الأسهم الرخيصة تكبد السوق الإماراتية 17.2 مليار درهم

الأسهم الرخيصة تكبد السوق الإماراتية 17.2 مليار درهم

وصف خبير استثماري هبوط سوق الأسهم الإماراتية أمس لليوم الثاني على التوالي بنسب وصلت إلى 5 في المائة في دبي بأنه أشبه بلعبة "الثيران والدببة". والدببة ممثلة في الأسهم الصغيرة أو الرخيصة "تمويل وسلامة وأرامكس والاتحاد العقارية وتبريد ودو"، التي ارتفعت أسعارها بنسب قياسية غير مبررة "انقضت" على صغار المستثمرين بعدما التهمت "الثيران" ممثلة في الأسهم القيادية "إعمار ودبي الإسلامي وأملاك". وظلت "الدببة أو "الأسهم الرخيصة " متخفية "خلف" الثيران "طيلة فترة صعود "القيادية" وجاءتها الفرصة بفعل المضاربات التي طالتها لفترة قصيرة سجلت خلالها ارتفاعات كبيرة شجعتها على "التهام الثيران"، التي تعرضت لعمليات تسييل كبيرة خصوصا سهم إعمار. وأغرت " الدببة " صغار المستثمرين بالتخلي عن الثيران واللحاق بها غير أنها سرعان ما "التهمتهم" أيضا فور خروج المضاربين منها وبدء تراجع أسعارها بنسب كبيرة.
هذا الوصف كما يقول لـ "الاقتصادية" الدكتور عبد الرحمن الطريفي الخبير الاستثماري في الأسهم ينطبق تماما على حالة سوق دبي التي خسر مؤشرها أمس 2,3 في المائة ليرتفع نسبة الانخفاض في يومين إلى 5 في المائة ولتخسر الأسواق الإماراتية 17.2 مليار درهم لتفقد مكاسب أسبوعين كاملين وإن ظلت التداولات فوق المليار درهم عند 1.3 مليار غير أنها متراجعة بالمقارنة بأحجام تعاملات اقتربت من أربعة مليارات درهم قبل أسبوع
وباستثناء سهمين فقط هما مزايا الكويتية وأريج البحرينية سجلت كافة الأسهم المتداولة في سوق دبي وعددها 18 سهما انخفاضا، وحققت كافة الأسهم الصغيرة انخفاضا كبيرا جاء أعلاها في سهم شركة دو الذي كان قبل أيام يحقق أعلى الارتفاعات وهبط بنسبة 4.5 في المائة يليه سهم تمويل الأكثر ارتفاعا على مدى أسبوعين بأكثر من 55 في المائة ليتراجع بنسبة 3.8 في المائة وكذلك الحال بالنسبة لأسهم سلامة وأربتك وأرامكس وتبريد.
وعلي حد قول الطريفي فإن الأسهم الصغيرة هي التي تسببت في الهبوط الحاد الذي تشهده السوق والذي طال الأسهم كافة بما فيها القيادية، التي لا تزال تتعرض لضغط بيع خصوصا سهم إعمار الذي يقاوم عمليات التراجع وإن تماسك بالأمس عند 13.50 درهم نقطة الدعم التي سيحاول المقاومة عندها وفي حال نجاحه سيتمكن من الارتداد إلى أعلي.
وأغلق سهم إعمار بانخفاض نسبته 2.4 في المائة عند 13.70 درهم بعد أن هبط إلى 13.50 درهم ادني سعر وأن حافظ علي تداولات كبيرة بالنسبة لحجم تعاملات السوق لكنها منخفضة مقارنة بنشاط إعمار في الفترة الأخيرة حيث بلغت تداولاته 538 مليون درهم.
وقال الطريفي أنه بمجرد تراجع سهم إعمار من أعلي نقطة وصلها فوق 15 درهما حتى بدا صغار المستثمرين في الهروب تجاه الأسهم الصغيرة اعتقادا منهم أنها ستعوضهم جزءا من الخسائر لكن تكبدوا خسائر أكبر ذلك أن نسبة التراجع في سهم إعمار القيادي في السوق عادة ما تكون اقل بكثير من نسب هبوط الأسهم الصغيرة والتي لا تزال تواصل الهبوط وهو ما يكشف عن نقص الوعي الاستثماري في السوق.
ويضيف أن سوق دبي أصبحت بالفعل سوق مضاربة بالدرجة الأولي ويتحكم فيها مضاربون يمتلكون محافظ كبيرة وتساعدهم مكاتب الوساطة التي تسمح للكثير من المتعاملين بالتداول علي المكشوف في الوقت الذي لا تزال فيه رقابة السوق ضعيفة للغاية وكان يتعين عليها منذ أن بدأ حجم التداول يتجاوز ثلاثة مليارات درهم أن تدقق أكثر لأن غالبية التداولات ما هي إلا قيود دفترية أو وهمية ولذلك أتفق مع الذين يصفون الانتعاش الذي شاهدناه في الفترة الماضية بأنه "مصطنع".
واستبعد الطريفي استمرار الهبوط بنسب كثيرة متوقعا حدوث ارتداد بعد أن تشبعت السوق على حد قوله بالتراجع والفرصة مواتية لارتداد سهم إعمار في حال واجه عمليات البيع عند نقطة الدعم 13.50 درهم حيث من المتوقع أن تفتتح السوق منخفضة بضغط من استمرار عمليات جني الأرباح لكن سرعان ما ترتد إلى أعلى مع دخول طلبات شراء على إعمار ترفعه إلى ما فوق 14 درهما ربما إلى 14.30 درهم.

الأكثر قراءة