بين الكلباني والقطامي
<a href="mailto:[email protected]">saad@aleqt.com</a>
يحظى بعض القراء بشعبية كبيرة بين الناس, خصوصا فئة الشباب ففي أيام شهر رمضان لا تكاد تجد لك موطئ قدم هنا في الرياض في مسجدي الملك خالد في أم الحمام الذي يؤمه الشيخ عادل الكلباني ومسجد القاضي الذي يؤمه الشيخ ناصر القطامي، حيث يؤكد المتابعون أنهما أكبر مسجدين يكتظ فيهما المصلون وثالثهما جامع الدخيل للشيخ ياسر الدوسري والرابع جامع الأمير خالد بن سعود الذي يؤمه الشيخ ماجد الزامل هذه الأربعة كما نقل لي هي أكثر مساجد الرياض كثافة بالمصلين في شهر رمضان، وهي إضافة لذلك تمتلك التنظيم الجيد لحركة السيارات في المواقف المخصصة لها ولديها القدرة على اسيابية المرور دون توقف وفوضى.
وبنظرة على الفئات التي ترتاد هذه المساجد حسب أقوال شهود عيان أن أكثر فئة الشباب تتجه للمساجد التي يؤمها القطامي والدوسري والزامل بينما الذين أعمارهم فوق الـ 30 هم الأغلبية في الصلاة مع الشيخ الكلباني لأنهم تعودوا عليه من سنوات طويلة ويرتاحون لصلاته، والحقيقة أن النشاط الكبير للناس في هذا الشهر العظيم وإقبالهم على الله يؤكدان المكانة العظيمة لشهر القرآن، شهر الخيرات، شهر الانتصارات، فروحانيته مختلفة ومثابرة الناس في التنافس على الطاعات والعمل على كل ما يقربهم من الله هما مضرب المثل، ورمضان فرصة كبيرة للتوبة خصوصا وأن مردة الشياطين مصفدة وليس هناك عدو إلا شياطين الأنس الذين نسأل الله أن يتكفل بهم، ولعل الملاحظ على بعض الناس في هذا الشهر هو نشاطهم في بدايته ثم التراجع رويدا رويدا فيما تبقى من الشهر حتى تلك المساجد المكتظة يبدأ بعض المصلين في التكاسل في الذهاب إليها في الأيام الأخيرة لدواع مختلفة فالمؤمل منهم أن يكون نشاطهم وعملهم دؤوبا في كل أيام الشهر.
كما أن من البشائر الطيبة والخيرات العظيمة وهو ما يلفت النظر في هذه المساجد وغيرها من مساجد هذه البلاد المباركة استغلال أئمة المساجد تواجد الكثافة الكبيرة للمصلين في رمضان بتنظيم محاضرات وكلمات متنوعة ونافعة لكبار العلماء والدعاة نسأل الله أن ينفعهم، وهذا فضل عظيم يحصل عليه المصلون يزيد من إيمانهم ويرفع معنوياتهم وحبهم لدينهم والعمل له بشكل أكبر ومكثف.
والإقبال الكبير على العبادة في رمضان جعلنا في سنوات ماضية نشاهد بعض المشهورين في بعض المجالات يتخيرون المساجد التي يصلون بها ومنهم من كان يصلي مع الشيخ عادل الكلباني وربما لايزال دون تحديد أسماء لذلك والحال الآن أيضا أن بعض المشهورين أيضا تجدهم يصلون مع الشيخ القطامي، وهذا يدل على عظمة هذا الشهر الذي جعل الجميع يتفرغ لعبادته فيه وهذا يساهم في زيادة الإيمان ويقربهم من الله، ويرتفعون بأنفسهم إلى المكانة التي يرجونها.
وفي يقيني أن طلب الثبات على هذا النشاط والحيوية الإيمانية يحتاج إلى الدعاء المستمر والمثابرة والمجاهدة وفعل كل الأسباب المعينة على ذلك (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) فلا بد من الاستفادة من صلاة التراويح والاستماع إلى الأصوات الجذابة والعمل على إدامة التأثر بكلام الله بتلاوته مع الاستماع إليه لا أن يكون التأثر بالأصوات فقط بل بكلام الله.
ودون شك أن هؤلاء الأئمة مأجورون عند الله كل على حسب نيته, نسأل الله لنا ولهم الإخلاص في العمل، والقبول، ولا بد من الاستزادة الدائمة من كلام الله بتدبر وخشوع في قراءات فردية يخلو فيها الإنسان بربه ويردد آياته فهي كفيلة بزيادة الإيمان بين الوقت والآخر وكلما كان قلب الإنسان معلقا بربه كلما كان لهذه الآيات التأثير في سلوكه وفي طريقة تعامله مع الناس، فقد كانت عائشة رضي الله عنها تجيب عمن يسألها عن خلق النبي، صلى الله عليه وسلم بقولها: كان خلقه القرآن عليه وآله أفضل الصلاة والتسليم، فما أحوجنا إلى أن نكون ممن يتخلقون بخلق القرآن ففيه الإجابة عن كل ما يحتاج إليه الإنسان في أمور دينه ودنياه, نسأل أن يجعلنا ممن يهتدي بكلامه ويسير على دربه ويتخلق بخلقه, إنه ولي ذلك القادر عليه.