البنك الدولي: إنفلونزا الطيور والتضخم وأسعار النفط مخاطر تهدّد الاقتصاد العالمي
أكد البنك الدولي أمس قدرة الاقتصاد العالمي على النمو واستمرار تحسن أسواق المال الناشئة رغم المخاطر التي تهدد الاقتصاد العالمي بالفعل. وأشار البنك الدولي في تقرير نشر أمس إلى أن قائمة المخاطر التي تهدد الاقتصاد العالمي عديدة تبدأ من "انخفاض حاد" في الأنشطة الاقتصادية إذا تحور فيروس إنفلونزا الطيور المميت حاليا
إلى سلالة قادرة على الانتقال بين البشر، وتصل إلى زيادة خطر التضخم في الاقتصادات الكبرى. والمعروف أن الفيروس الحالي ينتقل فقط من الطيور إلى البشر، وهو ما يحد من انتشاره بصورة كبيرة.
وأضاف البنك أن الأسواق قد تقوم بعمليات تصحيحية عنيفة في حالة وقوع السيناريوهات المثيرة للقلق. وأشار إلى أن بعض الاقتصادات الناشئة التي تعاني من عجز كبير في حسابها الجاري وتعتمد بشدة على تدفق الاستثمارات الأجنبية لسداد هذا العجز قد تجد نفسها معرضة لمخاطر التقلب في أسواق المال.
ودعا التقرير هذه الدول إلى الاستفادة من الأوضاع الراهنة من أجل إجراء إصلاحات هيكلية لأوضاعها المالية بهدف السيطرة على أي تداعيات منتظرة في حالة وقوع السيناريوهات المخيفة.
وقال البنك في تقريره عن الاستقرار المالي العالمي إن مدى التراجع في النشاط الاقتصادي واحتمالات استعادة الاقتصاد العالمي عافيته بعد تفشي مثل هذا الوباء سيتوقفان على خصائص الفيروس الجديد، إضافة إلى درجة استعداد كل من القطاعين العام والخاص لمواجهة الأزمة.
وصدر التقرير قبيل بدء الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك
الدوليين في سنغافورة التي تستمر أسبوعا. وأشار التقرير إلى أن تفشي وباء إنفلونزا الطيور بين البشر سيؤدي إلى اضطراب حاد في أسواق المال العالمية حيث تتجه الأنظار دائما في أوقات الكوارث إلى الحصول على أكبر قدر من السيولة النقدية والاستثمار في الأصول الأقل مخاطرة.
وأضاف التقرير أن تراجع قيمة الأصول المالية في ظل مثل هذه الظروف يعني حدوث اختلالات واضحة في ميزانيات المؤسسات المالية ويضعها تحت ضغوط شديدة. وتحدث عن فترة يتراجع فيها تدفق الرساميل إلى الأسواق الناشئة التي أصبحت حاليا أهم مراكز جذب الرساميل.
كما يمكن أن تواجه المؤسسات المالية مشاكل تشغيلية في حالة
تفشي وباء إنفلونزا الطيور بين البشر، الأمر الذي يؤدي إلى تعثر
العديد من وظائفها مثل أعمال السداد والصرف النقدي والمقاصة
والتسوية.
في الوقت نفسه يدعو الصندوق دول العالم إلى الاستعداد لمواجهة
هذه الاحتمالات، حيث نظم بالفعل العديد من الحلقات النقاشية
الإقليمية التي شاركت فيها البنوك المركزية وهيئات الرقابة المالية
وخبراء الصحة والمخططين الاقتصاديين لدراسة احتمالات
المستقبل.
وبعيدا عن أنفلونزا الطيور، تحدث التقرير السنوي للبنك الدولي عن
مخاطر أخرى تهدد الاستقرار المالي العالمي مثل تزايد الضغوط
التضخمية في العديد من دول العالم، زيادة أسعار النفط، التدهور
السريع لسوق العقارات في الولايات المتحدة وما يؤدي إليه من
تراجع للاقتصاد الأمريكي الأكبر في العالم.