تأمين الإمدادات يبشر بمزيد من الانخفاض في أسعار الوقود
أخيرا بعض الأخبار الطيبة للمستهلكين الأمريكان: أسعار البنزين في محطات الوقود الأمريكية بدأت في التراجع، والسبب يعود إلى زيادة الإمدادات وتراجع سعر برميل النفط الخام والإيثانول الذي يضاف إلى الخام عند التكرير لإنتاج مشتقات مكررة أقل تأثيرا في البيئة.
وبثت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أخيرا تقريرا نتيجة مسح قامت به وغطى 800 محطة على نطاق الولايات المتحدة، أوضحت فيه تراجع متوسط سعر الجالون بمقدار 7.9 سنت إلى 2.85 دولار، وهو أقل سعر منذ السابع عشر من نيسان (أبريل) الماضي، لكن هذا المعدل يزيد 24 سنتا على كان عليه الوضع قبل عام. كما حققت الأسعار تراجعا بمعدل 15.5 سنت خلال فترة الأسبوعين المنتهية في الخامس والعشرين من الشهر الماضي.
لكن مسحا آخر أشمل قامت به شركة خاصة هي لندبيرج وغطى سبعة آلاف محطة وقود، توصل إلى أن سعر الجالون تراجع 15 سنتا خلال فترة الأسبوعين المشار إليها ليصبح متوسط سعر الجالون على نطاق البلاد 2.87 دولار. رغم أنه في منطقة واشنطن الكبرى، فإن السعر يظل أعلى وفي حدود 2.99 دولار للجالون. ووفقا لهذا المسح يعتبر هذا أعلى تراجع منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي وبعد اتجاه الأسعار إلى أسفل عقب الارتفاع الشديد إثر إعصاري كارتينا وريتا قبل عام، وما تبعهما من زيادة في سعر الخام.
وبصورة أكثر تفصيلا تبدو مناطق الساحل الغربي الأمريكي أغلى، إذ لا يزال الجالون يباع بنحو 3.04 دولار، كما أن لوس أنجلوس تعتبر أغلى مدينة فيما يتعلق بالوقود، حيث يكلف الجالون 3.13 دولار.
مناطق الخليج هي الأرخص بتكلفة 2.74 دولار، والأفضل هي كليفلاند، حيث يباع الجالون بنحو 2.63 دولار. أما بالنسبة للديزل الذي تستخدمه الشاحنات، فإن منطقة جبال الروكي تظل الأغلى حيث يباع الجالون بنحو 3.35 دولار والأرخص هي ولايات الأطلسي والجالون يكلف فيها 2.90 دولار.
التوقعات تشير إلى المزيد من الانخفاض في الأسعار ما لم يحدث انقطاع في حجم الإمدادات. بل هناك من يرى في الوضع بوادر تخمة، كما يشير مسح "لندبيرج"، خاصة مع قرب انتهاء فصل الصيف وبالتالي موسم قيادة السيارات، حيث يزيد الطلب عادة.
وكان موسم قيادة السيارات قد شهد ضغوطا هذا الموسم على رأسها تزايد الاتجاه إلى خلط الوقود بالإيثانول نتيجة لطلب الكونجرس، هذا إلى جانب تأخر عمليات الصيانة وإصلاح المرافق النفطية في منطقة خليج المكسيك التي تعرضت إلى أعاصير العام الماضي. وهناك بالطبع الخوف من انقطاع الإمدادات بسبب التوترات في العديد من الدول المنتجة وعلى رأسها منطقة الشرق الأوسط.
يذكر أن الشركات النفطية تمكنت من التواؤم مع هذه الأوضاع وتراجع القلق من حدوث انقطاع في الإمدادات، وهو ما عبر عن نفسه بتراجع أسعار الخام من قرابة 80 دولارا للبرميل لتستقر فوق 70 دولارا بقليل.