رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


إدارة الأزمات والكوارث ومخاطر الحرب

<a href="mailto:[email protected]">Alfaizdr2@yahoo.com</a>

إدارة الأزمات والكوارث والمخاطر هي إحدى أهم الهيئات التي يجب أن نخطط لوجودها سواء في أوقات الحرب وما تسببه من إصابات وضحايا وتأثيرات الإشعاعات النووية والذرية والغازات الكيميائية. أو أوقات السلم مثل إدارة الأزمات والكوارث (الزلازل والفيضانات وانقطاع الكهرباء أو الماء). وقد يكون من المناسب البدء في التجهيز للحالتين من الآن سواء جاءت الحرب أم لا, فهي خطط استراتيجية وتقوم معظم الدول بـتجهيزها والإعداد لها لتكون معروفة للجميع سواء لتوقع الحرب أو لتوقع انتشار غازات كيماوية أو سامة بفعل اعتداءات خارجية أو داخلية بسبب غلطة في بعض المختبرات أو خزانات المواد الكيميائية. وهناك محوران مهمان لإدارة الأزمات: الأول خطة مسبقة لحماية وإنقاذ الأرواح والمنشآت أثناء الأزمات والحروب. والآخر هو إعداد خطة عمل للطوارئ واستمرارية العمل في مؤسسات الدولة في حالة حصول أي ظروف طارئة, لا سمح الله, مثل الزلازل والفيضانات وذلك لضمان استمرارية العمل للأجهزة المهمة في الدولة خلال تلك الأزمات. Business Continuity & Contingency Plan. وقد يكون المجلس الأعلى للأمن القومي هو أول المنوطين بذلك بالتنسيق مع وزارة الدفاع ومنشآتها مثل الدفاع المدني والأمن العام ووزارة الصحة. ولكني ومجموعة كبيرة من القراء ليس لديهم فكرة أو تصور ولو بسيط عن مهام تلك الهيئة! أو علاقتها بموضوع إدارة الأزمات والكوارث التي قد تلحق بنا, لا قدر الله.
ويعنى المحور الأول بالتحسب للأزمات قبل وقوعها عن طريق التخطيط المسبق, وهو أمر مهم للغاية خاصة أننا عشنا غزو العراق للكويت وما أصابنا ونعيش حالياَ الحرب المستمرة بين العدو الإسرائيلي وحزب الله والتي دفع ثمنها الشعب اللبناني. فالتصريح الأخير لرئيس الوزراء الإسرائيلي الذي كشف فيه بصراحة أنهم لا يحاربون حزب الله وإنما إيران وسورية قد يؤكد أن هناك نوعا من التخطيط المسبق للمواجهة مع إيران. وقد يكون انتقال البوارج الأمريكية والذي تعلله أمريكا بأنه لهدف إنقاذ المواطنين الأمريكيين من لبنان, ولكن تلك البوارج في الحقيقة لم تقم بذلك بل تم تسفيرهم عن طريق سفن وطائرات أخرى وتجارية. لذلك فإن وجود الأسطول الأمريكي هو فقط عملية تهيج وإغراء لحزب الله ليقوم بأي غلطة لضرب أو تفجير إحدى تلك البوارج والذي تتمناه أمريكا كذريعة تسمح لها بالدخول في المعركة ضد إيران. وقد يكون ذلك مؤامرة سبق التخطيط لها لمواجهة إيران وضرب مفاعلها النووي الذي عجزت الطرق الدبلوماسية عن تحقيقه.
وهذه التصريحات توجب علينا الحذر من قيام حرب طاحنة بينهما, وهذا قد يؤثر فينا حيث قد نستهدف. (ومن لا يقوى على الحمار عليه بالبردعة). ومع أن الحرب قد تكون محسوبة بدقة بين أمريكا وإسرائيل إلا إنها قد تطولنا. لذلك فإنه يجب علينا أن نتوخى الحذر من كليهما, فالعدو الإسرائيلي لن يعبأ بقتل الأبرياء كما فعل مع اللبنانيين! فماذا أعددنا لحماية أنفسنا.
إننا على الأقل يحب أن نبدأ من الآن في التوعية والتجهيز لمخاطر الحرب. واهم الخطوات هي البدء في حماية الأرواح والحد من خسائرنا البشرية عن طريق التخطيط والتجهيز للملاجئ تحت الأرض والمزودة بمياه للشرب وبعض الأطعمة المحفوظة لنساؤنا وأطفالنا على الأقل. وإعادة تأهيل نظام الإنذارات من الصواريخ, وتجهيز نقاط إسعافات للطوارئ تحت الأرض. وذلك عن طريق خرائط جغرافية بنظام GPS واضحة لمواقع يمكن الاتصال بينها وبسهولة, ولتسمح بسرعة توصيل الجرحى إلى المستشفيات أو لحركة الجنود وأفراد الجيش. وأن يتم الإعلان في الصحافة والإنترنت للمواطنين عن تلك الخطط أو على الأقل أن تكون جاهزة ليتم الإعلان عنها وقت الحاجة, لا سمح الله.
وقد يتعدى الأمر ذلك على تجهيز ملاجئ تحت الأرض مصممة للحماية من الأشعة النووية والغازات السامة.
الاحتياط واجب ومثل هذه الاستعدادات يجب أن نبدأ بها سواء حلت الحرب أو لم تحل فهي ضرورة تبقى للأيام المشؤومة وللأجيال المقبلة. ومعرفة العدو أن لدينا مثل تلك الخطط قد يقلل من عزيمته على القتال.
بينما يعني المحور الآخر بخطة لاستمرارية العمل BCCP بمؤسسات الدولة المهمة خلال الأزمات وهي في غاية الأهمية والتعقيد نظراً لأنها تعني أخذ الاحتياطات المطلوبة لمتغيرات أو مخاطر يصعب التنبؤ بها وبمصدرها أو حجمها. وهو أسلوب عمل متشعب ومتكامل مصمم ليمكن تطبيقه على جميع أنواع المخاطر المحتملة والتي قد تؤثر في سير العمل بالدولة وتشمل البنية التحتية والأساسية التي تساند عمل الدولة ومؤسساتها المنتشرة في أنحاء المملكة.
وتهدف الخطة بشكل خاص إلى تكوين فريق للعمل وصياغة كتيب أو مرشد للخطة يعنى بما يلي:

* ضمان استمرارية عمل المؤسسات الرئيسة وخطوات المساندة وذلك بتحديد وتقييم وإدارة ومعالجة المخاطر التشغيلية.
* توفير خدمات غير منقطعة للمواطنين.
* ضمان سلامة وأرواح موظفي تلك المؤسسات من المخاطر.
وعند التفكير في عمليات الطوارئ يجب أن نضع نصب أعيننا ثلاثة عناصر مهمة وهي أن عمليات الطوارئ نادراً ما تسير كما خطط لها ولذلك فإن تعريف كلمة طارئ يعني فقدان التحكم. لذلك فإن خطة الطوارئ تعطي الإطار العام ونقطة الانطلاق لمواجهة حالات الطوارئ الفعلية. كما أن التعامل مع الحالات الطارئة فريد من نوعه إذ إنها تتطلب التفكير والعمل بصورة غير طبيعية ومخالفة لظروف العمل الاعتيادية. وإن التدريب هو أساس عمليات مواجهة الطوارئ حيث إن أي عملية لمواجهة الطوارئ لم يسبقها تدريب جيد سيكون مصيرها الفشل.
ولأجل تنفيذ خطة طوارئ واستمرارية العمل فإن هناك نوعين من حالات الطوارئ: محدودة وهي الحالات التي قد تؤثر في استمرارية العمل بصورة مؤقتة وهي ذات طابع داخلي ويمكن معالجتها ببساطة مثل تعطل الاتصالات المحلية وخطوط الهاتف عالية السرعة للحاسب الآلي Leased Lines أو تعطل البرنامج الحاسوبي الرئيسي لشبكات الحاسب Main farme soft ware.
أو عامة وهي حالات توقف العمليات الاعتيادية بمقر العمل وتتوجب الانتقال إلى مقر مؤقت خارج المبنى لضمان أو إعادة استمرارية الحد الأدنى من العمل. وخاصة في حالات الحرب أو الزلازل. لذلك فإن الموقع البديل حسب المقاييس العالمية لا بد أن يكون بعيداً بمسافة لا تقل عن 250 كيلو مترا أو في مدينة أخرى. أو في حالات انقطاع التيار الكهربائي المحطات الرئيسية أو امتناع الدخول إلى المبنى سواء بسبب حريق، انهيار، متفجرات، انفجار ماسورة مياه أو مجارٍ. هذه الحالات حتى لو كانت دون خسائر بشرية فإنها تسبب منع الوصول إلى المنشأة. وهي حالات قد تتطلب إخلاء الموظفين من المبنى وبالتالي لا بد من تحديد مكان لإخلاء الموظفين ونقاط تجمعهم ويلتزم الوضع وجود طبيب.
الموضوع يستوجب فريق بحث علمي لدراسة المتغيرات المناخية العالمية وظاهرة زيادة معدلات الحرارة, فقد نتوقع أن يأتي اليوم الذي تصل فيه الحرارة إلى درجات فوق 50 درجة وعندها يجب أن نخطط لملاجئ مكيفة للحماية من الحرارة. أو احتمال زوابع أو ريح صرر عاتية! حمانا الله من كل شر, ولكن الاحتياط واجب.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي