صناعة السيارات الكبيرة تتعايش مع تراجع المبيعات
في الوقت الذي تهيأ فيه المستهلكون الأمريكيون إلى أن يستمروا في دفع ثلاثة دولارات للجالون تغير الوضع واتجهت الأسعار إلى أسفل، إلا أن شيئا لم يتغير بالنسبة للانطباع حول أفضلية السيارات الصغيرة، الأمر الذي أصاب مصنعي السيارات العائلية الكبيرة والرياضية بضربة لا تزال تعاني منها.
فبعد تراجع سعر جالون الوقود بنحو 50 في المائة وبيعه بأقل من دولارين، فإن عودة المستهلكين إلى ذلك النوع من السيارات يبدو من باب الأماني غير القابلة للتحقق في المستقبل القريب. وتمثل أرقام مبيعات شهر أيلول (سبتمبر) الماضي صورة في غاية الإحباط، الأمر الذي دفع شركة فورد، أحد أكبر مصنعي هذا النوع من المركبات، إلى عرض تمويل دون فوائد على القروض المستلفة.
المنطق العام يقول إنه مع تراجع أسعار الوقود، فإن الاهتمام بعد الأميال التي تقطعها السيارة سيقل، لكن القليلين مستعدون للالتفات إلى هذا الجانب، وإنما التركيز على الانتظار لمعرفة إلى أي مدى ستنخفض الأسعار، وكم من الوقت ستبقى على معدلها المنخفض.
والرقم الذي تتجه إليه الأنظار إذا كان سعر الجالون سيتراجع إلى دولار واحد حتى يمكن إحداث تغيير في عادات المستهلكين الشرائية، ولو أن الانطباع العام أن احتمال ارتفاع سعر الجالون إلى أربعة دولارات أكبر من احتمال تراجعها إلى دولار واحد. فالقناعة السائدة أن الأسعار المرتفعة هي القاعدة.
صناعة السيارات تعتمد على التخطيط طويل الأجل، وعندما يتم تصنيع السيارات الكبيرة والرياضية لم يكن أحد يتوقع أن يصل سعر جالون الوقود إلى ثلاثة دولارات. وخلص مسح أجري في آب (أغسطس) الماضي إلى أن تكلفة تشغيل العربة أصبح همّا أساسيا للمشترين أكثر من عوامل مثل الاعتماد على النوعية، السعر، أو السلامة. ولهذا يتجه الزبائن إلى السيارات اليابانية لسمعتها الجيدة فيما يتعلق باستهلاك الوقود.
في عام 2002 عندما بلغت مبيعات السيارات الكبيرة قمتها، فإن 22.7 في المائة فقط من الراغبين في الشراء كان يرون أن موضوع سعر الوقود مهم في تحديد نوع السيارة التي سيشترونها، لكن بعد ثلاث سنوات فإن النسبة ارتفعت إلى 61.3 في المائة.
ولهذا فليس غريبا أن تشهد مبيعات هذه السيارات تراجعا بنسبة 18 في المائة في الأشهر الثمانية الأولى من العام، وذلك بعد تراجع 15 في المائة العام الماضي ومقارنة بتراجع من رقم واحد عامي 2003 و2004. وبسبب هذا التراجع ألقي اللوم على سعر الوقود المرتفع وعلى إعصار كاترينا الذي أسهم في ذلك.
لكن سعر الجالون شهد تراجعات ملحوظة، وليست هناك أعاصير للومها ورغم ذلك ظلت المبيعات في تراجع مستمر، ولهذا فأمام مصنعي السيارات وقت طويل قد يمتد إلى نهاية العقد الحالي حتى يمكن حدوث شيء من التغيير.