"أرامكو" والوقود الممتاز الجديد ومسمى خمسة وإلا واحد
<a href="mailto:[email protected]">Alfaizdr2@yahoo.com</a>
أرامكو السعودية أكبر شركة لدينا في المملكة مع رفيقتها بترومين. بقي شعارها لقرون ولم يتغير إلا منذ سنوات قليلة. بينما هي يضرب بها المثل بين الشركات ويعتبر موظفوها أو من يتقاعدون منها أفضل موظفي المملكة ويتفوقون على خريجي هارفرد. وتكاد الدولة تعتمد عليهم في وظائفها. إلا أن الشركة ليس لها أي دور ملحوظ في التوعية بمنتجاتها أو الرفع من مستوى محطات الوقود سواء في الرفع من مقايساتها وتصاميمها أو المشاركة في تأسيس شركات نموذجية لتعبئة الوقود. وقد قادني إلى هذا الانطباع ما تناولته الصحف عن المنتج الجديد للوقود ذي الأوكتين العالي ممتاز أو بريميم 95 أوكتين. ومع إيمانهم الكبير بموضوع التسويق وأهمية الشخصية الاعتبارية Corporate ID وأهمية التنتيج أو تطبيع المنتجBranding وما يعود به عليها وعلى الدولة من القيمة المضافة، إلا أنها لم تعط هذا المنتج المرادف للممتاز الحالي 91 أوكتين، أية نوع من التصميم للشعار والشخصية الاعتبارية للمنتج والتسويق والدعاية له وكأنها مغصوبة عليه أو تبرع منها على المواطنين! مع تحديها وإنذاراتها لمحطات الوقود وطلبها منهم الاشتراطات الخاصة والتنفيذية لتغير الخزانات والتوصيلات والتي يجب تنفيذها لهذا النوع من الوقود وخلال فترة مائة يوم. كما أنها يجب أن تقوم من الآن بدورها في توعية المواطن بخصائص المنتج الجديد، وأنه يساعد على زيادة عملية الحرق داخل أسطوانة المكينة Combustionوعلاقته بتخفيف قرقعة مكينة السيارة Knocking وتخفيف التلوث البيئي. وأن يتم عمل دراسة أولية Pilot Study لمعرفة مدى تقبل الناس له ومدى الطلب عليه وحساسية سعر البيع قبل أن يتم تعميمه وتكليف أصحاب المحطات بالتعديلات.
لا أدري لماذا أو على أية نظرية تسويقية أو دراسة تم التفريق بين مسمى ممتاز 95 أو ممتاز 91، واختيار اللونين الأحمر والأخضر للمضخة، هل هو تمش مع إشارة المرور وسيكون اللون الأصفر لمضخة الديزل؟ وكأننا مازلنا في بدايات القرن الماضي. بينما حتى "أرامكو" غيرت لون شعارها إلى اللونين الأخضر والفيروزي.
هل كان هناك دراسة لعملية تصميم الشعار و تسويق ومظهر هذه المنتجات التي ستبقى معنا لنردد اسمها و لنشاهدها نحن وأطفالنا في جميع مدن المملكة وقراها وطرقها ومناهجنا الدراسية ووسائل الإعلام المقروءة والمرئية. ناهيك عما نصرفه من كتابة وطباعة الاسمين الطويلين في كل دفتر وقود أو فواتير المحاسبة. ممتاز 95 أو ممتاز 91. وإذا لم ندرس المسميات فإن النهاية ستكون أن عامل المحطة سيرمي بالمسمى الممل ليسألك هل تريد تعبئة خمسة أو واحد (اختصار 95 أو 91) بدلاَ من الاسم الطويل والمتشابه. صحيح أن الموضوع يبدو لـ "أرامكو" أنه شيء بسيط ومنتج كأنها مغصوبة عليه ولا يمثل المستفيدين منه إلا 20 في المائة من السيارات، ولكن لابد من احترام الذوق العام. حتى ولو كان هذا المتبع في بعض الدول فإننا نختلف لأننا أصل المنتج وذلك لا يبرر التهاون عن الإبداع.
