إعمار بين السيولة والاستثمار
يكثر الحديث حالياً في السوق عن تأثير إدراج "إعمار" على السيولة المتاحة في سوق الأسهم، والمتابع لهذه الأحاديث يستطيع أن يرى أن غالب الآراء تتوقع التأثير السلبي على السوق استناداً إلى حجم الأسهم التي ستعرضها إعمار. وللحديث عن تأثير "إعمار" على السوق فإنه لا بد من التعرف على أربعة متغيرات أساسية من المتوقع أن تحدد اتجاه هذا التأثير سلباً أو إيجاباً.
والواقع أن حجم السيولة المتاحة في البلد يعتبر أول هذه المتغيرات التي ستحدد تأثير إدراج "إعمار" على السوق. ويظهر تقرير مؤسسة النقد عن السيولة المحلية الصادر أخيرا أن هناك نموا شهريا للسيولة النقدية المحلية في شهر آب (أغسطس) بنحو 2.4 في المائة، محققة ارتفاعا قدره 611.9 مليار ريال. كما أن هذا التقرير يظهر نموا في السيولة المحلية خلال الأشهر الثمانية الماضية بما مقداره 10.6 في المائة. ولا شك أن هذا المتغير وحده يُنبىء بعدم تأثير "إعمار" على السيولة في السوق باعتبار الحجم الكبير للسيولة المتاحة في البلد.
وبالنظر إلى المتغير الثاني وهو حجم الأسهم المتاحة للتداول من شركة إعمار نجده 255 مليون سهم ، ستتحدد قيمتها السوقية الإجمالية حسب سعر السوق عند الإدراج . إلا أن هذه الـ 255 مليون سهم لا يتوقع أن يتم تداولها جميعاً ، فهناك من المساهمين من سيحتفظ بها كاستثمار استراتيجي ولن يعرضها في السوق في المدى القصير. ومع ذلك فإنه من المتوقع أن يقوم صغار المستثمرين ومن مني بخسائر في السوق أخيرا بعرض أسهمه في الأيام الأولى للإدراج حتى يعوض خسائره في السوق، إلا أنه يصعب تحديد عدد الأسهم التي ستعرض في الأيام الأولى للإدراج. ومن هنا فإن التوقعات العشوائية هي أحد أساليب التقدير المتاحة، ومن ثم لو افترضنا عرض 10 في المائة من الأسهم المتاحة (255 * 10 في المائة) خلال الأيام الأولى وبسعر متوسط قدره 50 ريالا للسهم، فإن هذا يعني أن القيمة المتداولة لـ "إعمار" ستبلغ نحو 1.25 مليار (مليار وربع المليار) ريال يومياً.
أما المتغير الثالث الذي سيحدد تأثير إدراج "إعمار" فهو حجم التداولات اليومية في السوق. وبحسابات بسيطة يتضح لنا أن فترة الاسابيع الأربعة السابقة شهدت تداولات تتراوح قيمتها بين 17 و 35 مليار ريال في اليوم وبمتوسط قدره 25 مليارا في اليوم. وبناء على الحسابات التقديرية للمتغير الثاني أعلاه، فإن نسبة تداولات "إعمار" اليومية يتوقع أن تتراوح بين 0.05 و0.07 في المائة من تداولات السوق اليومية.
أما المتغير الأخير ولعله الأصعب نبوة بين المتغيرات الأربع فهو السلوك الاستثماري للمتعاملين في السوق. والواقع أن هذا المتغير سيكون له تأثير قوي على المتغيرات الثلاثة السابقة، وبالتالي فإنه سيكون من سيقرر تأثير "إعمار" على السوق. ولعلي هنا أعترف بعدم قدرتي على التنبؤ بهذا المتغير فهو متغير يحكمه عوامل نفسية يصعب تحويلها إلى لغة الأرقام.. وكما يقول العرب.. يأتيك بالأخبار من لم تزود!
* قسم المحاسبة ـ جامعة الملك سعود
<p><a href="mailto:[email protected]">alsehali@ksu.edu.sa</a></p>