رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


الخطوط السعودية .. الخدمات الممتازة والمواعيد

أستهل مقالي هذا بنفس مضمون ما سبق أن بدأت به مقالي المنشور في صحيفة "الرياض" بتاريخ 14/5/1421هـ الموافق 14/8/2000م، عندما قلت إن وظيفة الكاتب الأمين هو النقد البناء الهادف الذي يساعد على معالجة الأخطاء وتلافي السلبيات والتوعية بحصولها لكيلا تتكرر مستقبلا، لأن النقد البناء ليس من قبيل التشهير كما يحلو لبعض الناس تفسيره ضد من يكتب عن بعض ملحوظاته وما رآه من سلبيات، ذلك لأن رسالة الكاتب الصادق ليس كيل المديح والإطراء لمن يقوم بواجباته والتزاماته بل المهم هو بيان الأخطاء والقصور والتقصير الذي يحصل أقول هذا الكلام للمرة الثانية لما لاحظته من تأخير حصل للمرة الثانية وتكرر بعد ست سنوات تقريبا مما سبق أن كتبت عنه في مقالي المشار إليه آنفا بعنوان (الخطوط السعودية ومدى الشعور بالمسؤولية؟!!) والتأخير في البلد نفسه (ماليزيا/ كوالالمبور) إذ كنت أقضي جزءا من إجازتي هناك وعند الرغبة في العودة يوم الإثنين 13/7/1427هـ الموافق 7/8/2006م على الرحلة رقم 3829، كنت قد بادرت بتأكيد الحجز للعودة قبل أربعة أيام، وبالتحديد يوم الخميس 3/8/2006م الساعة (9.19) صباحا وذكر في التأكيد نفس الموعد المحدد للإقلاع في التذكرة الساعة (17.15 أي " 5.15 ") دون إبداء أية ملحوظات حول تأخير الإقلاع فحضرت قبل الموعد المحدد بساعتين ونصف لأجد المفاجأة غير المتوقعة أن موعد الإقلاع هو الساعة (21.20 أي "9.20 ") بتأخير مدة أربع ساعات وخمس دقائق، وأقول المفاجأة لأن المسؤول في الخطوط الذي قام بالتعديل لم يعلن عن هذا التأخير قبل ذلك بوقت كاف حتى يمكن لنا البقاء في الفندق حتى الموعد الجديد والأكثر من ذلك أن الطائرة حسب تذكرة الإركاب كانت من كوالالمبور إلى الرياض مباشرة فعدل ذلك بحيث تقع في مطار الملك فهد في المنطقة الشرقية، كل ذلك تم دون أن يهتم من قام بهذا التعديل بالمسافرين وما يترتب على هذا التعديل من آثار ضارة بهم وتأثير ذلك في نفسياتهم، خصوصا أصحاب العائلات والأطفال الذين مكثوا الساعات الطويلة في المطار وانعكاسات ذلك ـ سلبيا ـ على التعامل مع الخطوط السعودية التي يجب عليها باعتبارها مؤسسة حكومية الاهتمام بالمواعيد والدقة والانضباط التام وفي حالة حصول ما يوجب تعديل المواعيد لأي ظرف كان أن تبادر بإخطار المسافرين بذلك . وفي حالة حصول مثل هذا الخطأ أو التقصير أن ينقل المسافرين إلى أقرب فندق للاستراحة فيه حتى يحين وقت الإقلاع.
