبة الثانية من حيث نسبة الارتفاع 5.4 في المائة ووصل سعره إلى 5.23 درهم واستقطب تعاملات بقيمة 440.5 مليون درهم مزحزحا مع "دو" سهم "إعمار" القيادي في السوق من مكانه المعتاد كأكثر الأسهم نشاطا وتداولا حيث واجه السهم ضغوط بيع حاولت إرجاعه إلى ما دون 14.20 درهم غير أن تفضيل حاملي السهم عدم البيع عند مستويات الأسعار الحالية أسهم في استقرار السهم بين سعر الافتتاح 14.25 درهم وأعلى سعر 14.40 درهم وأغلق عند 14.30 درهم بارتفاع طفيف نسبته 0.35 في المائة وبتداولات قيمتها 217.5 مليون درهم.
وأرجع المحلل المالي محمد علي ياسين مدير مركز الإمارات التجاري للأسهم تركز التعاملات التي وصفها بالمضاربات على سهمي "دو" و"تمويل" إلى توقعات المستثمرين بأن "دو" ستحقق أرباحا قياسية شبيهة بتلك التي أعلنتها "تمويل" من وراء حصيلة الاكتتاب، حيث أعلنت "تمويل" أن أرباحها من وراء الاكتتاب بلغت قيمتها 700 مليون درهم و200 مليون من العمليات التشغيلية وهو ما أثر في حركة السهم في السوق ودفع المستثمرين إلى توقع تحقيق "دو" أرباحا مشابهة من وراء الاكتتاب، خصوصا أن الشركتين أجرتا اكتتابيهما في موعد متزامن من بداية العام الحالي.
وأَضاف أن توقع بدء تشغيل "دو" عملياتها منتصف كانون الأول (ديسمبر) المقبل شجع المستثمرين على شراء السهم وسط توقعات بأن الشركة ستحقق أرباحا في العام الأول بعكس ما ورد في نشرة الاكتتاب من أنها ستتكبد خسائر في العامين الأولين وستبدأ في تحقيق الأرباح في العام الثالث من التشغيل.
وحسب ياسين فإن تحركات الشراء لم تكن بهدف الاستثمار طويل أو متوسط الأجل بقدر ما أنها قفزات ناتجة عن المضاربات، لذلك من المبكر القول إن السوق آخذة في وضع حد لمرحلة الهبوط لكن إجمالا هناك تفاؤل يعم المستثمرين من أن الربع الأخير سيشهد تحسنا ملحوظا في الأسعار
وأوضح أن التوقعات تشير إلى إمكانية تحقيق نسبة نمو تراوح بين 15 إلى 20 في المائة بنهاية العام على اعتبار أن نتائج الربع الثالث رغم أنها جاءت ضمن توقعات المستثمرين قللت من مكررات ربحية غالبية الأسهم وجعلتها مغرية بالشراء إضافة إلى أن أنها أعطت مؤشرا على أن أرباح الربع الأخير لشركات معينة ستكون أكثر من جيدة، خصوصا تلك التي تسير أرباحها في منحنى تصاعدي كشركة إعمار العقارية، عكس قطاع البنوك حيث تتراجع ربحية عدد من البنوك القيادية وهو ما يشير إلى أن أسهمها ستتعرض للضغوط.