الأسهم الأمريكية تهبط مع انخفاض أحجام التداول وتدني الإنتاجية للربع الثاني

الأسهم الأمريكية تهبط مع انخفاض أحجام التداول وتدني الإنتاجية للربع الثاني

اقتصرت تداولات سوق الأسهم الأمريكية على أربعة أيام بسبب عطلة يوم العمال التي كانت يوم الإثنين الماضي، فكان من الطبيعي أن ينخفض حجم التداول عن المعدل المعروف، ولا سيما مع بقاء بعض المُستثمرين خارج السوق لقضاء المزيد من أيام عطلة الصيف، لاحظنا توجه السوق نحو الانخفاض وهذا يعود إلى توجه البعض لجنيّ أرباحهم علماً أنه عادة ما يرتفع السوق مع بداية شهر أيلول (سبتمبر)، خصوصاً في النصف الأول من هذا الشهر ثم ينخفض في النصف الثاني منه، حدثت عوامل أخرى إيجابية لم تُساعد كثيراً في إسعاف المؤشرات وإبقائها ضمن اللون الأخضر وأقصد بذلك انخفاض أسعار النفط بنسبة 4.2 في المائة وإلى مستويات لم تصل إليها منذ خمسة أشهر.
لا شك أن ضعف حجم التداول أمر سلبي يؤثر في حماس السوق ورأيناه قد أثر في حركة المؤشرات التي تضاربت وتناقضت خلال الأسبوع الماضي، كما أن صدور عدد من البيانات الاقتصادية، أسهم في انخفاض السوق ومنها تقرير الإنتاجية للربع الثاني بعد المراجعة، والذي صدر الأربعاء الماضي مرتفعاً بأكثر من المُتوقع، هنا رأى البعض أن هذه الزيادة في الإنتاجية قد تؤدي بالبنك المركزي إلى رفع الفائدة لكبح هذا النمو والتزايد في الإنتاجية، في المقابل ظهرت مخاوف وهواجس بعد إعلان شركة إنتل Intel Inc, عن نيتها تخفيض عدد الوظائف بمقدار يزيد على عشرة آلاف وظيفة، وتوجه شركة مثل إنتل Intel Inc يعني أنها لا ترى طلباً متزايداً على منتجاتها يؤدي بها إلى التمسك بهؤلاء الموظفين، كما أن انخفاض أسعار النفط يوم الجمعة جاء نتيجة تزايد مخزون النفط الأمريكي، ما يدل على تدني استهلاك النفط من قبل الشركات والمصانع، كل هذا يُفسر على أنها علامات واضحة على ضعف في نمو الاقتصاد الأمريكي، فالوظائف آخذة في التقلص من سوق العمل والنفط يقل استهلاكه ما يعني التوجه نحو انكماش في نمو وأرباح الشركات.
تقرير الائتمان الاستهلاكي أو الائتمان الذي حصل عليه المُستهلكون تناقص في شهر تموز (يوليو) فوصل إلى 5.5 مليار دولار بعد أن كان أكثر من عشرة مليارات دولار في حزيران (يونيو)، وهذا يعني انخفاضا كبيرا في الإنفاق من قبل المُستهلكين والأفراد، كما شهد قطاعا شركات بناء المساكن وصناعة السيارات إقبالاً على الشراء في هذا القطاع من المُستثمرين في الأسبوع الماضي.

الأسبوع الحالي

ينتظر المُستثمرون صدور عدد كبير من البيانات الاقتصادية، ولكن الأهم من بينها ما يتعلق بالتضخم ومبيعات التجزئة، ونبدأ بمبيعات التجزئة لشهر آب (أغسطس)، والتي قد تشهد انخفاضاً بنسبة 0.1 في المائة بعد أن كانت قد ارتفعت بمقدار 1.4 في المائة في تموز (يوليو)، وفي حالة اُستثنيت منها مبيعات السيارات فمن المتوقع أن ترتفع مبيعات التجزئة حتى 0.3 في المائة في آب (أغسطس) مقارنة بـ 1 في المائة في تموز (يوليو).
مؤشر أسعار المُستهلكين أحد المؤشرات المُستخدمة في قياس مستوى التضخم، لذا فإن هذا التقرير سيلقى اهتماما من قبل المُستثمرين، حيث سيصدر الجمعة ويتوقع انخفاضه حتى 0.2 في المائة بعد أن كان 0.4 في المائة في تموز (يوليو)، لكن لو استثنينا منه الأطعمة والوقود فإنه يُتوقع أن يبقى عند مستوياته السابقة وهي 0.2 في المائة.
قبل هذين التقريرين الاقتصاديين سيصدر غداً الثلاثاء تقرير عن الميزان التجاري لشهر تموز (يوليو)، والذي يُتوقع أن يزداد فيه العجز ليصل إلى 65.5 مليار دولار بعد أن كان 64.8 مليار دولار، ومثلما يهتم المُستثمرون بهذا التقرير الذي يعكس حجم التبادل التجاري مع العالم، فإن الاهتمام سيتجه أيضاً نحو أسعار التصدير والاستيراد لشهر آب (أغسطس) التي ستصدر يوم الخميس، النفط وأسعاره ستكون هي أيضاً محط أنظار المُستثمرين، خصوصاً أن دول منظمة أوبك ستجتمع الإثنين في فنزويلا ويُتوقع أن يُبقوا أسعار النفط دون تغيير.

التحليل الفني

يبدو أن شهر أيلول (سبتمبر) أفلح في شحذ همة المُستثمرين منذ يوم الثلاثاء الماضي والذي كان أول أيام التداول، فرأينا "ناسداك" يقفز فوق مستوى 2195 نقطة ليغلق عند 2207 نقاط، ولكنه لم يُفلح في التماسك في اليوم الذي يليه بسبب وجود مقاومة واضحة وصريحة من متوسط حركة 150 يوما عند مستوى 2210 نقاط، وكنت قد ذكرت أن تجاوز مستوى 2200 نقطة لن يكون بالشيء السهل على "ناسداك"، حيث إنه يُعتبر حاجز مقاومة نفسي.
هبوط "ناسداك" كون قمة مزدوجة تالية بعد القمة التي تكونت في بداية شهر تموز (يوليو)، وهذا النموذج يُنذر بهبوط لا يوقفه إلا مستويات الدعم الموجودة على الرسم البياني، ومن هذه المستويات 2150 نقطة المتكون بسبب متوسط حركة 20 يوما. يذكر أن من الأمور السلبية هبوط "ناسداك" تحت متوسط حركة عشرة أيام والذي كان عند 2173 نقطة.
هنا أذكر بما قلته في التقرير قبل السابق، وهو أن تجاوز "ناسداك" لنسبة 50 في المائة من نسب "فيبوناتشي"، والتي تقع عند 2195 نقطة والبقاء فوقها ليس بالسهل من أول محاولة، لهذا فإنه باعتماد نسب "فيبوناتشي" فإن مستوى 2132 نقطة، والذي يُمثل نسبة 32.8 في المائة من نسب "فيبوناتشي" الشهيرة يُشكل مستوى دعم جيدا، لكن لو هبط "ناسداك" تحت مستوى 2149 نقطة فإن هذا يُنذر بموجة هبوط حتى متوسط 50 يوما، والذي يقف عند مستوى 2113 نقطة، ولكن في الوقت نفسه يجب الأخذ في الاعتبار المتجه الصاعد الموجود عند مستوى 2100 نقطة والمُتكون في 21 من تموز (يوليو) وبدأ صعوده من مستوى 2035 نقطة فهو يُعتبر مستوى دعم جيد.

جمعية المُحللين الفنيين الأمريكية
<p><a href="mailto:[email protected]">mashhour@maktoob.com</a></p>

الأكثر قراءة