والغريب في الأمر أنه لم نعرف أسباب التأخير والتعديل ولم يبد أي اعتذار وكأن ما حصل كان من الأمور العادية جدا، أو التي يتكرر حصولها دون اهتمام بالمسافرين وما يحصل لهم من أضرار نتيجة التأخير فقد وصلت الطائرة إلى كولالمبور السـاعة (3.30) ظهرا أي (15.30) قبل موعد الإقلاع المحدد بالتذكرة بساعتين تقريبا، ونظرا لاهتمامي بما حصل فقد كنت أتساءل عن أسباب التأخير ما دامت الطائرة قد وصلت قبل الموعد المحدد للإقلاع بوقت كاف لتجهيزها للسفر وقول هل هو لعطل أم من أجل راحة طاقم الطائرة؟!! وعند دخول الطائرة سألت إحدى المضيفات عن أسباب التأخير فأبدت الاعتذار عن معرفة ذلك، وبدخول أحد أفراد طاقم الطائرة سألته فقال (لظروف لكنه لم يفصح عنها) وهذا يعطي انطباعا غير مناسب، ويجعل الإنسان يعتقد أن ما حصل ويحصل فيه عدم مبالاة واهتمام بالمسافرين وكأن لا شأن بما حصل من تأخير، ولا صلة لهم بالتعامل مع أنهم هم الأصل الذي من أجله تقدم الخدمة، ولولاهم ما كان وجود الطائرة وطاقمها، إن الاهتمام بالمسافرين من حيث الانضباط وتحديد المواعيد بدقة من الأمور المهمة والضرورية لكي تكون الخطوط السعودية في مستوى المنافسة للطيران الأجنبي.
وبعد ما تقدم ذكره لا أريد أن أتكلم عما ترتب على التأخير من آثار على المسافرين، لأن لكل واحد منهم آثارا مختلفة، والمهم أننا لم نصل إلى الرياض إلا الساعة الواحدة بعد منتصف الليل.
وبصفتي مواطنا أحبذ السفر على طائرات الخطوط السعودية حتى بالنسبة إلى السفر إلى الخارج تشجيعاً للخطوط الوطنية، ولذا فإنني أدعو المسؤولين في الخطوط السعودية وعلى رأسهم المدير العام الجديد إلى الاهتمام بتقديم الخدمات الممتازة والمواعيد الدقيقة وعدم تكرار التأخيرات التي تحصل ـ دائما ـ ويتذمر منها المسافرون إذ قد ذكرت لي حالات تأخير كثيرة، وأن يهتموا بكسب ثقة المسافرين أمام المنافسات التي تحصل من الخطوط الأجنبية إذ إن عددا من المواطنين يسافرون على الخطوط الأجنبية سواء الخليجية أو غيرها تلافيا لما يحصل من تأخير الخطوط السعودية وعدم الانضباط، وأرجو أن يكون لكتابتي هذه الدور المأمول في إصلاح الأخطاء وتلافي السلبيات من تقصير أو قصور مستقبلا، وألا يكون رد المسؤولين بالخطوط بمثل ما عقب به المدير العام السابق على مقالي الذي أشــرت إليه آنفا عندما قال (السعودية تتفوق على جميع شركات الطيران الأمريكية ومعظم الأوروبية في الانضباط) وذلك في صحيفة "الرياض" في يوم الإثنين 6/6/1412هـ الموافق 4/9/2000م، والذي عقبت عليه بما يؤكد عدم صحة ما ذكره بمقالي الذي نشر في صحيفة "الرياض" نفسها يوم الأربعاء 22/6/1421هـ الموافق 20/9/2001 م، وذلك في أربع فقرات ذكرت فيها حالات التأخير التي أعرف عنها معرفة موثقة بكتابات أشرت إليها وشكرته على تعقيبه الذي يبين ـ بحد ذاته ـ الجانب الإيجابي بالتفاعل مع ما كتب وإن حاولوا قدر المستطاع الدفاع عن أنفسهم بكل السبل والظهور بمظهر المؤدي لمسؤولياته، ناهيك عن تلمس العذر الشرعي عما يحصل من تأخيرات.
إنني بصفتي كاتبا يهتم بالشأن العام لكل ما يهم المواطنين والوافدين وبما يقصد منه الإصلاح وتلافي الأخطاء فضلت كتابة مقال عما شاهدته وعايشته في الصحافة لما له من أثر باعتبارها (السلطة الرابعة) إذ قد لا تفيد الكتابة الشخصية للمدير العام إذ لاحظت أنه لا يكتب في مجلة المؤسسة (أهلا وسهلا) إلا المديح والإطراء مع أن أداء الواجب لا يحتاج إلى ذلك، بل من الواجب على كل مواطن قادر أن يكتب عن كل ما يشاهده من ملحوظات وسلبيات حتى يساعد على تلافيها مستقبلا. والله من وراء القصد، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي