الإمارات: مخاوف من استمرار هبوط الأسواق في رمضان.. واليوم بدء عطلة السبت
يتوقف العمل اليوم السبت في أسواق المال الإماراتية بعد إقراره عطلة إلى جانب الجمعة من كل أسبوع لأول مرة منذ نشأة الأسواق النظامية عام 2000، في الوقت الذي تستقبل فيه الأسواق شهر رمضان بترقب مشوب بالخوف من استمرار الهبوط الحاد الذي عاشته طيلة الأسبوع الماضي وكبدتها خسائر باهظة أعادت إلى أذهان المتعاملين فترة ما قبل الارتداد الصعودي الذي بدأته قبل شهرين.
وفقد المؤشر العام لسوق الإمارات 3.3 في المائة الأسبوع الماضي وتراجعت أحجام التداولات بنسبة كبيرة بلغت 40.8 في المائة وهبطت سوق دبي إلى 425 نقطة وسط مخاوف من عودة المؤشر مجددا إلى المستويات المتدنية التي كان عليها قبل شهرين وانحدرت به إلى النقطة 393.
وليس هناك حديث في الأسواق حاليا سوى الخوف من أن تؤدي حالة الهدوء التي تتسم بها تعاملات الأسواق في شهر رمضان إلى استمرار الهبوط الذي يمكن أن يدفع بسهم "إعمار" القيادي إلى الهبوط إلى 12.80 درهم وهي النقطة السعرية السحرية لغالبية المضاربين الذين راحوا يستغلونها لنشر مزيد من الخوف لدى صغار المستثمرين بهدف دفعهم إلى البيع قبل أن يصل السهم إلى أدنى مستوياته عند هذا السعر.
وانخفض سهم "إعمار" 44 في المائة منذ بداية العام الحالي ونحو 54.4 في المائة من أعلى سعر بدأ عنده الهبوط في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي 29.10 درهم حتى الآن.
وتساعد حالة الفراغ المعلوماتي في الأسواق قبل ثلاثة أسابيع من إعلان الشركات عن نتائج الربع الثالث المضاربين على تخويف صغار المستثمرين الذي يندفعون إلى البيع مع كل هبوط في الأسعار، خصوصا أن أحجام التداولات تراجعت بشكل لافت للنظر، إذ انخفض معدل التداول اليومي إلى 1.922 مليار درهم الأسبوع الماضي مقارنة بـ 3.248 مليار درهم الأسبوع السابق.
ويجمع محللون على أن أحجام التداولات ستشهد تراجعا ملحوظا خلال شهر رمضان، إذ يتوقع محمد علي ياسين المحلل المالي في تقريره الأسبوعي عن أداء الأسواق "أن تضعف التداولات في السوق خلال الأسبوع المقبل مع بداية شهر رمضان بشكل عام ولاقتصار التداول في السوق على خمسة أيام، إلا أن نتائج الربع الثالث التي ستظهر مع بداية الأسبوع الثاني من الشهر المقبل ستحدد بشكل كبير حركة الأسواق في الأيام التي تلي تلك الإعلانات، وربما حتى نهاية العام.
وأضاف أن السوق مرت بمرحلة جني أرباح توزعت على عدة أيام نتج عنها تراجع المؤشر، إلا أنه لوحظ ضعف الطلبات في السوق نهاية الأسبوع على معظم الأسهم خاصة أسهم المضاربة، ما أدى إلى عودة نمط تراجع أسعار أسهم المضاربات نهاية التداولات اليومية نتيجة اضطرار المضاربين إلى إغلاق حساباتهم المكشوفة بخسارة أفقدت بعضهم كل الأرباح التي جنوها خلال مضاربات الأسابيع الماضية.
وخلال الفترة المقبلة وحتى موعد إعلان نتائج الربع الثالث يفضل مديرو المحافظ وصناديق الاستثمار الانتظار خارج السوق إلى حين الوقوف على أداء الشركات تجنبا لمزيد من هبوط أكبر متوقع للأسعار وهو ما سيدفع بأحجام التداولات إلى الانخفاض بصورة كبيرة، حيث يتخوف كثيرون من أن تهبط دون المليار درهم تدريجيا.
وسجلت الأسواق أدنى مستويات تداولاتها في شهري حزيران (يونيو) وتموز (يوليو) الماضيين، حيث هبط معدل التداول اليومي إلى أقل من 200 مليون درهم منها 150 مليونا لسوق دبي مقارنة بمتوسط يتجاوز المليار درهم يوميا.