رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


إعادة إعمار لبنان والعاطفية أم العقلانية قبل دمار استراحة المحاربين

<a href="mailto:[email protected]">Alfaizdr2@yahoo.com</a>

إعادة إعمار لبنان هل هي حلم أم كابوس نستيقظ منه في كل مرة أم ديجافوو (بفرنسية اللبنانيين De Ja Vou (؟ كم مرة مررنا بالمعضلة نفسها إعادة إعمار وقبلها فلسطين والعراق ثم تدمير وكأنها أموال وثروات تهدر دون تثمين أو تخطيط للوضع داخل لبنان. صحيح أننا كعرب نستسلم للعاطفة بعد غسل أدمغتنا وهما بأننا انتصرنا. ومع أن إخواننا اللبنانيين يستحقون أكثر من عواطفنا إلا أننا يجب أن نفكر بعقلانية! وأن نفكر قبل إعمار البنية التحتية والمباني العمرانية, إننا يجب أن نبني البنية التحتية للحكومة اللبنانية والبناء المؤسساتي والسياسي الاقتصادي ثم الاجتماعي, وحفظ حقوقها من تدخل جيرانها أو منظمات غير تابعة لها. بمعنى أننا يجب أن نبني الدولة والكيان القانوني والسيادي للدولة واستقلالها وتحريرها من سيطرة أو تسلط جيرانها. وبعد ذلك نعمرها ولكن بالتخطيط العمراني الذي يركز على التخطيط الاستراتيجي ليمكنها من مواجهة المعارك والكوارث والحروب المستقبلية.

لقد أصبحت لبنان ملعبا للقرارات البطولية والطرزانية المنفردة وكل يفزع براية من العرب أو من يدعون الإسلام ولكنهم يقتلون إخوانهم وبني جلتهم أو يضعون الدين مسمار جحا وحجة لتنفيس الكره والضغينة والحقد الأعمى. مسلمون لا يعرفون الإسلام ويشوهونه ويقتلون النفس التي حرم الله قتلها, وبذلك يتساوون مع الغرب في كفرهم. ولا يعبأون بحياة مواطنيهم أو إخوانهم المسلمين وأطفالهم! بل يختبئون خلفهم أو كما نقول بالعامية " يقاقي ولا يلاقي" بل يختفي بين النساء والأطفال. وهل سنصدق "بروبوجندا" حزب الله وأنهم المنتصرون في الحرب بعد أن خسروا آلاف الصواريخ التي لم يكن لها جدوى واضحة بل الخسارة الفادحة أصابت من اختفى خلفهم حزب الله من النساء والأطفال اللبنانيين وما تكبدوه من أضعاف مضاعفة من الضحايا! ناهيك عن الخسائر المادية التي سندفع الثمن غاليا لها, بينما خسائر إسرائيل لا تذكر وستأتيها المساعدات من الغرب. أو هل نصدقهم مع المتطرفين من السنة في مذابح العراق وتعذيب وتشويه جثث إخوانهم المدنيين المسلمين العراقيين؟ وحتى المأتم لم تسلم منهم! إن ما قتله المسلمون فيما بينهم أكثر بكثير مما قتله الغرب منا!.

وكيف يطالبنا هؤلاء بالتبرعات والجهاد والروح العربية والإسلامية وعند الجد ينسوننا ويتخذون قرارات فردية دون التنسيق معنا وتعود دائما عليهم بالخيبة وفوق ذلك يتهموننا بالخذلان؟
وهل سنصدق أن الحرب انتهت؟ أو أن لبنان لن يكون مستقبلا ضحية لثورات أخرى؟ إنها استراحة المحارب لكليهما. فإسرائيل ستعيد حساباتها وتتجهز من جديد لأنها اكتشفت أو تأكدت تماما كما قال رئيس وزرائها إنها لا تحارب حزب الله بل إيران وسورية. فالحرب الأخيرة هي محاولة لجس النبض والتأكد من مدى جدية الدخول العلني لإيران وسورية. والآن بعد أن اتضحت لها الأمور ستقوم بالتخطيط الأكبر وبمساعدة الغرب للبدء في الحرب الباردة وعملية التجهيز التدريجي والتصفية على قياديي حزب الله واحدا تلو الآخر كما سبق أن نجحت فيه خلال السبعينيات والثمانينيات بالتصيد وقنص قياديي منظمة التحرير الفلسطينية وبعدها قياديي حماس والمستقبل لقياديي حزب الله. لحين يضعف ثم ستقوم بخلق العداء بين تلك الفصائل سواء المنظمات أو السنة والشيعة أو التفرقة القبلية. وإسرائيل دائما تنجح في فهم العقلية العربية وكيف تخلق العداوة بين العرب, ويكفينا مثالا وشاهدا الخلافات في الأمس القريب بين حماس وفتح.
ولبنان سيبقى إلى الأبد مسرحا لتلك المعارك, فإذا هدأ حزب الله فسيأتي الفلسطينيون, ومستقبلاَ قد يأتي العراقيون إذا استمر, كما يقولون, استعمار الأمريكيين وطنهم, والذي الآن تحتله إيران.
التخطيط مهم وموقع لبنان وأهميته للسياسة الدولية, خاصة الفرنسية والمسيحية, يحتمان علينا أن نعلم أننا في خضم منافسة وحرب غير واضحة من السياسة الدولية, وأن هناك لعبة أكبر منا. لذلك فإن إعمار لبنان عمرانيا، بعد بناء الكيان القانوني للدولة، يجب أن يتم للبنية التحتية وبناء المباني ويجب أن يخطط له بطريقة حديثة من التخطيط العمراني الذي يركز على التخطيط الاستراتيجي للمعارك والكوارث والحروب. وهذا يعني أنه لا بد من التركيز على البنية التحتية التي تستطيع تحمل ويلات الحرب. وهذا يشمل تجهيز المخابئ والملاجئ وشبكة من الخنادق المتواصلة تحت الأرض. وأشبه ما يكون بمدينة متكاملة تحت الأرض ومجهزة بالمياه والهواء والأغذية التي يمكن حفظها ويتم تجديدها دوريا. كما أن المباني فوق الأرض يجب أن يكون جزء كبير منها مصمما ومخططا ومنفذا بمواد مضادة للتفجيرات ما أمكن. وأن يكون تخطيط المناطق الحدودية من كل جهة وليس فقط حدود إسرائيل أكثر تركيزاَ على شبكة كشف الطائرات والصواريخ والأشعة تحت الحمراء لكشف التسلل البري وشبكات الإنذار المبكر.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي