"أرامكو": الكشف الجديد في الغوار يحوي غازا غير مصاحب
قالت شركة أرامكو السعودية أمس إن نوعية الغاز الذي تم اكتشافه في بئر كساب 1 من الغاز غير المصاحب. وبينت الشركة خلال حديثها لـ"الاقتصادية" أن البئر، الذي يبعد 50 كيلومترا جنوب حقل الغوار، ينتج 16.2 مليون قدم مكعبة قاسية في اليوم من الغاز غير المصاحب.
وتمتلك أرامكو السعودية احتياطيات مؤكدة من الغاز تبلغ 239.5 تريليون قدم مكعبة لتلبية الطلب المحلي واحتياجات التصدير. وتشكل احتياطيات المملكة من الغاز نحو 4 في المائة من الاحتياطي العالمي المعروف، فيما يصل إجمالي احتياطيات منطقة الشرق الأوسط من الغاز إلى أكثر من 1.855 تريليون قدم مكعبة.
وتتصدر الولايات المتحدة وروسيا الدول المنتجة للغاز حيث ينتجان 52 مليار قدم مكعبة في اليوم. ويعد إنتاج الشرق الأوسط ضئيلاً نسبيا ،حيث تعد السعودية أكثر البلدان إنتاجا بطاقة تزيد على ستة مليارات قدم مكعبة في اليوم.
تهدف أرامكو السعودية إلى زيادة احتياطياتها من الغاز بمقدار 20 تريليون قدم مكعبة من خلال أعمال الاكتشاف والتطوير، وذلك مواكبة للطلب المتزايد محليا على الغاز خلال السنوات الخمس المقبلة.
وتعد السعودية سباقة في اكتشاف مزايا الغاز كأحد الموارد الهيدروكربونية المهمة في السبعينيات قبل أن يكتشف ذلك في أي من الدول الغنية بالموارد الهيدروكربونية في الشرق الأوسط. وفي السنوات الأولى لإنتاج الزيت كان يتم حرق الغاز المرافق، ثم بدأت المملكة في السبعينيات وضع خطط للاستفادة من قيمة الطاقة التي يمثلها الغاز ومن ثم أنشأت شبكة الغاز الرئيسة. وقد صدرت تعليمات المملكة لأرامكو السعودية بالتخطيط لشبكة الغاز وتنفيذها لتكون أضخم مشروع صناعي في العالم آنذاك. ولقد كانت مهمة إنشاء هذه الشبكة أحد الإنجازات الضخمة التي شارك في تنفيذها عشرات الآلاف من الموظفين سواء كان ذلك على أرض المملكة أو في مكاتب ومعامل تصنيع تنتشر في عدد من القارات. وتمكن شبكة الغاز الرئيسة أرامكو السعودية من استخدام جميع كميات الغاز المرافقة لإنتاج الزيت (الغاز المرافق) وكذلك الغاز المنتج من مكامن عميقة والمعروف بغاز خف (الغاز غير المرافق). وتضيف شبكة الغاز الرئيسة ما يعادل مليون برميل من الزيت في اليوم إلى إمدادات الطاقة وتساعد في توفير الوقود اللازم لبرنامج المملكة الطموح في مجال التصنيع.
وعلى مدى السنوات العشرين الأخيرة، ازداد الطلب على غاز البيع الذي تنقله شبكة الغاز الرئيسية بنسبة 10 في المائة سنويا في كل من القطاع الصناعي وقطاع توليد الكهرباء، وشجع على ذلك وفرة إمدادات الغاز وانخفاض أسعاره. واليوم، يزيد نصيب استهلاك الفرد من الغاز في المملكة على نظيره في المملكة المتحدة وألمانيا واليابان. ومن المتوقع أن يواصل الطلب على الغاز ارتفاعه بمعدل 5 في المائة سنويا على مدى العقدين القادمين مع اتساع القاعدة المحلية والصناعية لاستهلاك الغاز في المملكة.
وتضطلع أعمال الغاز بمسؤولية إنتاج ومعالجة الغاز المرافق لإنتاج الزيت الخام وكذلك إنتاج ومعالجة الغاز غير المرافق وتحويله إلى وقود ومنتجات غاز طبيعي. ويستخدم الغاز وسوائل الغاز الطبيعي لتوفير احتياجات الوقود واللقيم اللازم لمحطات توليد الكهرباء ومعامل تحلية المياه والصناعات البتروكيميائية في المملكة، فيما يتم تصدير البروبان والبوتان والبنزين الطبيعي الزائد على الطلب المحلي إلى الخارج.