نحن أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم ودولة البترول ومع ذلك لا ندلل مصدر رزقنا الأساسي ولا نهتم بشكل ومظهر منتجاته. أعتقد أن شركة أرامكو يجب أن يكون لها دور رائد في تسخير المنح للبحث العلمي والتطوير R&Dللرفع من مستوى المنتجات البترولية نوعاَ وشكلاَ، وكذلك العمل على رفع مستوى محطات الوقود لدينا في المملكة مملكة البترول، وأن يسخر جزء كبير من ميزانية "أرامكو" لهذا المجال، فنحن قد نكون أسوأ الدول في مستوى محطات الوقود ومظهرها المزري ودورات مياهها القذرة والمليئة بالنجاسات التي تنشر الأمراض المعدية، خاصة على الطرق السريعة، فلماذا لا يكون هناك نوع من التشجيع والقروض والتمويل لأصحاب المحطات لتشجيعهم على الرفع من مستوى المظهر والمستوى لمحطاتهم، وأن تكون أول من يهتم بتصميم محطات البترول ومضخاتها ومنتجاتها وذلك بالتعاون مع أمانات وبلديات مدن المملكة، وأن يتم اختيار الأنواع الحديثة من المضخات بالعدادات التي تقبل بطاقات الائتمان والصرف الآلي.
وأن يتم تخطيط وتصميم المحطات بالاستيحاء من النماذج والتصاميم العالمية بأسلوب نموذجي ينتهج مبدأ إعطاء الشخصية الاعتبارية Corporate Identity وبتفاصيل لتوحيد الألوان والأشكال والأسوار واللوحات الدعائية والإرشادية. كما يتم إعطاء قوانين وأنظمة لكل مشغل Tennant Design Criteria لتوحيد التصاميم والأشكال الخارجية والتقيد بالأنظمة التي تحكم المهنة. مع اتباع المواصفات العالمية للسلامة والإنذار من الحريق وإطفائه والأمن. وأن يتم تصميم المداخل والمخارج بطريقة مدروسة سواء داخل المدن أو خارجها مع إعطاء مسافات كافية للدخول والخروج وخاصة للشاحنات.
وفي نهاية المطاف فإنني أرى أنه أصبح لدينا الآن أربعة منتجات على الأقل في محطات الوقد وهي ممتاز 95 وممتاز 91 وديزل وكيروسين. لذلك فإنه يجب اختيار ألوان وشعارات صديقة ومحببة ومتناسقة مع بعضها لشعارات وألوان المضخات لكل وقود. وأرى أن شركة أرامكو وبترومين يجب أن تحاول معنا لبلورة مسميات وألوان وشعارات متناسقة بنمطية وسجية متناسقة ومترابطة Theme. وأن تتضافر جهودها مع الجهات الأخرى وأن تمول وتساعد على تطوير مظهر وتطبيع المنتجات والرفع من مستوى محطات الوقود لما في ذلك من قيمة مضافة لصناعة النفط والوقود ومنتجاته.
وهذا يقودني إلى موضوعي السابق حول أننا أهم الدول المصدرة للنفط في العالم ومع ذلك فإننا قد نكون أجهلهم معرفة بالنفط والوقود ومشتقاته من الوقود المرصص أو الخالي منه وأنواعه. حتى أننا درجنا على تسمية القازولين بالبنزين، بينما اسمه الحقيقي هو قازولين أو بترول وأن مادة البنزين هي مادة مضافة ومحسنة له لزيادة الأوكتين، فهل هذا من المعقول! دولة النفط التي من المفروض أن يشار إلى شعبها بالخبرة والسبق في البحث والتنقيب عن البترول وتكريره، التي يجب أن يكون لديها من القدرات والمهارات والتأهيل لمواطنيها في هذا المجال ما يسد حاجة العالم، وأن تكون السعودة والتدريب والمحفزات فقط لهذا المجال.
إن حجم الثروة النفطية في المملكة يحتم علينا أن نخصص جزءا كبيرا من استثمارات البترول للبحث والتطوير والتدريب، وأن يكون هناك أكثر من شركة أرامكو وأكثر من جامعة بترول ومعادن، وأن تخصص وتطرح شركات أخرى في هندسة الطاقة والنفط وتكريره وتصنيعه وتحويله إلى المنتجات الطرفية، مثل زيوت المحركات وأنواع الوقود المختلفة وتسويقه ونقله. وتكوين شركات تدار بكوادر سعودية للبحث عن البترول والتنقيب وغيره.