وتنشئ حاليا شركة أرامكو السعودية معملا خاصا للغاز في حرض سيستخدم مادة ميثيليديثانول أمين MDEA لامتصاص كبريتيد الهيدروجين بشكل انتقائي مع السماح لمعظم غاز ثاني أكسيد الكربون بالبقاء مع الغاز الحلو. وتناسب هذه التقنية تماما تركيبة الغاز الذي سيقوم المعمل بمعالجته كما ستؤدي إلى خفض التكاليف الرأسمالية الأولية وتكاليف التشغيل الإجمالية.
ويتواصل البحث عن أفضل الطرق اقتصادياً لمعالجة الغاز المر المحتوي على كميات كبيرة من البنزين والتولوين والزيلين. ويحتوي غاز منطقة خف على كميات كبيرة من هذه المركبات، كما تخصص توسعة شبكة الغاز بصورة أساسية لمعالجة غاز خف. وتشمل الوسائل التي يجري بحثها، معالجة غاز خف الذي يتم فرزه، أفران الكثافة العالية في معامل الكبريت، إزالة مركبات البنزين والتولوين والزيلين من الدايقليقولامين الغني عن طريق إزالة غاز الوقود ،تخصيب الغاز الحامض باستخدام الأمينات الانتقائية ،إزالة مركبات البنزين والتولوين والزيلين من الغاز المر عن طريق امتصاص الكربون، حيث يستدعي استخدام هذه التقنيات لتمكين معامل استخلاص الكبريت القائمة من التقيد بتعليمات الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة.
ويجري تركيب آلة توسيع دوامية غازية في معمل الغاز في البري لاستخلاص الإيثان وسوائل الغاز الطبيعي من الغاز المرافق المحلي المعالج هناك. وتتيح هذه التقنية أفضل الوسائل لاستخلاص الإيثان والمواد الهيدروكربونية السائلة من الغاز الطبيعي،كما ستؤدي سدادات الغاز الجاف التي تم تركيبها على أربعة من مكثفات الإيثان في شدقم إلى زيادة استخلاص سوائل الغاز الطبيعي وخفض تكاليف الصيانة، فعندما يدخل الزيت الحاجز إلى وصلة الانعطاف في مبردات الإيثان فإنه يحد من معدل انتقال الحرارة ويحد من استخلاص سوائل الغاز الطبيعي.
وقد بدأ التخطيط لتركيب مولدات دوامية غازية تعمل على حرق الغاز ومجهزة بإمكان توليد البخار من حرارة العادم في معامل الغاز لزيادة كفاءة المعالجة الإجمالية والحد من الطلب على الطاقة. ونظراً لقدم المراجل البخارية القائمة وحاجتها إلى تجديد أنابيبها، فقد تكون آلية التوليد المشترك هي الحل الاقتصادي في بعض المعامل، وسيتم التوسع في استخدام نظام المراقبة الموزعة المطبق حاليا في معملي الغاز في العثمانية وشدقم لتحقيق أفضل استفادة ممكنة. وسيؤدي استخدام جهاز فحص "المواد اللينة" للتنبؤ بالنسبة المئوية للإيثلين في البروبيلين المنتج في وحدات تبريد البروبان إلى زيادة الإيرادات عن طريق الحد من إهمال مادة البروبان القيمة،كما أن تركيب وسائل تحكم من أنواع متعددة ومختلفة واستخدامها في وحدات التجزئة في معمل الغاز في الجعيمة ستؤدي إلى تحسين مراقبة التجزئة وهو ما يؤدي إلى خفض معدل المنتجات المهملة واستهلاك الطاقة وتدخل المشغ.
وفي مجال إنتاج الغاز، سيتم استخدام أجهزة المسح باقتفاء الإشعاع للحصول على معلومات قيمة حول هندسة التكسير في قاع البئر. وتسمح هذه الدراسات للمهندسين بالاستغلال الأمثل لتصاميم التكسير عن طريق توفير معلومات تفصيلية حول ارتفاعات التكسير وأوضاعه داخل الطبقة المنتجة للغاز. ويعد تكسير وثقب البئر من الوسائل المستخدمة لزيادة درجة النفاذية للطبقة المنتجة وجريان الغاز.
وتستخدم كذلك أنظمة تثقيب متقدمة مثل الخوصات الأنبوبية اللولبية ذات الضغط المرتفع للحصول على أعلى المستويات الإنتاجية. ويتم تخطيط وسائل التثقيب وفقا لاتجاهات التكسير المتوقعة حتى تكون هذه الوسائل اقتصادية.
ويتم اختبار أنظمة المراقبة الدائمة في قاع البئر للحصول على قياسات مستمرة للضغط والحرارة. وتؤدي هذه الطريقة إلى خفض تكاليف صيانة البئر وتحسين الأداء الإجمالي، كما تفيد هذه المعلومات بصفة خاصة في مكامن المكثفات العكسية حيث تتم زيادة إنتاج الغاز إلى أقصى حد ممكن.